قانون إسرائيلي آخر لعرقلة إخلاء مستوطنات

مواجهات في نوفمبر بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجاً على الاستيطان في الضفة (إ.ب.أ)
مواجهات في نوفمبر بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجاً على الاستيطان في الضفة (إ.ب.أ)
TT

قانون إسرائيلي آخر لعرقلة إخلاء مستوطنات

مواجهات في نوفمبر بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجاً على الاستيطان في الضفة (إ.ب.أ)
مواجهات في نوفمبر بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجاً على الاستيطان في الضفة (إ.ب.أ)

في محاولة لوضع عراقيل جديدة أمام إخلاء مستوطنات إسرائيلية من المناطق الفلسطينية المحتلة، صادق الكنيست (البرلمان)، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون جديد يلزم أي حكومة في المستقبل، بإجراء استفتاء شعبي قبل الانسحاب من أي مستوطنة أقيمت بقرار حكومي على أراضي الضفة الغربية.
وصوَّت 54 نائباً من الائتلاف والمعارضة لصالح مشروع القانون الأساسي: الاستفتاء، بينما عارضه 42 نائباً. وجاء في المذكرة التفسيرية لمشروع القرار: «يوجد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) 130 بلدة قررت الحكومة الإسرائيلية إقامتها، ويعيش فيها حوالي نصف مليون مواطن إسرائيلي. ولا تقع هذه التجمعات في المنطقة التي يسري عليها القانون والولاية القضائية وإدارة دولة إسرائيل. هناك التزام بإجراء استفتاء أو المصادقة بأغلبية خاصة في الكنيست على قرار حكومي، لتغيير وضع تلك المحليات ونقل المسؤولية الشاملة في أراضيها إلى كيان أجنبي».
وقد أحيل مشروع القانون على لجان الكنيست لتحضيره لثلاث قراءات إضافية قبل أن يصبح قانوناً ناجزاً. واعتبر مشروع القانون أن «آلية الاستفتاء هي الآلية المثلى لحل الخلافات العميقة في المجتمع الإسرائيلي واتخاذ القرارات التي قد تثير الخلافات والمناقشات». وطرح هذا المشروع النائب تسفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن الذي ينتمي إلى حزب «ديرخ إيرتس»، حليف «كحول لفان» في الحكومة. وأيده نواب اليمين واليمين المتطرف. وقال هاوزر، أمس: «إن سيف التهجير يحوم فوق رؤوس نصف مليون إسرائيلي يعيشون في هذه المنطقة. بمجرد اتخاذ قرار بالتمسك بالسيادة، فسيتم الاتفاق على الأقل على أن هذه الخطوة ستُتخذ بطريقة إنسانية وديمقراطية. ويتماشى الاقتراح مع الفكرة الأساسية لخطة الرئيس ترمب للسلام التي اعترفت بالمجتمعات الإسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». وردت عليه عضو الكنيست من حزب «ميرتس» اليساري المعارض، تمار زاندبرغ، بقولها: «من الذي قمنا بتعيينه لاتخاذ القرار نيابة عن الأشخاص الذين ليسوا من سكان دولتنا ونسيطر عليهم عسكرياً؟». وتابعت: «لم يتم عمل استفتاء شعبي حول إقامة المستوطنات وتنظيم البؤر الاستيطانية غير القانونية في ذلك الجزء من البلاد. وحتى ذلك الحين فإن مشروع القانون هذا فظ ومتغطرس، كما أنه غير قانوني».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».