داود أوغلو: الاستفزازات الإسرائيلية أحد أسباب التطرف في العالم الإسلامي

طالب في مقابلة بمنطقة حظر طيران لحماية حلب من وحشية نظام الأسد.. وتوقع تقدم بلاده بطلب لواشنطن لتسليم فتح الله غولن

داود أوغلو: الاستفزازات الإسرائيلية أحد أسباب التطرف في العالم الإسلامي
TT

داود أوغلو: الاستفزازات الإسرائيلية أحد أسباب التطرف في العالم الإسلامي

داود أوغلو: الاستفزازات الإسرائيلية أحد أسباب التطرف في العالم الإسلامي

قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو في مقابلة مع وكالة رويترز أمس إن تركيا قد توسع المناطق العسكرية على الحدود السورية لوقف مرور المقاتلين الأجانب دون أن تغلق الحدود بالكامل في وجه اللاجئين السوريين.
وقال في المقابلة التي جرت في إسطنبول إن تركيا ستواصل بذل كل جهد ممكن لمنع المقاتلين الأجانب من العبور إلى سوريا والعودة منها، ووصف الصراع في سوريا بأنه يمثل خطرا أمنيا كبيرا.
وأضاف أوغلو «توجد على الحدود وحتى الآن مخيمات لاجئين وتوجد أماكن معينة بها المزيد من القيود الأكثر صرامة، هذه المناطق العسكرية قد يتم توسيعها»، مضيفا: «إن تركيا كانت مترددة حتى الآن في أن تفعل ذلك حتى لا تصد اللاجئين».
وتابع أوغلو أنه «يجب حماية مدينة حلب السورية من قصف قوات الرئيس بشار الأسد قبل أن تدرس تركيا تعزيز دورها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».
وأكد رئيس الوزراء التركي أن «مصدر المشكلة هو وحشية نظام الأسد» وأضاف: «نريد منطقة حظر طيران لحماية حلب على الأقل من القصف الجوي وكي لا يأتي مزيد من اللاجئين الجدد إلى تركيا».
واتهم رئيس الوزراء نظيره الإسرائيلي بنيامين بالإرهاب وقال إن الاستفزازات الإسرائيلية مثل قصف غزة تسهم في إذكاء التشدد في العالم الإسلامي.
وقال أوغلو في مقابلته مع رويترز «إن إرساء السلام في الشرق الأوسط والقضاء على الجماعات الإرهابية سيكون مستحيلا فعليا من دون قيام دولة فلسطينية».
وأضاف «هو نفسه - نتنياهو - قتل جيشه الأطفال في فناء المدرسة. قتلوا مواطنينا ومواطنا أميركيا في المياه الدولية، هذا إرهاب ولا يمكن أن يجادل أحد بشأن العدوان الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى».
وتابع داود أوغلو «هذه الاستفزازات تخلق إحساسا بالإحباط في العالم الإسلامي وأصبحت من الأسباب في ظهور هذه الاتجاهات المتشددة».
وقال إذا كنا نريد إحلال السلام والنظام في الشرق الأوسط والقضاء على كل قوى التطرف يتعين علينا حل القضية الفلسطينية.
وشبه داود أوغلو نتنياهو بالمتشددين الذين نفذوا هجمات الأسبوع الماضي في باريس وقال إن كلا من الطرفين ارتكب جرائم ضد الإنسانية.
ومن جهة ثانية توقع أوغلو أن تتقدم بلاده بطلب للسلطات الأميركية لتسليم رجل الدين فتح الله غولن الذي اتهمه الرئيس رجب طيب إردوغان بتدبير مؤامرة للاستيلاء على السلطة.
وبسؤال داود أوغلو عما إذا كان هناك طلب لتسليمه قال «نعم بالطبع إذا لزم الأمر. هذا ليس اختيارنا.. إنه قرار المحكمة وليس قرار الحكومة. ستفعل الحكومة ما يلزم».
وبشأن الوضع الاقتصادي في تركيا قال رئيس الوزراء التركي إن تراجع العجز في ميزان المعاملات التجارية لتركيا واتجاهات الاقتصاد العالمي يشيران إلى حاجة إلى خفض لأسعار الفائدة، لكنه أكد أن البنك المركزي هو وحده الذي سيتخذ القرار الأسبوع القادم.
وأبلغ أوغلو رويترز مع هذا الاتجاه النزولي للعجز في الحساب الجاري ومع هذا الاتجاه في الاقتصاد العالمي أعتقد أن هناك حاجة إلى خفض لأسعار الفائدة. لكن البنك المركزي هو الذي سيتخذ القرار وسنرى ماذا سيكون قراره.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.