الجنائية الدولية تغلق تحقيقاً في أفعال جنود بريطانيين في العراق

مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (رويترز)
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

الجنائية الدولية تغلق تحقيقاً في أفعال جنود بريطانيين في العراق

مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (رويترز)
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (رويترز)

أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، اليوم (الأربعاء)، أنها بصدد إغلاق تحقيق أولي في جرائم حرب مفترضة، ارتكبها جنود بريطانيون في العراق، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويأتي إعلان بنسودا بعد تحقيق «دقيق» استمر 6 سنوات في سلوك عسكريين بريطانيين، وخصوصاً معاملتهم لسجناء عراقيين موقوفين.
وكانت المدعية العامة، التي تتخذ من لاهاي مقراً، أعلنت في 2017 أن هناك «أسباباً معقولة» تدعو للاعتقاد أن جنوداً بريطانيين ارتكبوا بالفعل جرائم حرب، لكنها قالت، الأربعاء، إنها لم تتمكن من العثور على أي دليل على أن بريطانيا حمت مشتبهاً بهم من الملاحقة أمام محاكم بريطانية. وأضافت في بيان: «بعد استنفاد خيوط التحقيق المعقولة استناداً إلى المعلومات المتاحة، قررت بالتالي أن القرار الوحيد المناسب مهنياً في هذه المرحلة هو إغلاق التحقيق الأولي».
ونتيجة لذلك لن تمضي المحكمة نحو تحقيق كامل للمحكمة الجنائية الدولية.
والمحكمة التي أنشئت في 2002 هي «محكمة الملاذ الأخير» وتتدخل فقط في حال عدم إبداء الدول الأعضاء فيها رغبة أو قدرة على محاكمة مشتبه بهم.
وفي يونيو (حزيران)، قال محقق بريطاني مستقل، ينظر في اتهامات بشأن ارتكاب جنود بريطانيين جرائم حرب في العراق بين 2003 و2009، إن آلاف الشكاوى تم إسقاطها باستثناء واحدة.
وانتقدت بنسودا الردّ البريطاني الأولي على الاتهامات واعتبرته غير كافٍ، كما انتقدت ضعفه «لافتقاره لجهود صادقة لإجراء تحقيقات ذات صلة مستقلة أو غير منحازة».
وأقرت بأن السلطات البريطانية بذلت لاحقاً جهوداً للتحقيق بشكل صحيح في انتهاكات، لكنها اشتكت من عدم قيام أي ملاحقات قضائية بعد تحقيق استمر عقداً من الزمن «ما حرم الضحايا من العدالة». كما رصد مكتبها «كثيراً من النقاط المثيرة للقلق تتعلق بكيفية اتخاذ قرارات محددة حول مسائل معينة» خلال التحقيق الداخلي البريطاني.
ولفتت بنسودا إلى «أن المحكمة الجنائية الدولية ليست هيئة لحقوق الإنسان مكلفة باتخاذ قرار حول ما إذا كانت شروط قانون حقوق الإنسان أو القانون المحلي انتهكت خلال محاكمات داخلية». وأضافت: «في المقابل، إن مهمتها أن تبتّ ما إذا كان ينبغي عليها ممارسة اختصاصها في قضية جنائية بدلاً من الدولة».
وفي تلك الحالة لن تتدخل المحكمة الجنائية الدولية إلا في غياب أي محاولة صادقة برأيها، لإحضار مشتبه بهم إلى العدالة.
وبعد تحقيق مفصل، قالت بنسودا إن مكتبها «لا يمكنه تأكيد اتهامات بأن هيئات التحقيق والادعاء البريطانية انخرطت في تقديم حماية، بناء على التدقيق في المعلومات الموجودة أمامه».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.