ترحيب يمني بفرض واشنطن عقوبات على 5 قادة حوثيين

TT

ترحيب يمني بفرض واشنطن عقوبات على 5 قادة حوثيين

استقبل الشارع اليمني العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على 5 من قادة الميليشيات الحوثية متهمين بارتكاب «انتهاكات لحقوق الإنسان» بالترحيب وذلك بالتزامن مع تطلع الحكومة الشرعية إلى خطوات دولية مماثلة لردع الجماعة الانقلابية الموالية لإيران.
ورغم تأكيد سياسيين يمنيين على أهمية هذه الخطوة من قبل واشنطن إلا أنهم عدوها غير كافية مع تشديدهم على أن تتوسع التدابير الأميركية والدولية وصولا إلى تصنيف الجماعة حركة إرهابية. وفي أول تعليق للحكومة اليمنية الشرعية، رحبت بهذه الخطوة التي فرضت من خلالها وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على خمسة من قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية المتورطة بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة في حقوق الإنسان.
وقال بيان صادر عن الخارجية اليمنية «إن هذه الخطوة تأتي انتصاراً للضحايا من المدنيين ضد طغيان وجرائم هذه الميليشيات الإرهابية». وأوضحت الوزارة في بيانها أنها «تتطلع إلى أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات مشابهة لردع هذه الميليشيات الإرهابية التي لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات الجسيمة من تفجير للمنازل ودور العبادة واعتقال وتعذيب الصحافيين والناشطين السياسيين وحصار المدن وزراعة الألغام في البر والبحر واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض العسكرية». بحسب ما ورد في البيان.
في السياق نفسه أشاد سياسيون يمنيون بالقرار الأميركي الذي قالوا إنهم يأملون أن يؤدي إلى كبح جماح «إرهاب الجماعة الحوثية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في مناطق سيطرة الجماعة». ويعتقد الصحافي والكاتب السياسي اليمني وضاح الجليل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هذه «الخطوة متأخرة جدا ولا تؤثر كثيراً على هؤلاء القادة في ميليشيا وجماعة مسلحة خارجة عن القانون وبعيدة عن يد العدالة؛ إلا أنها تبقى خطوة مهمة تمثل إدانة لا يمكن محوها بأي شكل؛ خصوصا مع ما تضمنه القرار من تفاصيل حول الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها هؤلاء القادة، كما أنها تشير إلى إمكانية معاقبة قادة آخرين في هذه الميليشيا نظراً للجرائم والممارسات، وما يعنيه ذلك معنويا على الأقل».
ويرى الجليل أن الأهم من تلك الخطوة هو «معاقبة الحوثيين كجماعة وميليشيا وتنظيم إرهابي نظير ما يقومون به منذ صعودهم، وما يحملونه من إيديولوجية إقصائية لا تقبل الآخر ولا تعترف بالسياسة وتتخذ العنف والسلاح وسيلة للسيطرة، وتهدد الأمن المحلي والإقليمي والدولي، وتخترق الأعراف والقوانين المحلية والدولية».
ولم يستبعد الجليل أن تكون هذه الخطوة من قبل الخزانة الأميركية «تمهيداً للخطوة المرتقبة والمزمعة بتصنيف الجماعة بأكملها كمنظمة إرهابية، وهي التي تتوافر فيها - بحسب تعبيره - شروط هذا التصنيف، خصوصا أنها ترتبط بدولة راعية للإرهاب مثل إيران، ومنظمة مشمولة بالتصنيف مثل الحرس الثوري الإيراني».
وفي الوقت الذي يعتقد الجليل أن «هذا التصنيف سيساعد لاحقا في تحجيم دور الجماعة والحد من خطورتها وتقليم أظافرها اقتصاديا وعسكريا»، قال «إن وجود جماعة مثل الحوثية في خريطة هذا العالم وفي هذا العصر الذي يتغنى فيه المجتمع الدولي بحمايته لحقوق الإنسان واحترام الحريات العامة والخاصة، ويتعاطى في نفس الوقت معها؛ لهو وصمة عار ينبغي محوه ومعاقبة الجماعة بأكملها وعدم التهاون مع ممارستها أو التسامح معها لاحقاً، وملاحقة كل الأطراف والجهات التي تعاطت معها وسهلت لها ارتكاب كل تلك الجرائم والانتهاكات» بحسب تعبيره.
من جهته يعتقد الناشط السياسي والحقوقي اليمني عبده علي الحذيفي أن هذه العقوبات الأميركية على الخمسة القادة الحوثيين «ليست كافية بالتأكيد ولا تعد حتى نصف أو ربع خطوة لكن لا بأس بها إذا اعتبرناها بداية البداية لا غير».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.