أصيب خمسة أشخاص بجروح في الولايات المتحدة، بينهم أربعة بجروح خطيرة بسلاح أبيض وأحدهم بالرصاص، أثناء تظاهرات السبت للمطالبة بولاية جديدة للرئيس دونالد ترمب وللتنديد بـ«عمليات تزوير كبيرة» في الانتخابات الرئاسية بعد أكثر من شهر على انتخاب جو بايدن رئيساً.
واندلعت مواجهات في عدة أماكن بين المتظاهرين وآخرين مضادين. وأعلنت شرطة ولاية واشنطن (شمال غرب) مساء السبت في تغريدة توقيف شخص بعد عملية إطلاق نار جاءت إثر مواجهات قرب مبنى الكابيتول في أولمبيا. وقال مسؤول التواصل في جهاز الإطفاء والطوارئ في واشنطن داغ بوكانان، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن أربعة أشخاص أصيبوا في العاصمة الأميركية ونقلوا إلى المستشفى إثر إصابتهم «بجروح خطرة».
واندلعت أعمال عنف وشغب واسعة، بعدما اشتبك أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة مع أنصار مجموعة «أنتيفا» اليسارية المتطرفة ومجموعة «بلاك لايف ماترز» المعارضة لترمب، فيما تم اعتقال 23 شخصا بتهم الاعتداء على ضباط الشرطة والقيام بأعمال شغب وحيازة صاعق كهربائي. واضطرت قوات الشرطة إلى استخدام رذاذ الفلفل لتفريق الاشتباكات.
وجاءت المظاهرات بعد يوم من رفض المحكمة العليا النظر في قضية رفعتها ولاية تكساس، تسعى لإلغاء فوز بايدن بالانتخابات في أربع ولايات رئيسية. وكان الغرض من مظاهرات السبت التأكيد على رفض قاعدة ترمب نتيجة الانتخابات، وذلك عشية اجتماع الهيئة الانتخابية اليوم الاثنين للمصادقة رسميا على فوز بايدن.
وشارك في مظاهرات «مسيرة المليون لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وهي الثانية من نوعها لدعم ترمب منذ خسارته في الانتخابات الرئاسية، حوالي 20 ألف متظاهر وهم يرتدون قبعات حمراء عليها شعارات «ترمب 2020»، و«اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى». كما دعا المتظاهرون إلى وقف «الفساد والخداع وسرقة الانتخابات». وشارك مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين الذي أصدر ترمب قرارا بالعفو عنه، في المظاهرات. فيما قام ترمب بالتحليق فوق المظاهرات بطائرة «مارين وان» عدة مرات في طريقه إلى نيويورك لحضور مباراة بين الجيش الأميركي والبحرية الأميركية.
ورغم التخطيط العلني منذ عدة أسابيع لهذه المظاهرات، غرد ترمب مبديا دهشته من التجمعات المؤيدة له قائلا: «إن الآلاف تجمعوا في واشنطن من أجل وقف سرقة الانتخابات. لم أكن أعرف عن هذا، لكنني سأراهم». وخلال المظاهرات، هتف أنصار ترمب ضد الحزب الجمهوري مطالبين بتدميره، بعد أن فشل في إبقاء ترمب في السلطة. وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من قادة الجمهوريين الذين رفضوا المشاركة وفضلوا الصمت بعد قرار المحكمة الدستورية العليا برفض القضية التي تقدم بها المدعي العام لولاية تكساس لإلغاء التصويت في أربع ولايات.
وانتشر عبر الإنترنت مقاطع فيديو كثيرة للمظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين والصيحات الغاضبة ضد الحزب الجمهوري. وظهر الناشط اليمني المتطرف نيك فوينتيس وهو يخطب في المتظاهرين، ويقول: «سنقوم بتدمير الحزب الجمهوري وتحويله إلى حزب يضع أميركا في المقام الأول». وهدد قائلا: «إذا لم يقم الحزب الجمهوري بكل ما في وسعه لإبقاء ترمب في منصبه، فإننا ستقوم بتدمير الحزب». وأقلق هذا التوجه الكثير من القادة الجمهوريين وخبراء الحزب الاستراتيجيين، حيث من المرجح أن يؤدي الغضب الذي أظهره مؤيدو ترمب إلى فجوة واسعة بين الحزب وبين مؤيدي ترمب ومزاعمه بتزوير الانتخابات.
وفي الأسابيع الأخيرة، برزت خلافات واسعة في صفوف الحزب الجمهوري، حيث هاجم ترمب وأنصاره قادة الجمهوريين في الولايات المتأرجحة، مثل حاكم ولاية جورجيا براين كيمب لرفضه الانصياع لمطالب ترمب ومنع التصديق على فوز بايدن بغالبية أصوات الولاية.
وقد أشار استطلاع للرأي أن معظم الناخبين الجمهوريين من أنصار ترمب يصدقون مزاعمه بوجود تزوير جماعي للناخبين، رغم فشل كل الدعاوى القضائية التي تقدم بها محامو ترمب أمام المحاكم وعدم تقديم أدلة وأسانيد تؤيد مزاعم التزوير. وجاء رفض المحكمة الدستورية العليا نظر القضية التي رفعها المدعي العام في تكساس كضربة قاصمة لمحاولات ترمب قلب نتيجة انتخابات 2020.