اتفاق على استئناف مفاوضات «سد النهضة»

حمدوك أدى زيارة خاطفة إلى أديس أبابا

اتفاق على استئناف مفاوضات «سد النهضة»
TT

اتفاق على استئناف مفاوضات «سد النهضة»

اتفاق على استئناف مفاوضات «سد النهضة»

اتفق رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ونظيره الإثيوبي آبي أحمد، على استئناف مفاوضات «سد النهضة» الأسبوع المقبل.
وأدى حمدوك، مرفوقاً بوفد أمني وعسكري رفيع المستوى، زيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا استغرقت ساعات أمس، بينما كان مقرراً أن تدوم يومين. وقالت الحكومة السودانية، في بيان، إن رئيس الوزراء أجرى مباحثات مغلقة «مثمرة» مع نظيره الإثيوبي. وأضافت أن الجانبين بحثا عدداً من القضايا في مسار العلاقات بين البلدين، على رأسها استئناف عمل لجنة الحدود ومفاوضات سد النهضة خلال الأسبوع المقبل، كما اتفق على عقد قمة عاجلة لمنظمة «الإيقاد».
وتوقفت مفاوضات سد النهضة في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد مقاطعة السودان اجتماع وزراء المياه بالدول الثلاث، وربط عودته بتغيير منهجية التفاوض المتبعة، ومنح الخبراء الأفارقة دوراً أكبر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة.
ويرأس حمدوك الدورة الحالية لمنظمة «الإيقاد» المعنية بحل النزاعات في القارة الأفريقية، وتضم دول جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا.
ولم يكشف بيان الحكومة السودانية عن الهدف من عقد القمة العاجلة، فيما يرجح أن تناقش تطورات الأوضاع في إثيوبيا والتداعيات الإنسانية والأمنية للنزاع الإثيوبي على الإقليم.
وكان المتحدث باسم الحكومة السودانية، وزير الإعلام والثقافة، فيصل محمد صالح، قال إن زيارة رئيس الوزراء إلى إثيوبيا تناقش كل الملفات، ملمحاً لإمكانية إجراء وساطة في النزاع الإثيوبي.
ووصف صالح، في مقابلة مع إذاعة «بلادي» المحلية، العلاقات السودانية - الإثيوبية بالجيدة، على الرغم من التعقيدات الداخلية التي تؤثر في بعض الأحيان على هذه العلاقات. وأضاف أنه منذ بداية النزاع في إقليم تيغراي، لم تتوقف الاتصالات بين المسؤولين السودانيين والإثيوبيين، إلا أن إثيوبيا رفضت أي وساطة إقليمية ودولية.
وأشار صالح إلى أن مجلس السيادة الانتقالي في البلاد، برئاسة عبد الفتاح البرهان، أبدى الرغبة في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، لكن الإثيوبيين عبّروا عن رفضهم. وقال إن الحكومة السودانية اتخذت خطة طوارئ عاجلة، ونشرت قواتها لمراقبة الأوضاع على الحدود، وأخذت الاحتياطات كافة على المستويين الإنساني والعسكري لتقليل أي ضرر يؤثر على البلاد
وكانت إثيوبيا رفضت وساطة الاتحاد الأفريقي الذي يترأسه دورته الحالية، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامفاوزا، في النزاع بين الحكومة الاتحادية وإقليم تيغراي.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، في نهاية نوفمبر الماضي، انتهاء العملية العسكرية التي خاضتها قوات الجيش الحكومي في إقليم تيغراي شمال البلاد، وتجري ملاحقة قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين إلى السودان فراراً من النزاع المسلح بإقليم تيغراي إلى 50 ألفاً. ورافق حمدوك خلال زيارته إلى إثيوبيا وزير الخارجية، عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ونائب رئيس هيئة أركان قوات الشعب المسلحة للعمليات الفريق ركن خالد عابدين الشامي، واللواء ركن ياسر محمد عثمان، مدير هيئة الاستخبارات العسكرية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.