«الأمة» الأردني يفتتح اليوم... والملك يلقي خطاب العرش

انتخابات رئاسة النواب تقترب من التزكية

TT

«الأمة» الأردني يفتتح اليوم... والملك يلقي خطاب العرش

يجتمع مجلس الأمة الأردني بغرفتيه، مجلس النواب المنتخب حديثاً، ومجلس الأعيان (مجلس الملك)، في جلسته الأولى، اليوم، لافتتاح أعمال الدورة غير العادية التي دعا لها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسط شروط وقائية مشددة.
وفرضت تداعيات وباء فيروس «كورونا» المستجد إجراءات سلامة عامة مشددة على أعمال الاجتماع الأول للمجلس. ففي حين يفتتح أعمال الدورة الملك الأردني بخطبة العرش، يلي ذلك انتخابات رئاسة مجلس النواب ومكتبه الدائم. وبحسب مصادر من مجلس النواب، سيقتصر حضور الجلسة على أعضاء المجلسين والفريق الحكومي، الذين سيتوزعون على مقاعد القبة والشرفات ضمن إجراءات صارمة في التباعد الجسدي، بعد أن خضع جميع الحضور من أعضاء السلطات لفحص «كورونا» المستجد، خصوصاً في ظل تسجيل عدد من الإصابات بفيروس «كورونا» بين أعضاء المجلسين.
في السياق، يفتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ظهر اليوم، أعمال الجلسة بخطبة العرش. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن الخطاب الملكي سيركز في مضمونه على اشتراطات استكمال مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة وباء فيروس «كورونا» المستجد، وأولوية العمل على تعزيز قدرات الجهاز الصحي، وسط مخاوف من موجة جديدة في الإصابات، في حين سيجمل الملك تطورات الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ودعم جهود السلام، مجدداً تمسك بلاده بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتتباين التقديرات حول منافسات سباق رئاسة مجلس النواب، بعد أن أعلن عدد من النواب نيتهم الترشح لمقعد الرئيس، في حين تحدثت مصادر مطلعة عن «توافقات محتملة» قد تدفع تجاه خيار التزكية لملء مواقع الرئيس والمكتب الدائم، في سابقة لم تحدث إلا خلال أعمال الدورة الأولى من عمر مجلس النواب السادس عشر في عام 2010، بعد إجماع الأعضاء على إسناد الرئاسة لرئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز (رئيس مجلس الأعيان حالياً).
وتتجه توافقات عريضة بين أعضاء مجلس النواب الجدد (98 نائباً يجلسون تحت القبة لأول مرة)، لدعم ترشح النائب في المجلسين السابقين، المحامي عبد المنعم العودات، الذي سبق له أن ترأس اللجنة القانونية في خمس دورات برلمانية، في حين لم يعلن النائب المخضرم والأقدم في المجلس عبد الكريم الدغمي انسحابه من سباق التنافس.
وتحدثت مصادر نيابية متطابقة عن احتمالات التوافق على رئاسة اللجان النيابية الدائمة، وسط دفع للاستعانة بالخبرات السابقة في إدارة أعمال اللجان الأساسية القانونية والمالية والاقتصاد والاستثمار، ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة فلسطين، والعمل والخدمات العامة، وهي محور عمل مجلس النواب الذي سيجتمع وعلى أجندته التشريعية نحو 70 تشريعاً بين قوانين مستحدثة وأخرى معدلة.
وفور انتهاء المجلس من جدول أعماله في انتخابات المواقع المتقدمة، من المتوقع أن تتقدم حكومة بشر الخصاونة ببيان الثقة خلال الأسبوعين المقبلين، ليشرع المجلس في مناقشة البيان الحكومي ثم التصويت على الثقة، أمام مزاج نيابي حاد بسبب التداعيات الاقتصادية والمعيشية لأزمة وباء فيروس «كورونا» المستجد، التي رفعت أرقام الفقر والبطالة، وتسببت بإغلاق عدد من القطاعات التجارية في البلاد.
وبحسب الخريطة التشريعية والاستحقاقات الدستورية، سيكون مجلس النواب الجديد على موعد مع ثاني المواجهات مع الحكومة، في مدة أقصاها فبراير (شباط) المقبل، من خلال مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2021، التي أقرتها الحكومة بصيغتها الأولية بعجز مقدر بنحو ملياري دينار أردني.
وكانت مصادر كشفت لـ«الشرق الأوسط»، عن جدال داخل مركز القرار حول موعد عقد الدورة الأولى لمجلس الأمة، ليستقر الرأي على عقد دورة برلمانية غير عادية، لسد الفراغ التشريعي، وانطلاق أجندة أعمال المجلس المزدحمة بأولويات دستورية تتمثل في مناقشة وإقرار مشروع قانون الموارنة العامة لسنة 2021، ومناقشة بيان الثقة بحكومة بشر خصاونة التي تشكلت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب المصادر، فإن مركز القرار ذهب لفكرة عقد دورة برلمانية غير عادية، لكي لا تطول مدة الرئاسة لأكثر من عام، في حين أن مدة رئاسة مجلس النواب خلال أي دورة عادية تستمر لمدة عامين، وفق النصوص الدستورية الناظمة لعمل السلطات في البلاد. وتعتبر الرئاسة لمدة عام اختباراً لأي رئيس جديد في ظل ازدحام أعمال الدورة الأولى، ووجود 98 نائباً جديداً، يحملون برامج انتخابية بسقف مطلبي مرتفع، ويحتاجون لمخاطبة قواعدهم الانتخابية من خلال نقدهم للقرارات الحكومية وتكثيف الرقابة عليها، والتدخل في التشريعات المطلوبة لاستكمال برنامج عمل الحكومات.
وتتمثل عقدة انتخاب الرئيس الجديد عبر مدى قدرته في التجسير الحذر بين مواقف الأردن الرسمية والمواقف الشعبية في عدد من الملفات، بالإضافة إلى استحقاقات إنجاز التشريعات بأقل صخب برلماني ممكن، نتيجة الموقف النيابي الذي يستند على مخاطبة الشارع.
إلى ذلك، ما زال أعضاء مجلس النواب ينشطون في تشكيل كتل نيابية على أساس توافقات وبرامج عمل، وسط طغيان لظاهرة العمل الفردي التي سيطرت على أعمال المجالس السابقة، ورغم توفر تقاطعات مهمة بين نواب المحافظات المختلفة، فلم تنجح القوائم الانتخابية التي جرت على أساسها الانتخابات الأخيرة في منح أي تيارات سياسية حصة وازنة، باستثناء كتلة الإصلاح المحسوبة على حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة في البلاد، وحزب الوسط الإسلامي الذي يضم منشقين عن الجماعة الأم، وهو المحسوب على الخط الرسمي، في الوقت الذي يتعذر على الكتلتين التسجيل رسمياً في الأمانة العامة للمجلس، بسبب عدم نيلهم لنصاب تسجيل الكتلة بنسبة 13 في المائة من الأعضاء، بحسب النظام الداخلي للمجلس.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.