مسرحي مغربي: المسرح العربي من دون رسالة لمروره بمطبات ثقافية

برشيد: مسرحنا يعتمد على الاقتباسات والمختلسات والتأثر والانفعال

عبد الكريم برشيد  -  الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالرباط
عبد الكريم برشيد - الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالرباط
TT

مسرحي مغربي: المسرح العربي من دون رسالة لمروره بمطبات ثقافية

عبد الكريم برشيد  -  الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالرباط
عبد الكريم برشيد - الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالرباط

يرى مسرحي مغربي بارز أن المسرح العربي حاليا يخلو من «رسالة» نظرا لاجتيازه مطبات ثقافية واجتماعية وسياسية هي جزء من مناخ عام يعيشه العالم العربي.
وقال عبد الكريم برشيد (70 عاما)، وهو مخرج وناقد وكاتب مسرحي مرموق إن «الاهتزازات جزء من مناخ عام سياسي واجتماعي وثقافي فنحن ندخل في العولمة من دون سلاح نظري وبالتالي نمارس المسرح.. ولكن بأية أدوات».
وتساءل برشيد الذي صدر له أكثر من 35 نصا مسرحيا أغلبها بالعربية الفصحى «هل المسرح العربي قبل ذلك هو عربي حقيقي.. أم هو صناعة أجنبية كما نستورد السيارة والطائرة».
وأخرج برشيد عشرات العروض وله كتب نقدية ومنها «حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي» و«المسرح الاحتفالي» و«الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة» و«الكتابة بالحبر المغربي».
وقال إن المسرح العربي «يعيش كثيرا من الاهتزازات وفي حاجة إلى أن يعرف نفسه واللحظة التاريخية حتى يمكن أن يعبر عنها بصدق وهو أن يربط السياسي بالثقافي والاجتماعي بالتقني أيضا».
وأضاف في مقابلة مع «رويترز» على هامش الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي المقام حاليا بالرباط: «إننا اليوم نكتفي بما هو تقني. نقدم عرضا مهنيا قد يكون جميلا. بالأمس شاهدنا عرضا مصريا كان جميلا فيه رقص جميل وغناء لكنه كان استعراضيا. ليس مسرحا بالمعنى الحقيقي».
وتختتم اليوم الجمعة الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بعد أسبوع من التنافس بين فرق من 9 دول عربية على جائزة أفضل مسرحية. وقال برشيد إن المسرح ينهض أساسا على الفكر ولكن «مسرحنا من دون رسالة». وأضاف أن المسرح في العالم شهد نهضة حين كان كتابه من الشعراء والمفكرين البارزين ومنهم ويليام شكسبير في بريطانيا، وموليير في فرنسا أما «مسرحنا فيعتمد على الاقتباسات والمختلسات والإعداد والتأثر والانفعال.. المسرح المغربي في إطار المسرح العربي في حاجة إلى وعي نظري. إلى أرضية فكرية صلبة يقف عليها».
وعن تأثيرات العولمة على الثقافة قال إن «الثقافة هي الخصوصية. هي التراث هي الإرث الثقافي الذي نملكه»، مستشهدا بالمسرح الشعبي التلقائي الذي ينظم في الهواء الطلق في ساحة جامع الفنا بمراكش في إطار ما يعرف محليا بالحلقة.
ويرى أن هذا العرض «أكثر نجاحا من مسرح محمد الخامس (العصري بالعاصمة الرباط)، الذي قد يكون في كثير من الأحيان فارغا لأن ذلك المسرح الشعبي في الهواء الطلق قريب من الناس ومن همومهم، لذلك نحن في حاجة إلى مسرح يكون قريبا من نبض الناس». وشدد على أن الانطلاق إلى «العالمية» يستند إلى أرضية ثقافية محلية لأن الإنسان في الخارج يحتاج إلى التعرف على «ثقافة هذا المغربي أو هذا التونسي.. يأتون إلينا يريدون أن يعرفوا ثقافتنا»، مضيفا أن المحلية لا تعني الانغلاق.
وقال: «هناك فرق كبير بين التراث الشعبي كما نرثه ونقيمه والفولكلور كرؤية استعمارية لنا».
وأضاف أن العالم العربي اجتاز مراحل متعددة شهدت «سقطات وأخطاء.. نحن العرب كنا دائما نراهن على الأشياء الساقطة والفاشلة ولم نبن رؤية فكرية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».