سلطات طرابلس تطلق روسيين اتهما بالتجسس

«الجيش الوطني» يعلن الإفراج عن سفينة تركية

قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

سلطات طرابلس تطلق روسيين اتهما بالتجسس

قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

وضعت حكومة «الوفاق» الليبية في العاصمة طرابلس برئاسة فائز السراج نهاية لقصة اعتقالها لمواطنين روسيين في شهر مايو (أيار) من العام الماضي بتهمة التجسس، بعدما أطلقت سراحهما بشكل مفاجئ. وأعلنت السلطات الأمنية بطرابلس أن عملية الإفراج عنهما تمت بالتنسيق مع وزارة خارجية «الوفاق»؛ حيث طلب مكتب النائب العام في رسالة وجهها إلى إدارة مباحث الجوازات إبعاد كل من مكسيم شوغالي وسامر سويفان عن الأراضي الليبية. وتم الإفراج عن الروسيين المعتقلين في سجن تابع لقوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة «الوفاق»، بعد اتهامات شملت أيضاً ارتباطهما المباشر بمركز أبحاث مرتبط بشركة «فاغنر» الروسية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق» عملية ترحيل الروسيين المعتقلين بطرابلس من قبل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بعدما أمر مكتب النائب العام بالإفراج عنهما من سجن الردع وإبعادهما من ليبيا، بينما قال ألكسندر مالكيفيتش رئيس صندوق حماية القيم الوطنية الروسي، إنه تم إطلاق سراحهما بعدما قضيا أكثر من عام ونصف في الأسر.
وبحسب مصادر ليبية وروسية، فإن طائرة روسية اتجهت إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس لنقلهما لاحقاً إلى موسكو.
وبحسب حكومة «الوفاق»، فقد التقى شوغالي وسويفان بسيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، وتحدثا معه لساعات بأوامر من رئيس شركة «فاغنر» المرتبط بصلة وثيقة مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل اعتقالهما في طرابلس؛ حيث وجهت لهما تهمة التخابر من أجل التأثير على الانتخابات المقبلة في البلاد.
في سياق مختلف، تصاعدت حدة الخلاف بين مسؤولي حكومة «الوفاق» بعدما أمر وزير داخليتها فتحي باشاغا بإدراج الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، على قائمة الممنوعين من السفر، رداً على رفض الأخير تمرير ميزانية وزارة الداخلية.
وكشف الكبير في شكوى رسمية إلى مكتب النائب العام النقاب عن أنه فوجئ مؤخراً بمنعه من السفر في مهمة رسمية خارج البلاد، وإدراجه على قائمة الممنوعين من السفر بأوامر من باشاغا، معتبراً أن هذا القرار يمثل «سلوكاً خارجاً عن القانون، ومساساً بمؤسسة سيادية تتبع السلطة التشريعية، كما يمثل عرقلة لجهود استثنائية يبذلها المصرف لالتئام مجلس إدارته، وتوحيد سعر صرف الدينار الليبي».
ونظم موظفو المصرف أمس وقفة احتجاجية أمام مقره بطرابلس، بعد منع الكبير من مغادرة البلاد.
وفي بنغازي، أعلن «الجيش الوطني الليبي» أمس الإفراج عن سفينة تركية اعترضت قوات شرق ليبيا طريقها قرب ميناء درنة يوم الاثنين بعد تفتيشها واستجواب طاقمها. ونددت أنقرة باعتراض طريق السفينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.