وزير الخارجية الجزائري لـ «الشرق الأوسط»: هناك ضرورة لبناء جيش ليبي قوي

لعمامرة لا يرى حلا في الأفق بسوريا ويدعو لموقف عربي موحد ضد الإرهاب

رمطان لعمامرة
رمطان لعمامرة
TT

وزير الخارجية الجزائري لـ «الشرق الأوسط»: هناك ضرورة لبناء جيش ليبي قوي

رمطان لعمامرة
رمطان لعمامرة

أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة على أن وحدة الموقف العربي أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة والعالم، وأعرب عن ارتياحه للقرار الذي أصدره وزراء الخارجية العرب بشأن ليبيا وتسليح الجيش الليبي، مؤكدا أنه يتزامن مع اتفاق على عملية سياسية تنهي الأزمة عبر الحوار والتوافق بين كل القوى المختلفة التي تنبذ العنف وتعمل على دعم الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات. وحول اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أخيرا، قال إنه كان ناجحا ومفيدا من حيث تقديم التقارير والرؤية المعمقة للمستقبل، والتي تؤكد بأن المجموعة العربية ما زالت تمتلك أدوات القوة وليست ضعيفة وأنها قادرة على الخروج من الأزمات المتراكمة.
كما وصف الوزير في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» الدراسة التي تقدمت بها جامعة الدول العربية للحفاظ على الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب بـ«الواعدة»، مشيرا إلى أن اجتماعا سوف يعقد في منتصف الشهر المقبل لمناقشة ملاحظات الدول العربية ثم رفعها مرة أخرى إلى اجتماع وزاري.. وعن مشاركته في مظاهرة باريس أوضح بأنها رسالة تؤكد أن بلاده ملتزمة بمكافحة الإرهاب في كل مكان مهما كانت الظروف.. وإلى نص الحوار
* كان هناك مقترح بأن تجتمع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا على هامش الاجتماع العربي الطارئ.. هل تم استبداله ببند مكافحة الإرهاب؟
- لا يوجد حل يلوح في الأفق، ولا حتى مستجدات، والأزمة كامنة في مكانها مع استمرار الخسائر في الأرواح واستهداف موارد الدولة. كانت هناك فكرة لأن يكون الاجتماع الوزاري فرصة لتبادل وجهات النظر لما يحدث في سوريا، ولكن الموضوع الفلسطيني ومستجداته الصعبة والتحدي الأمني والحفاظ على الأمن القومي العربي والأزمة الليبية أخذت كل الوقت، حيث قدمت تقارير مفيدة ومهمة ومعمقة، خصوصا ما تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رؤية واضحة، وتقييمه لفشل تمرير القرار العربي في مجلس الأمن، وبالتالي كان لا بد من بحث آفاق التحرك العربي مجددا ووضع رؤية مستقبلية لمشروع قرار مماثل يعرض على مجلس الأمن لاحقا. وبالفعل صدر قرار بالإجماع بتكليف رئاسة القمة والمجلس الوزاري ولجنة مبادرة السلام العربية والأردن والمغرب وفلسطين والأمين العام لإجراء ما يلزم من اتصالات ومشاورات لحشد الدعم الدولي لإعادة طرح مشروع قرار عربي جديد أمام مجلس الأمن، خاص بإنهاء الاحتلال وإنجاز التسوية النهائية واستمرار التشاور بهذا الشأن مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجموعات الإقليمية والدولية.
* مرة ثانية هل يمكن للجامعة العربية أن تكون جزءا من الحل في الأزمة السورية وليكن ذلك خلال القمة العربية في مارس (آذار) المقبل؟
- لا أستطيع أن أجزم بحل للأزمة السورية من خلال الجامعة العربية، وإنما أتمنى أن يتحول الموقف العربي ليكون أكثر نجاعة، وأن تكون الجامعة العربية جزءا من الحل في سوريا، وقد سبق أن أكدت الجزائر أكثر من مرة أهمية الحل العربي السلمي بما يحافظ على أمن وسيادة الدولة.
* لماذا استغرق الاجتماع الوزاري العربي وقتا طويلا في بند الأزمة الليبية؟
- صحيح الموضوع الليبي أخذ قسطا كبيرا في النقاش وقد ترتب على ذلك الوصول إلى نتائج إيجابية أبرزها وحدة الموقف العربي وتقييم الأوضاع وتحديد المشكلات، ومن ثم النظر لما يجب القيام به، وأنا شخصيا مرتاح للقرار الخاص بليبيا الذي سيعالج تدهور الأوضاع، خاصة دعم الشرعية الليبية ومؤسسات الدولة وبناء مفاصلها التي تفككت على مدار الأعوام الماضية، وبالتالي من المهم أن نقف جميعا خلف الحل السلمي من خلال الحوار الوطني الشامل والتوافق بين كل الأطراف الليبية التي تنبذ العنف، ودعم الجهود التي تبذلها دول الجوار لمعالجة الأزمة ببعديها السياسي والأمني. ومساندة المبعوث الدولي برناردينوليون، وتقديم الدعم اللازم للحكومة الليبية من أجل الإسراع في عملية إعادة بناء وتأهيل مؤسسات الدولة.
* هل تعتقد أن القرار الخاص بليبيا بداية لحل الأزمة؟
- بالتأكيد وقد أعربت عن ارتياحي لهذه النتيجة البناءة لتكون أساسا لمواصلة لم شمل الليبيين، ودعم كل النيات الحسنة التي تساعد المؤسسات الليبية على الصمود والعمل.
* سبق أن تحفظت الجزائر على موضوع تسليح الجيش الليبي.. فلماذا وافقت على هذا الطلب خلال هذا الاجتماع؟
- القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب بشأن ليبيا متوازن، ولم نتحفظ عليه لأن هناك ضرورة لبناء جيش ليبيي قوى وتأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية ومطالبة مجلس الأمن برفع القيود المفروضة على تسليح الجيش الوطني الليبي بما يسهم في بسط الأمن وتحقيق الاستقرار.
* لماذا المطالبة والموافقة على دعم الجيش الليبي في الوقت الراهن؟
- لقد تأخر قرار دعم الجيش الليبي وكان من المفترض أن يتم منذ فترة، وهناك كثير من الدول العربية أبدت الاستعداد للمساهمة في تدريب وتكوين الكوادر، وبالتالي يمكن الانطلاق نحو هذا الهدف كجزء لا يتجزأ من عملية اتفاق سلام وحل سلمي لأنه لا يمكن دعم بناء الجيش دون اتفاق سياسي على الحل السلمي.
* قدمت جامعة الدول العربية دراسة حول مكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي واستغرقت وقتا طويلا في النقاش هل تم إقرار هذه الدراسة؟
- بداية موضوعات الإرهاب وتحديات الأمن القومي العربي لها الأولوية، ولا بد وأن يهتم بها الجميع، وفى تقديري أن الدراسة التي تقدمت بها الجامعة للاجتماع الوزاري واعدة، ولكنها ليست مكتملة وتتطلب جهدا إضافيا من النقاش والتشاور وتدوين الملاحظات التي تراها كل الدول العربية. ومن ثم، تم الاتفاق على عرض هذه الملاحظات خلال منتصف شهر فبراير (شباط) المقبل، ونحن نعتقد أن الوثيقة مهمة وجاءت في وقتها المناسب وفى ظل تطورات الأوضاع من حولنا، خاصة وأن الإرهاب بدأ ينتشر في كل مكان ويفرض تحديات غير مسبوقة على الجميع أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي علينا أن نعزز من مصداقية عملنا في مكافحة الإرهاب من كل الجوانب، ووضع كل الخطط للوقاية منه لحماية الشباب سواء داخل المجتمعات العربية أو حماية الجاليات العربية في الخارج. وقد بدأت الجزائر بالفعل من خلال نشر الفهم السليم للاعتدال والوسطية واحترام الهوية العربية وأن يكون الاحترام المتبادل بنفس الفكر في البلدان الأجنبية الذي تعيش به الجاليات العربية.
* ما تقيمك لنتائج الاجتماع الوزاري العربي وهل كان نقاشا واجتماعا لمجرد الاجتماع وانتهى الأمر؟
- نتائج الاجتماع الوزاري العربية كانت إيجابية جدا ومهمة وأكدت أن المجموعة العربية ليست ضعيفة وأنها ما زالت تمتلك الأوراق المهمة والقدرة للخروج من أزمتها.
* ما الأهداف وراء رسالتكم من المشاركة في المسيرة الصامتة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس ضد الإرهاب؟
- أن الجزائر ملتزمة بمحاربة الإرهاب في كل مكان مهما كانت الظروف، وتدعو لتفادي الخلط ما بين الإرهاب والإسلام، كما تعبر عن تضامنها مع الجاليات العربية والجزائرية لأنها مستهدفة وتدبر ضدها أعمال إجرامية في مناطق تجمعها، إضافة إلى استهداف دور العبادة والمساجد. وهذا كله لا علاقة له بالإرهاب الذي يستهدف الإسلام والمسلمين وسبق وأن عانت منه الجزائر ودعت إلى محاربته منذ سنوات.



السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».