استئناف محاكمة القائم بأعمال مرشد «الإخوان» الخميس

محمود عزت يواجه اتهامات «التحريض على القتل والعنف وحيازة أسلحة»

محمود عزت عقب توقيفه في أغسطس الماضي (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية)
محمود عزت عقب توقيفه في أغسطس الماضي (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية)
TT

استئناف محاكمة القائم بأعمال مرشد «الإخوان» الخميس

محمود عزت عقب توقيفه في أغسطس الماضي (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية)
محمود عزت عقب توقيفه في أغسطس الماضي (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية)

تستأنف «الدائرة الثانية إرهاب» في مصر، بعد غد (الخميس)، جلسات إعادة محاكمة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم «الإخوان»، على الحكم الصادر ضده (غياباً) بالسجن المؤبد (25 عاماً) في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث مكتب الإرشاد»، وذلك بعدما قررت «الدائرة الثانية إرهاب» أمس، تأجيل القضية.
وعُزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» عن الحكم في 3 يوليو (تموز) من عام 2013، عقب احتجاجات شعبية. وتولى عزت الذي يُعد من أبرز قيادات التنظيم، منصب القائم بأعمال المرشد، عقب توقيف مرشد «الإخوان» محمد بديع (وهو مسجون في قضايا عنف بمصر منذ 2013).
ويشار إلى أن محكمة جنايات القاهرة، قد قضت في فبراير (شباط) 2015 في القضية بـ«إعدام 4 متهمين، والسجن المؤبد لـ14 آخرين»، حيث يحاكم في القضية إلى جانب عزت، بديع، ونائبه خيري الشاطر». ووفق النيابة العامة بمصر، فإن المتهمين في القضية ارتكبوا جرائم «التحريض على القتل والشروع في القتل، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الغير، والانضمام إلى (عصابة مسلحة) تهدف إلى ترويع الآمنين، والتحريض على البلطجة والعنف أمام مقر مكتب الإرشاد بضاحية المقطم جنوب شرقي القاهرة، أثناء الاحتجاجات التي كانت تطالب برحيل مرسي، ما أسفر عن مقتل 9 وإصابة 91 آخرين».
وبحسب التحقيقات في القضية، فإن «قيادات التنظيم شاركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة في إمداد مجهولين بالأسلحة النارية والذخائر والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات اللازمة لذلك والتخطيط لارتكاب الجريمة، وإن الموجودين بمقر مكتب الإرشاد أطلقوا الأعيرة النارية والخرطوش صوب المجني عليهم، قاصدين إزهاق أرواحهم».
وفي أغسطس (آب) الماضي، «تم توقيف عزت خلال مداهمة شقة بمنطقة سكنية بالقاهرة». وبحسب السلطات المصرية، فإن «عزت يُعد المسؤول الأول عن تأسيس (الجناح المسلح) بالتنظيم الإخواني، والمشرف على إدارة العمليات (الإرهابية والتخريبية) التي ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة (30 يونيو/ حزيران) 2013». ووفق السلطات المصرية، فقد «صدر على عزت حكمان بالإعدام (غيابياً)، في قضيتي (التخابر مع دول أجنبية)، و(الهروب من سجون وادي النطرون)، وحكمان (غيابياً) بالسجن المؤبد (25 عاماً) في قضيتي (أحداث مكتب الإرشاد)، و(أحداث عنف بمحافظة المنيا بصعيد مصر)، كما أنه مطلوب في كثير من القضايا الخاصة بـ(العمليات الإرهابية وتحركات التنظيم)». وبحسب مصادر، فإنه «وفقاً للقانون المصري، تُعاد محاكمة عزت أمام القضاء، بعد 7 سنوات من الهروب». وتشير وزارة الداخلية المصرية إلى أن «محمود عزت قد أشرف على (الكتائب الإلكترونية الإخوانية) التي تتولى إدارة (حرب الإشاعات)، وإعداد الأخبار (المفبركة) بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأي العام، وتولى مسؤولية إدارة حركة أموال التنظيم، وتوفير الدعم المالي له وتمويل كل أنشطته، واضطلاعه بالدور الرئيسي من خلال عناصر التنظيم بالخارج، في تمويل منظمات دولية واستغلالها في الإساءة لمصر».
إلى ذلك، قررت «الدائرة الثانية إرهاب» أمس، تأجيل إعادة محاكمة 8 متهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث مسجد الفتح» لجلسة 3 يناير (كانون الثاني) المقبل. وأسندت النيابة العامة للمتهمين في القضية ارتكابهم جرائم «تخريب جامع الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة، وتعطيل إقامة الصلاة به، والقتل العمد، والتجمهر والبلطجة، وتخريب المنشآت العامة والخاصة، وإحراز الأسلحة النارية، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات العامة، وهي الجرائم التي جرت في أغسطس (آب) 2013 عقب فض اعتصامي لـ(الإخوان) في القاهرة والجيزة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.