انطلاق أكبر حملة تطعيم في تاريخ أميركا

بعد تخطي الوفيات 300 ألف والإصابات 16 مليوناً

عامل صحي في أحد مستشفيات ولاية تكساس التي ستتلقى اللقاح (رويترز)
عامل صحي في أحد مستشفيات ولاية تكساس التي ستتلقى اللقاح (رويترز)
TT

انطلاق أكبر حملة تطعيم في تاريخ أميركا

عامل صحي في أحد مستشفيات ولاية تكساس التي ستتلقى اللقاح (رويترز)
عامل صحي في أحد مستشفيات ولاية تكساس التي ستتلقى اللقاح (رويترز)

باشرت الحكومة الأميركية توزيع اللقاحات في حملة واسعة النطاق لمواجهة تفشي فيروس «كوفيد - 19»، الذي أدى حتى الآن إلى وفاة أكثر من 300 ألف وفاة و16 مليون إصابة في الولايات المتحدة، مستهلة هذه العملية بتعبئة شحنات أولى تشمل نحو ثلاثة ملايين جرعة في ثلاجات جافة لإرسالها عبر شاحنات من مصنع شركة «فايزر» بولاية ميشيغن إلى المئات من مراكز التوزيع في كل الولايات الأميركية الـ50.
وفيما يمكن أن تكون بداية حملة تطعيم هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، صفق العمال عندما غادرت الشاحنة الأولى المصنع، وعلى متنها حمولة من اللقاح الذي طورته «فايزر» مع شركة «بايونتيك»، ونال تصريحاً لاستخدامه الطارئ من دائرة الغذاء والدواء «إف دي آي» الأميركية الجمعة، بعدما تجاوز عدد ضحايا فيروس كورونا ثلاثة آلاف يومياً في البلاد، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الوفيات والإصابات أكثر بين الأميركيين على أبواب موسم العطلات. في خطوة وصفها مدير مركز التقييم والأبحاث البيولوجية التابع لدائرة الغذاء والدواء موافقة الدائرة بأنها «تحمل الوعد بتغيير مسار هذا الوباء».
وأبلغ المسؤولون الصحيون في مركز مراقبة تفشي الفيروس لدى جامعة جونز هوبكنز في ميريلاند عن أكثر من 207 آلاف إصابة جديدة وأكثر من 2200 وفاة أول من أمس (السبت). وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للمصابين في الولايات المتحدة إلى أكثر من 16 مليوناً، وهو أكبر عدد في العالم حتى الآن، بعد أقل من أسبوع من تجاوز البلاد عتبة الـ15 مليوناً. وأفيد عن أكثر من ثلاثة آلاف وفاة للمرة الأولى الأربعاء الماضي. وحذر المركز من تصاعد كبير في عدد الإصابات والوفيات على نحو كبير مع دخول البلاد في موسم الشتاء القارس.
وقال كبير المسؤولين الحكوميين في عملية «راب سبيد» لتسريع إنتاج اللقاحات وتوزيعها الجنرال غوستاف بيرنا: «نتوقع أن يتلقى 145 موقعاً في كل الولايات اللقاح (اليوم) الاثنين، و425 موقعاً آخر الثلاثاء، والمواقع الـ66 الأخيرة الأربعاء، مما يتمم تسليم شحنة اللقاحات الأولى التي طُلِبت من فايزر». وشبه العملية بـ«دي داي»، يوم بدأ الإنزال الأميركي في النورماندي عام 1918 وبدء المعركة التي أدت إلى تحرير أوروبا الغربية من ألمانيا النازية، قائلاً: «كان دي داي بداية النهاية، وهذا ما وصلنا إليه اليوم»، لكنه حذر من أن الأمر سيتطلب أشهراً «لتحقيق النصر في النهاية».
وكان مقرراً نقل نحو 2.9 مليون جرعة من اللقاح عبر الطائرات والشاحنات الخاضعة للحراسة من منشآت «فايزر» في ميشيغن وويسكونسن إلى مواقع محددة، ومعظمها إلى المستشفيات. وتخطط الولايات إلى اتباع نصائح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في شأن من جري تطعيمهم أولاً، وهم العاملون في مجال الرعاية الصحية المعرضون لخطر كبير والمسنون في دور الرعاية وغيرها من مرافق الرعاية طويلة الأجل. وهذه هي الخطوة الأولية نحو تحقيق هدف تلقيح عدد كافٍ من الناس بحلول الربيع لوقف انتشار الفيروس الذي أحدث أيضاً اضطراباً في اقتصاد البلاد ونظام التعليم والحياة اليومية.
وأفادت شركتا الشحن «يو بي إس» و«فيديكس» بأن خطط شحن اللقاح بدأت بالفعل منذ السبت، حيث جرت تعبئة قوارير اللقاحات وإعدادها في منشآت «فايزر»، مع موظفين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الموقع للتأكد من عدم وقوع حوادث. وأوضحتا أنه بعد مغادرة المصنع في كالامازو بولاية ميشيغن، حدد موعد إرسال اللقاحات إلى مراكز التوزيع التابعة للشركتين.
وصممت «فايزر» حاويات خاصة، مع أجهزة تعقب وثلج جاف كافٍ للحفاظ على الجرعات مبردة بدرجة كافية لمدة تصل إلى عشرة أيام. ووضع على كل شاحنة تحمل هذه الحاويات جهاز يتتبع موقعها ودرجة حرارتها وتعرضها للضوء وحركتها. ويجب المحافظة على لقاح «فايزر» مبرداً عند درجة 94 تحت الصفر على مقياس فهرنهايت، ولا يمكن فتح الصناديق الخاصة التي يشحن فيها أكثر من مرتين في اليوم، للحفاظ على التجميد العميق. ويمكن للقاح أن يسبب آثاراً جانبية، مثل الألم أو الصداع، مما يعني أن بعض الممرضين والأطباء وغيرهم ممن هم في طليعة التلقيح سيحتاجون إلى يوم أو يومين من التعطل عن العمل، مما يمثل تحدياً للمستشفيات المثقلة بالأعباء.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».