تقرير أميركي يحذّر من تحوّل اليمن إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران

قال إن الحوثيين أطلقوا أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في العصر الحديث

تقرير أميركي يحذّر من تحوّل اليمن إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران
TT

تقرير أميركي يحذّر من تحوّل اليمن إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران

تقرير أميركي يحذّر من تحوّل اليمن إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران

توصل تقرير بحثي أميركي إلى أن الحرب الأهلية في اليمن شهدت أكبر استخدام للصواريخ الباليستية في العصر الحديث، إذ لم تشهد أي بلد أخرى في العالم هذا القدر من استخدام هذا النوع من الصواريخ، مرجعاً السبب إلى مساعدة إيران في دعم الحركة الحوثية، وإطالة أمد الحرب التي قال إنها يمكن أن تجر إلى صراع مباشر بين الولايات المتحدة وإيران ساحته اليمن.
وأوضح التقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية العالمي في واشنطن، أن الاستخدام المكثف للصواريخ الباليستية في اليمن هو أكثر بكثير من أي صراع آخر في التاريخ الحديث، وبمساعدة إيران، إذ أطلق المتمردون الحوثيون مئات الصواريخ الباليستية لضرب قواعد التحالف العربي والمراكز السكانية والبنية التحتية، كما أطلقوا ما يقرب من عشرة صواريخ «كروز» المضادة للسفن ضد السفن الحربية التابعة لقوات التحالف والبحرية الأميركية، وكذلك سفن الشحن القريبة وناقلات النفط.
علاوة على ذلك، قصف الحوثيون (بحسب التقرير) عشرات الأهداف بصواريخ مدفعية غير موجهة، إذ استخدموا طائرات مسلحة دون طيار لمضايقة واغتيال قوات التحالف ومهاجمة أهداف اقتصادية في المملكة العربية السعودية. وأفاد التقرير بأن الحرب الأهلية في اليمن بدأت بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحركة الحوثيين، وهي امتداد لصراع عميق الجذور في البلاد، بسبب الانقسامات السياسية في البلاد منذ عقود، واتسعت الحرب بعد ذلك لتطال المملكة العربية السعودية، بعد أن دعمت حكومة هادي في عام 2015 وقادت التحالف الداعم للشرعية هناك.
وبسبب تدخل إيران اتسعت الحرب (وفق التقرير)، وأصبحت اليمن ساحة للتنافس، وأدى هذا التدخل إلى إطالة أمد القتال، وتسبب في أزمة إنسانية كبرى، كما أدى تدفق التدخل الأجنبي إلى تطوير الصراع إلى حرب حديثة، قد تنذر بجوانب حروب مستقبلية.
وأشار إلى أن التحالف العربي، بقيادة السعودية، واجه الحملة الصاروخية باستراتيجية ثلاثية المحاور، وذلك بشن التحالف مئات الضربات الجوية لتدمير صواريخ الحوثي على الأرض، والمحور الثاني فرض التحالف قيوداً جوية وبحرية صارمة لمنع تدفق الأسلحة من إيران إلى اليمن، وإقامة العديد من نقاط التفتيش لاعتراض الشحنات البرية، والمحور الأخير، اعتمد التحالف على الدفاعات الجوية والصاروخية النشطة (بشكل أساسي نظام «باتريوت»)، وذلك للدفاع عن السعودية ضد عمليات إطلاق الحوثيين للصواريخ.
وأضاف: «استمرار حيازة الحوثيين واستخدامهم للصواريخ بعيدة المدى وطائرات دون طيار يعقد آفاق استعادة الاستقرار. كما أن وجود جهة معادية على الجانب السعودي الجنوبي بمقذوفات بعيدة المدى يزيد بشكل كبير من المخاطر، مما يجعل الرياض أقل استعداداً لقبول دور قوي للحوثيين في حكومة يمنية مستقبلية. إضافة إلى ذلك، إذا لم يتم كبح جماح نشاط الحوثيين الصاروخي، فقد يؤدي إلى توسيع الصراع عن غير قصد، وربما يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع إيران».
وكشف التقرير البحثي (اطلعت «الشرق الأوسط» عليه) أن الجهود الدولية لم تتمكن من منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، ووقف تدفق الصواريخ والأسلحة الأخرى إلى قوات الحوثيين باستمرار، ومع ذلك، قدمت عمليات اعتراض شحنات الأسلحة في البحر أدلة قوية على المساعدة العسكرية الإيرانية المباشرة لحركة الحوثيين، وقد أدى تراجع العمليات الجوية في فترة ما بعد الإطلاق والفشل في وقف عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى جعل الدفاعات الصاروخية عنصراً لا غنى عنه، في جهود التحالف العربي للحد من تأثير إطلاق صواريخ الحوثي.
وبيّن أنه بين مارس (آذار) 2015 وأبريل (نيسان) 2020، أبلغت قوات الدفاع الجوي والصاروخي للتحالف عن أكثر من 162 عملية اعتراض لصواريخ باليستية تابعة للحوثيين، ويمثل هذا المجموع أعظم استخدام لدفاعات الصواريخ الباليستية في أي صراع في التاريخ الحديث، وعلى العكس، فشلت الهجمات الصاروخية الحوثية بالإضرار بالأهداف الاقتصادية، بما في ذلك المنشآت النفطية وناقلات النفط، ولم تستطع في إحداث اضطراب كبير في اقتصاد المملكة العربية السعودية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.