ترمب يستعجل الكونغرس لتعزيز القدرات الدفاعية للإمارات

جاريد كوشنر
جاريد كوشنر
TT

ترمب يستعجل الكونغرس لتعزيز القدرات الدفاعية للإمارات

جاريد كوشنر
جاريد كوشنر

ضغطت إدارة الرئيس دونالد ترمب بقوة، لكي يصادق الكونغرس سريعاً على بيع الإمارات العربية المتحدة مقاتلات «إف 35»، وغيرها من الأسلحة الدفاعية، بغية ردع التهديدات المتزايدة من إيران، بما في ذلك «محاولاتها الأخيرة لتقويض الأمن السيبراني الإماراتي».
وشارك كبير مستشاري ترمب جاريد كوشنر في جلسة لمجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، حول بيع طائرات من طراز «إف 35» وطائرات مُسيَّرة وذخيرة بقيمة 23 مليار دولار للإمارات، بينما حبذ بعض أعضاء الكونغرس إرجاء الصفقة إلى ما بعد تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهماته في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وكان مرتقباً أن يسجل الكونغرس موقفاً في ساعة متقدمة أمس الأربعاء.
وعقب عودته من زيارة شملت كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، قدم مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية رينيه مارك كوبر إحاطة للصحافيين في واشنطن عبر الهاتف؛ ملاحظاً «التطور الإيجابي المستمر للمشهد الأمني الإقليمي في كل أنحاء الشرق الأوسط» عقب توقيع «اتفاقات إبراهيم» بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، فضلاً عن مناقشة أرقام مبيعات الأسلحة الأميركية خلال عام 2020، بالإضافة إلى «ضمان بقاء أميركا الشريك الأمني العالمي المفضل، حتى وسط التحديات التي تفرضها جائحة فيروس (كورونا)».
وقال كوبر إنه أجرى «محادثات ممتازة وفي أوانها مع شركائنا الأمنيين الاستراتيجيين» في الخليج، وأضاف أن هناك «تطوراً إيجابياً في المشهد الأمني الإقليمي» بفضل «اتفاقات إبراهيم».
ولفت المسؤول الأميركي إلى ما قاله مدير «الوكالة الأميركية للتعاون الأمني الدفاعي» تشارلز هوبر، عن أرقام المبيعات العسكرية الأميركية لعام 2020 التي بلغت 135.08 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.8 في المائة عن عام 2019. وتحدث عن «تعميق شراكتنا الأمنية مع الإمارات»، مضيفاً أن موعد 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي يمثل نهاية المهلة المحددة لإخطار الكونغرس بالمبيعات المقترحة لطائرات مقاتلة من طراز «إف 35»، وغيرها من الأسلحة والذخائر في سياق الصفقة. وقال: «نواصل الانخراط في حوار صحي ومثمر مع الكونغرس حول العملية، بينما نستمر في التقدم».
وإذ أكد كوبر زوال الاعتراضات الإسرائيلية على الصفقة المقترحة، فإنه قال: «إيران تسعى إلى عرقلة التقدم السلمي للتطبيع بأي وسيلة، وتهديداتها تعرض الإمارات لخطر أكبر»، مشيراً إلى أن الإمارات «تعرضت لعدد متزايد من التهديدات السيبرانية بعد مشاركتها في (اتفاقيات إبراهيم)»، متهماً إيران بأنها «تحاول تقويض الأمن السيبراني لدولة الإمارات العربية المتحدة». وكشف أن إدارة الرئيس دونالد ترمب «تدرس بعناية وتسرع؛ حيث يمكن (تقديم) قدرات متقدمة معينة لردع التهديدات، بما في ذلك نحو أربعة آلاف جندي أميركي يتمركزون في الإمارات».
ورداً على سؤال عن بعض الاعتراضات في الكونغرس على صفقة الأسلحة، أكد كوبر أن هناك «تشاوراً عميقاً» مع مجلسي النواب والشيوخ، مشدداً على أن «المبيعات المقترحة للإمارات تجعلها شريكاً أكثر قدرة للولايات المتحدة» في التعامل مع «المخاطر المشتركة والتهديدات القادمة من طهران ووكلائها».



تحذير سعودي من تقويض جرائم إسرائيل السلامَ في المنطقة

TT

تحذير سعودي من تقويض جرائم إسرائيل السلامَ في المنطقة

جانب من أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض الاثنين (واس)
جانب من أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض الاثنين (واس)

جددت السعودية، الاثنين، إدانتها ورفضها القاطع للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها أكثر من مائة وخمسين ألفًا من القتلى والمصابين والمفقودين، معظمهم من النساء والأطفال.

وأكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، لدى افتتاحه أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض، أن استمرار إسرائيل في جرائمها بحق الأبرياء والإمعان في انتهاك قدسية المسجد الأقصى، والانتقاص من الدور المحوري للسلطة الوطنية الفلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية من شأنه تقويض الجهود الهادفة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإحلال السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن السعودية تشجب منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الأعمال الإغاثية في الأراضي الفلسطينية، وإعاقة عمل المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأكد الأمير محمد بن سلمان وقوف بلاده إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية للعدوان الإسرائيلي المتواصل، داعياً المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية على الأشقاء في فلسطين ولبنان.

وقال الدكتور هشام الغنام، الخبير غير المقيم بمركز «مالكوم كير - كارنيغي»، إن البيانات الرسمية السعودية وصفت عدوان إسرائيل بـ«الإبادة الجماعية» ضد الفلسطينيين في غزة «وهذه أعلى مستويات الإدانة لانتهاكات إسرائيل الجسيمة لحقوق الإنسان».

تمثيل فلسطين

«السعودية تنظر إلى السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها كياناً رئيسياً يمثل الفلسطينيين في التفاوض على السلام وتمثيل المصالح الفلسطينية دولياً»، وفقاً للغنام الذي أضاف أن السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بدور محوري في أي عملية سلام تهدف إلى حل الدولتين.

ومن خلال إشارة السعودية إلى أن إسرائيل تنتقص من دور السلطة الوطنية الفلسطينية، يرى الباحث السعودي أن الرياض تشير إلى أن الأفعال العدوانية الإسرائيلية تضعف قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على الحكم بشكل فعّال، أو قدرتها على الحفاظ على النظام والاستقرار داخل الأراضي الفلسطينية.

وتابع: «من أبرز الأفعال الإسرائيلية، إضافة إلى عدوانها المستمر العسكري على الشعب الفلسطيني الأعزل، هو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، التي تعدُّ غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتقلل من الأراضي المتاحة للدولة الفلسطينية المستقبلية».

يضيف الغنام أن السعودية تشير إلى الحقوق الفلسطينية الأساسية، كما هو موضح في القرارات الدولية المختلفة، مثل الحق في تقرير المصير، وحق العودة للاجئين، وإقامة دولة مستقلة. ووفقاً للمملكة، فإن إسرائيل تعوق هذه الحقوق بشكل ممنهج.

وقال الدكتور علي دبكل العنزي، أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، إن «الموقف السعودي الذي تمثل في كلمة المملكة تتشكل حوله مواقف عربية وإسلامية ودولية داعمة، ومنددة بما تفعله إسرائيل بالشعبين الفلسطيني واللبناني؛ فمن شجب وإدانة العدوان على غزة ولبنان إلى استنكار الاعتداء على إيران».

موقف ورسائل

أشار العنزي إلى أن رسائل الرياض تفيد بأن «المملكة ستقود كل الجهود لإيقاف الاعتداءات على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وستسعى للضغط على الدول المؤثرة لتنفيذ حل الدولتين».

ويرى أن تسمية السعودية ما تقوم به إسرائيل بـ«الجرائم» دلالة على موقف سعودي قوي تجاه دعم القضية الفلسطينية، والضغط على داعمي سلطات الاحتلال لأهمية إحياء عملية السلام، وقبول إسرائيل بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ونوّه أستاذ الإعلام بأن «السعودية استبقت أي مواقف سوف تصدر عن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعقد هذه القمة؛ لحشد موقف عربي إسلامي ضاغط على إدارته، وأيضاً توحيد الرؤى والمواقف العربية والإسلامية».

وأكد أن السعودية لن تقبل بالحلول الجزئية أو الهدنة المؤقتة، بل تسعى جاهدة للوصول إلى عدة أمور، تتمثل في وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، ووقف التهجير القسري في غزة، كذلك وقف الاعتداء على لبنان، وحل القضية حلاً عادلاً بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وأوضح العنزي أن الجهود الدبلوماسية والسياسية التي قادتها السعودية منذ القمة الماضية أدت إلى اعتراف 149 دولة بدولة فلسطين، وكذلك تشكيل تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين، وعقد اجتماعه الأول في الرياض بمشاركة 90 دولة ومنظمة أممية.

بدوره، أكد الدكتور مطلق المطيري، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، على أن الرياض تعاملت منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية العام الفائت مع أهداف تلك العملية المتمثلة بتصفية القضية الفلسطينية أرضاً وإنساناً وموضوعاً، وعلى هذا كثفت المملكة الجهود الدبلوماسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقبولها عضواً في الأمم المتحدة.

وقال المطيري إن دعوة المملكة لتحالف دولي للاعتراف بدولة فلسطين، بغض النظر عن موقف إسرائيل أو قبولها، حققت انتصاراً سياسياً بآلية دولية تجعل من تصفية القضية الفلسطينية أمراً مستحيلاً، مضيفاً أن موقف المملكة ينطلق من مبدأ ثابت في السياسة السعودية، وهو أن فلسطين دولة عربية ووجودها مسؤولية عربية.

أما فيما يخص الجانب الإنساني، فيقول أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود إن السعودية عملت على تقديم المساعدات الإنسانية، سواء لغزة أو لبنان، وفق آلية توصيل المساعدات وضمان استمرارها، وإبعاد المساعدات الإنسانية عن أي اعتبار عسكري أو سياسي أو حتى تفاوضي، وقال: «لعل دعم المملكة لوكالة (الأونروا) يعزز التأكيد على الموقف السعودي الذي يعمل على سلامة الإنسان في فلسطين أو لبنان، وتقديم ما يضمن سلامته وصحته... الظرف صعب وقاسٍ ولكن الإصرار على تقديم المساعدات فعل مطلوب ولا خيار يعوضه أياً كان».