متظاهرون يحرقون مقرات حزبية ومكاتب حكومية في إقليم كردستان

قتيل و6 جرحى خلال احتجاجات على تأخر صرف الرواتب في السليمانية

نيران تلتهم مقراً حكومياً في السليمانية بإقليم كردستان أمس بعد أن هاجمه متظاهرون (رويترز)
نيران تلتهم مقراً حكومياً في السليمانية بإقليم كردستان أمس بعد أن هاجمه متظاهرون (رويترز)
TT

متظاهرون يحرقون مقرات حزبية ومكاتب حكومية في إقليم كردستان

نيران تلتهم مقراً حكومياً في السليمانية بإقليم كردستان أمس بعد أن هاجمه متظاهرون (رويترز)
نيران تلتهم مقراً حكومياً في السليمانية بإقليم كردستان أمس بعد أن هاجمه متظاهرون (رويترز)

قتل شخص، وأصيب 6 آخرون، بينهم عنصر أمني، الاثنين، إثر اندلاع مظاهرات في محافظ السليمانية، احتجاجاً على تأخر صرف رواتب الموظفين، بالتزامن مع استمرار مفاوضات بغداد وأربيل حول حصة الإقليم في ميزانية 2021.
مصدر أمني في محافظة السليمانية قال، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدنياً قتل، وأصيب اثنان آخران بجروح، في مركز قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، إثر مواجهات وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين الذي احتشدوا أمام مقرات الأحزاب في مركز القضاء، احتجاجاً على تأخر صرف رواتب الموظفين، وسوء الأوضاع الاقتصادية».
المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بيّن أن «3 مدنين، وعنصر أمن، أصيبوا بجروح في قضاء سيد صادق، بعد قيام المتظاهرين بحرق مقرات الأحزاب، إضافة إلى مركز مبنى قائمقامية القضاء».
وقال الملازم أحمد جبار، من شرطة سيد صادق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتظاهرين حاصروا مبنى قائمقامية سيد صادق، وأضرموا النيران فيها، قبل خروج الموظفين وعناصر الأمن من المبنى، ما أدى إلى صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين استهدفوا القوات الأمنية بالحجارة والعصي، ما تسبب بإصابة عنصر أمني بجروح، إضافة إلى تعرض عدد آخر للاختناق نتيجة احتراق المبنى ومحاصرتهم فيه».
وكان المتظاهرون قد أقدموا في وقت سابق من يوم الاثنين على إضرام النيران في مقر جميع الأحزاب السياسية في قضاء سيد صادق، احتجاجاً على الأزمة المالية، وتأخير صرف رواتب الموظفين. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، بعد حرق مقرات بعض الأحزاب في ناحية (بيره مكرون) في السليمانية، بالتزامن مع احتجاجات مركز قضاء جمجمال.
مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء سيد صادق، دلشاد غريب، قال في تصريح إن «المتظاهرين هاجموا مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء سيد صادق، وأضرموا النيران فيه، بعد أن حاصروا المبنى، ومنعوا أعضاء الحزب من الخروج، وتم إنقاذهم بعد جهد كبير من الزملاء وعناصر الدفاع المدني»، مبيناً أن «الهجوم على مقر الحزب الديمقراطي جاء بعد أن أضرم المتظاهرون النيران في مقر الاتحاد الوطني وحركة التغيير والحزب الاشتراكي، إضافة إلى مقر الجماعة الإسلامية والمركز الإعلامي التابع لهم».
وتشهد مدينة السليمانية، منذ الأربعاء الماضي، مظاهرات احتجاجية على تأخر صرف الرواتب التي باشرت حكومة إقليم كردستان بصرفها الأسبوع الماضي، بعد تأخر لأكثر من شهر، والتي يرجعها مسؤولو الإقليم، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة مسرور بارزاني، إلى تلكؤ الحكومة الاتحادية في بغداد بإرسال المبالغ المالية المخصصة لتمويل رواتب موظفي الإقليم، بحسب الاتفاق المبرم بين بغداد وأربيل.
ومن جهة أخرى، قال مصدر مقرب من حكومة إقليم كردستان إن «هناك اتفاقاً مبدئياً بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على تحديد حصة الإقليم من ميزانية 2021 بنسبة 12.67 من إجمالي النفقات الفعلية، مقابل تسليم الإقليم 250 ألف برميل يومياً لشركة (سومو) العراقية، إضافة إلى تسليم 50 في المائة من واردات المنافذ الحدودية في الإقليم»، مبيناً أن «حكومة الإقليم تعقد الآن اجتماعات تشاورية مع الأحزاب الرئيسية للتوصل إلى اتفاق على آليات التعامل مع بغداد، وكيفية حل الأزمات الداخلية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.