علماء يتوصلون إلى طريقة محتملة لإنتاج الأكسجين على المريخ

الأكسجين يمثل 0.13 % فقط من الغلاف الجوي لكوكب المريخ (أرشيفية - رويترز)
الأكسجين يمثل 0.13 % فقط من الغلاف الجوي لكوكب المريخ (أرشيفية - رويترز)
TT

علماء يتوصلون إلى طريقة محتملة لإنتاج الأكسجين على المريخ

الأكسجين يمثل 0.13 % فقط من الغلاف الجوي لكوكب المريخ (أرشيفية - رويترز)
الأكسجين يمثل 0.13 % فقط من الغلاف الجوي لكوكب المريخ (أرشيفية - رويترز)

تطمح «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)»، من خلال مهمة عالية الأخطار قد تستغرق 5 سنوات حتى تكتمل، إلى إنزال رواد فضاء على المريخ في ثلاثينات القرن الحالي، وفقاً لشبكة «سي إن إن». ومع ذلك، فإن نقل ما يكفي من الأكسجين والوقود في مركبة فضائية للحفاظ على المهمة في أي مكان قريب خلال تلك المدة، ليس قابلاً للتطبيق حالياً.
والطريقة التي تخطط بها «ناسا» لمعالجة هذه المشكلة هي من خلال نشر «موكسي»، أو أكسجين المريخ في تجربة استخدام موارد الموقع. وهذا النظام في طور الاختبار على مركبة «مارس بيرسيفيرنس» التي أُطلقت في يوليو (تموز) الماضي. وسيحول الجهاز ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل 96 في المائة من الغاز الموجود في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى أكسجين.
وعلى المريخ، يمثل الأكسجين 0.13 في المائة فقط من الغلاف الجوي، مقارنة بنسبة 21 في المائة من الغلاف الجوي للأرض.
وقال علماء في «جامعة واشنطن» في سانت لويس إنهم ربما توصلوا إلى تقنية أخرى يمكن أن تكمل جهاز «موكسي» الذي ينتج نظام الأكسجين بشكل أساسي مثل الشجرة، أي إنه يسحب هواء المريخ بمضخة ويستخدم عملية كهروكيميائية لفصل ذرتين من الأكسجين عن كل جزيء من ثاني أكسيد الكربون.
وتستخدم التقنية التجريبية التي اقترحها فيجاي راماني وزملاؤه مورداً مختلفاً تماماً، وهو المياه المالحة في البحيرات تحت سطح المريخ.
ونُشرت الدراسة التي أجراها راماني، الأستاذ في قسم الطاقة والبيئة والهندسة الكيميائية بجامعة واشنطن، وزملاؤه الأسبوع الماضي في مجلة «بيناس».

* بحيرات المريخ

جدير بالذكر أن معظم المياه المعروفة بوجودها على كوكب المريخ هو جليد؛ سواء في القطبين وفي خطوط العرض الوسطى للكوكب. ومع ذلك، اكتشف العلماء قبل عامين ما بدت كأنها بحيرة مالحة تحت سطح الغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ. ووجدت الأبحاث الحديثة أدلة إضافية على البحيرة وكشفت عدداً من البرك المالحة الأصغر القريبة.
وقال راماني: «وجود المحلول الملحي أمر جيد؛ لأنه يقلل من درجة تجمد الماء. تأخذ المياه المالحة وتحللها بالكهرباء. تستخدم عمليتنا الماء وتقسمه إلى هيدروجين وأكسجين».
ومع ذلك، فإن الطريقة المقترحة في الورقة الجديدة تفترض أن هذه المحاليل الملحية متاحة بسهولة على المريخ، كما قال مايكل هيشت، الباحث الرئيسي في وكالة «ناسا» حول «موكسي».
وقال هيشت: «لم يكن هناك أي دليل جوهري على وجود رواسب كبيرة من المحلول الملحي، وبينما من المحتمل وجود بعضها في صورة مجمدة، لا أتوقع على الإطلاق العثور عليها في شكل سوائل». وأضافت: «ما يتجاهله المؤلفون هو أنه في حين أن نقطة الانصهار قد تكون (- 70) درجة مئوية، فإن نقطة الصقيع على المريخ هي أيضاً نحو (- 70) درجة مئوية، لذلك إذا كانت هذه المحاليل الملحية السائلة موجودة بالفعل، فإنها ستتبخر في النهاية».
وقال هيشت إنه يوماً ما سيكون التحليل الكهربائي للماء مهماً لإنتاج الوقود على المريخ، ولكن ليس بالضرورة بالطريقة الموضحة في الورقة. وأضاف: «الجليد المنتظم متوفر بكثرة على المريخ وليس من الصعب العثور عليه. وليس هناك أي سبب لعدم إذابة الجليد للحصول على الماء، الذي يمكن بعد ذلك إخضاعه للتحلل الكهربائي مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج كل من الأكسجين والميثان للوقود في النهاية».
ووصف راماني المشروع البحثي بأنه «غزوة أولية»، حيث كان فريقه مختصاً في التحليل الكهربائي لمياه البحر. وقال: «صادفتنا هذه التقارير حول رواسب المياه المالحة على المريخ، وقلنا: لمَ لا؟... لم تمولنا وكالة (ناسا) أو أي برنامج متعلق بالفضاء، ولكن نأمل أنه إذا حصلنا على قوة دفع كافية لهذا العمل، أن نقترح مكملاً لنظام (موكسي) والأنظمة الأخرى». وتابع: «أملنا في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة تطوير نظامنا لجعله قادراً على المنافسة».


مقالات ذات صلة

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بين يدَي تاكاو دوي نموذج هندسي لـ«ليغنوسات» (رويترز)

أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء

انطلق أول قمر اصطناعي خشبي في العالم صنعه باحثون يابانيون إلى الفضاء، الثلاثاء، في اختبار مُبكر لاستخدام الأخشاب باستكشاف القمر والمريخ.

«الشرق الأوسط» (كيوتو اليابان)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «شجرة القمر» على الأرض (أ.ب)

مدرسة أميركية تزرع «شجرة القمر» ببذور حلّقت في الفضاء

زُرِعت «شجرة القمر»، كما أُطلق عليها، ببذور طارت حول القمر، ثم وُضعت على عربة شحن برفقة تلاميذ يحملون مجارف للمساعدة في حفر موطنها الجديد.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

ملصق يحمل صورة تركي آل الشيخ بمناسبة فوزه

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعدُّ الجائزةُ من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير. ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه.