«لجنة اجتثاث نظام البشير» تصادر منتجع بن لادن في السودان

TT

«لجنة اجتثاث نظام البشير» تصادر منتجع بن لادن في السودان

صادرت لجنة اجتثاث وتفكيك نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، ممتلكات وأراضي زراعية كانت مملوكة لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، استولى عليها أحد قيادات النظام المعزول، كما أنهت خدمة المئات من الموظفين في الأجهزة المختلفة في الخدمة المدنية العامة.
وقال الرئيس المناوب للجنة، عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد الفكي سليمان، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، إن اللجنة أنهت خدمة 209 من المستشارين بوزارة العدل، على أن لا يحرموا من التقديم والمنافسة في الوظيفة العامة مستقبلاً، و30 سفيراً بوزارة الخارجية تم تعيينهم بالمحسوبية من المعروفين بولائهم للحركة الإسلامية.
وأشار الفكي إلى أن النيابة العامة تجري تحقيقا في أراض زراعية تقدر مساحتها بحوالي مليون فدان استولى عليها أعوان النظام المعزول، وتم استرداد 12 ألف فدان، تؤول إلى وزارة المالية.
ومن جانبه قال المتحدث الرسمي باسم اللجنة، صلاح مناع، استردت اللجنة أراضي زراعية تبلغ مساحتها 459 فدان بولاية الجزيرة وسط البلاد، كانت أحد منتجعات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، استولى عليها صاحب شركة الزوايا، عبد الباسط حمزة. ويعد (حمزة) من المقربين لزعيم تنظيم القاعدة، إبان تواجده في السودان منتصف تسعينات القرن الماضي، وتحوم حوله شبهات الاستيلاء على ممتلكات وأموال بن لادن، بعد طرده في عام 1996.
واستثمر بن لادن ملايين الدولارات في مشروعات مختلفة بالسودان، وأسس شركة «وادي العقيق» وشركات أخرى، ونفذ مشاريع في الزراعة والطرق والإنشاءات، ثم اشترى مزرعة تابعة لجامعة الخرطوم تقع في ضاحية سوبا، جنوب العاصمة، واتخذها معسكراً لتدريب جماعته المتعددة الجنسيات.
كما أصدرت لجنة تفكيك واجتثاث نظام البشير، قرارات باسترداد عقارات ومئات الأفدنة من الأراضي الزراعية وشركات استولى عليها محسوبون على النظام المعزول.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».