تطمح «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)»، من خلال مهمة عالية الأخطار قد تستغرق 5 سنوات حتى تكتمل، إلى إنزال رواد فضاء على المريخ في ثلاثينات القرن الحالي، وفقاً لشبكة «سي إن إن». ومع ذلك، فإن نقل ما يكفي من الأكسجين والوقود في مركبة فضائية للحفاظ على المهمة في أي مكان قريب خلال تلك المدة، ليس قابلاً للتطبيق حالياً.
والطريقة التي تخطط بها «ناسا» لمعالجة هذه المشكلة هي من خلال نشر «موكسي»، أو أكسجين المريخ في تجربة استخدام موارد الموقع. وهذا النظام في طور الاختبار على مركبة «مارس بيرسيفيرنس» التي أُطلقت في يوليو (تموز) الماضي. وسيحول الجهاز ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل 96 في المائة من الغاز الموجود في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى أكسجين.
وعلى المريخ، يمثل الأكسجين 0.13 في المائة فقط من الغلاف الجوي، مقارنة بنسبة 21 في المائة من الغلاف الجوي للأرض.
وقال علماء في «جامعة واشنطن» في سانت لويس إنهم ربما توصلوا إلى تقنية أخرى يمكن أن تكمل جهاز «موكسي» الذي ينتج نظام الأكسجين بشكل أساسي مثل الشجرة، أي إنه يسحب هواء المريخ بمضخة ويستخدم عملية كهروكيميائية لفصل ذرتين من الأكسجين عن كل جزيء من ثاني أكسيد الكربون.
وتستخدم التقنية التجريبية التي اقترحها فيجاي راماني وزملاؤه مورداً مختلفاً تماماً، وهو المياه المالحة في البحيرات تحت سطح المريخ.
ونُشرت الدراسة التي أجراها راماني، الأستاذ في قسم الطاقة والبيئة والهندسة الكيميائية بجامعة واشنطن، وزملاؤه الأسبوع الماضي في مجلة «بيناس».
* بحيرات المريخ
جدير بالذكر أن معظم المياه المعروفة بوجودها على كوكب المريخ هو جليد؛ سواء في القطبين وفي خطوط العرض الوسطى للكوكب. ومع ذلك، اكتشف العلماء قبل عامين ما بدت كأنها بحيرة مالحة تحت سطح الغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ. ووجدت الأبحاث الحديثة أدلة إضافية على البحيرة وكشفت عدداً من البرك المالحة الأصغر القريبة.
وقال راماني: «وجود المحلول الملحي أمر جيد؛ لأنه يقلل من درجة تجمد الماء. تأخذ المياه المالحة وتحللها بالكهرباء. تستخدم عمليتنا الماء وتقسمه إلى هيدروجين وأكسجين».
ومع ذلك، فإن الطريقة المقترحة في الورقة الجديدة تفترض أن هذه المحاليل الملحية متاحة بسهولة على المريخ، كما قال مايكل هيشت، الباحث الرئيسي في وكالة «ناسا» حول «موكسي».
وقال هيشت: «لم يكن هناك أي دليل جوهري على وجود رواسب كبيرة من المحلول الملحي، وبينما من المحتمل وجود بعضها في صورة مجمدة، لا أتوقع على الإطلاق العثور عليها في شكل سوائل». وأضافت: «ما يتجاهله المؤلفون هو أنه في حين أن نقطة الانصهار قد تكون (- 70) درجة مئوية، فإن نقطة الصقيع على المريخ هي أيضاً نحو (- 70) درجة مئوية، لذلك إذا كانت هذه المحاليل الملحية السائلة موجودة بالفعل، فإنها ستتبخر في النهاية».
وقال هيشت إنه يوماً ما سيكون التحليل الكهربائي للماء مهماً لإنتاج الوقود على المريخ، ولكن ليس بالضرورة بالطريقة الموضحة في الورقة. وأضاف: «الجليد المنتظم متوفر بكثرة على المريخ وليس من الصعب العثور عليه. وليس هناك أي سبب لعدم إذابة الجليد للحصول على الماء، الذي يمكن بعد ذلك إخضاعه للتحلل الكهربائي مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج كل من الأكسجين والميثان للوقود في النهاية».
ووصف راماني المشروع البحثي بأنه «غزوة أولية»، حيث كان فريقه مختصاً في التحليل الكهربائي لمياه البحر. وقال: «صادفتنا هذه التقارير حول رواسب المياه المالحة على المريخ، وقلنا: لمَ لا؟... لم تمولنا وكالة (ناسا) أو أي برنامج متعلق بالفضاء، ولكن نأمل أنه إذا حصلنا على قوة دفع كافية لهذا العمل، أن نقترح مكملاً لنظام (موكسي) والأنظمة الأخرى». وتابع: «أملنا في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة تطوير نظامنا لجعله قادراً على المنافسة».