محافظ الأنبار يدعو الحكومة العراقية لتشريع قانون يحمي مقاتلي العشائر

بعد تلقيهم تدريبات عسكرية.. 250 مقاتلا منهم جاهزون لقتال «داعش»

أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة الرمادي («الشرق الأوسط»)
أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة الرمادي («الشرق الأوسط»)
TT

محافظ الأنبار يدعو الحكومة العراقية لتشريع قانون يحمي مقاتلي العشائر

أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة الرمادي («الشرق الأوسط»)
أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة الرمادي («الشرق الأوسط»)

طالب محافظ الأنبار صهيب الراوي الحكومة العراقية بتشريع قانون يحفظ حقوق مقاتلي أبناء العشائر «وفضلهم» في التصدي لـمحاربة مسلحي تنظيم داعش، وأكد على ضرورة العمل لتوفير مقومات الصمود للقوات الأمنية ومقاتلي العشائر العراقية، والانطلاق إلى مرحلة تحرير مدن الأنبار، فيما لفت إلى أن من أولويات إدارة المحافظة إيصال الدعم والغذاء إلى المناطق الصامدة.
وقال المحافظ صهيب الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش احتفالية تخرج الدورة الثالثة لـمتطوعي أبناء العشائر ضمن فرقة المشاة السابعة في المحافظة بقاعدة عين الأسد (210 كلم غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)، إن «المحافظة ستعمل على توفير مقومات الصمود للقوات الأمنية ومقاتلي العشائر العراقية للانطلاق إلى مرحلة التحرير ضمن صلاحيات المحافظة، فضلا عن تأمين احتياجات القوات الأمنية من السلاح والعتاد والدعم والإسناد الجوي». ودعا الراوي إلى «تشريع قانون يحفظ حقوق أبناء العشائر وفضلهم في تصديهم لقوى الظلام؛ لأنهم أثبتوا أنهم القوة الضاربة في دحر الإرهاب وهزمه»، مؤكدا أن «أولوياتنا في هذه المرحلة إيصال الدعم والغذاء والدواء إلى أهلنا في المناطق الصامدة وفتح الطرق إليهم». وتأتي دعوة الراوي بعد تصاعد المناشدات من قبل العشائر العراقية لطلب المساندة من الحكومة العراقية وإمدادهم بالسلاح والعتاد، وطلب المساعدات الغذائية والطبية، بعد أن حوصرت مدنهم وقراهم على مدى أشهر من قبل مسلحي تنظيم داعش، كحصار ناحية البغدادي وقضاء حديثة الذي يضم واحدا من أهم السدود المائية وأكبرها في العراق.. فيما بقيت مدنهم وقراهم صامدة بوجه المسلحين.
من جانب آخر، قال العميد الركن مجيد اللهيبي قائد فرقة المشاة السابعة لـ«الشرق الأوسط»: «جرى تدريب وتأهيل 250 مقاتلا من أبناء العشائر في مناطق حديثة والحقلانية وبروانة، وهم الآن على أتم استعداد لمواجهة مسلحي (داعش)، وهذه هي الدورة الثالثة، حيث سبق أن تخرج مقاتلون في دورتين سابقتين.. وتلقى المتدربون دروسا علمية وعملية ونظرية في كيفية القتال وعلى أعلى المستويات».
يذكر أن مسلحي تنظيم داعش يسيطرون على أهم مدن الأنبار وأبرزها منذ عام تقريبا على الأحداث والمعارك والمواجهات بين القوات الأمنية والعشائرية، ومن أبرز المناطق التي هي تحت سيطرة التنظيم الفلوجة وأجزاء من الرمادي ومدينتا الرطبة والقائم الحدوديتان بين العراق وسوريا، إضافة إلى مناطق هيت وراوة ونواح أخرى، منها كرمة الفلوجة القريبة من حدود العاصمة بغداد.
من ناحية أخرى، يشكو أهالي مدينة الرمادي النازحون من مناطقهم التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش إلى مناطق أخرى آمنة وسط المدينة، من صعوبة العيش، خصوصا بعد فقدانهم منازلهم وأعمالهم. يقول أبو محمد (60 عاما) من سكان حي التأميم في الرمادي: «تركنا منازلنا وهربنا من جحيم المعارك بعد أن دخل مسلحو (داعش) منطقتنا، اتجهت صوب مركز المدينة مع عائلتي الكبيرة، أولادي وأحفادي»، قائلا: «عائلتي تتكون من 15 فردا، وكلنا كنا نعتمد في معيشتنا على وارد المحل التجاري الذي نملكه، والآن نواجه ظروفا قاسية جدا، فلا الحكومة تنتبه إلى ما نحن فيه من معاناة، ولا الجيش قادر على شن هجوم وطرد المسلحين الذين يتمركزون في بيوتنا». وتساءل: «لماذا تركتنا حكومة الأنبار التي انتخبناها وهرب أعضاؤها مع عوائلهم حيث الأماكن الآمنة وبقينا نحن نواجه الموت وصعوبة العيش».
الأحياء السكنية في وسط مدينة الرمادي، مثل مناطق العزيزية والقطانة والجمعية وحي الأندلس والصوفية، تبدو الحياة فيها نهارا تسير بشكل طبيعي، حيث تتمتع هذه المناطق باستقرار أمني يشوبه الحذر أحيانا في المناطق القريبة من وجود مسلحي «داعش».. مركز المدينة يكتظ بالسكان النازحين من مختلف المناطق الأخرى التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم.
يقول عمر (20 عاما): «بعد سيطرة مسلحي تنظيم داعش على مناطق في الرمادي نزح إلى مناطقنا الآلاف من سكان المناطق.. بيتنا في حي الجمعية استقبل 30 شخصا من أقاربنا، إضافة إلى أفراد عائلتنا المكونة من 7 أفراد.. حتى صار الشباب يضطر للخروج من البيت نهارا بسبب كثرة الموجودين في البيت. الحياة صعبة جدا وكلنا بانتظار القادم المجهول، فربما يضطرنا الحال إلى ترك بيتنا هذا أيضا إن تقدم المسلحون صوب مناطقنا».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.