مفوضية الانتخابات السودانية تمدد أجل الترشح لانتخابات الرئاسة 4 أيام إضافية

22 متقدما مترشحا.. 3 منهم استوفوا الشروط أبرزهم البشير

مفوضية الانتخابات السودانية تمدد أجل الترشح لانتخابات الرئاسة 4 أيام إضافية
TT

مفوضية الانتخابات السودانية تمدد أجل الترشح لانتخابات الرئاسة 4 أيام إضافية

مفوضية الانتخابات السودانية تمدد أجل الترشح لانتخابات الرئاسة 4 أيام إضافية

مددت مفوضية الانتخابات السودانية الفترة المحددة لتقديم طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة والبرلمان، إلى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بعد أن كان مقررا قفل باب الترشح غدا السبت، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المتقدمين للترشح للرئاسة 22 مرشحا على رأسهم الرئيس عمر البشير.
وقال عضو المفوضية الفريق شرطة الهادي محمد أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن المفوضية مددت الموعد المحدد لقفل باب الترشح للرئاسة والبرلمان استجابة لطلب من قوى سياسية لم يحددها. ويعد التمديد الحالي هو الثاني منذ بدء المفوضية عملها لانتخابات أبريل (نيسان) القادم، بعد أن أرجأت فتح باب الترشيحات من الأول من الشهر الجاري إلى اليوم الـ11 منه. وحسب معلومات «الشرق الأوسط» فإن عدد الذين ترشحوا للرئاسة بلغ 22 مرشحا حتى مساء أمس، أكمل كل من رئيس «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم عمر البشير، ورئيس «حزب الحقيقة الفيدرالي» فضل السيد شعيب، ورئيس «حزب اتحاد قوى الأمة» محمد عبد الجبار، مستلزمات الترشح بانتظار فحص طلبات ترشحهم. وتقاطع معظم القوى السياسية وأحزاب المعارضة الانتخابات، وتعد «حركة الإصلاح الآن» بقيادة الإسلامي المنشق غازي صلاح الدين آخر الذين أعلنوا مقاطعتهم. وكان حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي قد التحق بمجموعة المقاطعين، والمناوئين للتعديلات الدستورية التي سبقت الانتخابات، رغم إصراره على الاستمرار في الحوار مع الحزب الحاكم.
وتشكك قوى المعارضة الأخرى – مقدما – في نزاهة الانتخابات، وفي حيدة المفوضية نفسها، وتطالب بالمقابل بتأجيلها وتكوين حكومة انتقالية تعد لانتخابات حرة ونزيهة، وعقد مؤتمر دستوري يتحدد بموجبه كيفية حكم البلاد. وأعلنت الأحزاب المنضوية تحت لواء «تحالف قوى الإجماع الوطني» المعارض، ويضم أحزاب الشيوعي السوداني، المؤتمر السوداني، البعث العربي الاشتراكي، والعربي الناصري، وأحزاب وتنظيمات مجتمع مدني وتنظيمات شبابية أخرى، ذات الثقل النوعي في أوساط الطبقة الوسطى والطلاب، مقاطعتها للانتخابات باكرا. كما يقاطع حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، والذي يعد من أكبر الأحزاب السياسية جماهيرية، استنادا على انتخابات عام 1985 التي حاز فيها على أغلبية مكنته من تشكيل حكومة برئاسة زعيمه المهدي.
وتساند الانتخابات مجموعة أحزاب صغيرة تسخر منها المعارضة، وتعتبرها مصنوعة من قبل الحزب الحاكم، أو انشقاقات من أحزاب قائمة، وتطلق عليها تهكما «أحزاب الفكة»، ما عدا الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني المشارك في الحكومة، الذي أعلن باسم رئيسه عن مشاركته في الانتخابات وعدم منافسته للرئيس البشير على الرئاسة. لكن موقف زعيم الاتحادي بمؤازرة الحزب الحاكم في الانتخابات لا يلقى تأييدا من شرائح واسعة من قيادات وقواعد الحزب، وتبرأت مجموعة أطلقت على نفسها «حركة الجماهير والقطاعات بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل» بقيادة الشيخ حسن أبو سبيب من قرار زعيم الحزب، وأعلنت تكوين مكتب سياسي انتقالي للحزب، ومقاطعة الانتخابات والخروج من الحكومة.
وشنت مجموعة أبو سبيب هجوما كاسحا على ممثلي الحزب في الحكومة ونجل الميرغني محمد الحسن، واتهمته بتهميش قيادات الحزب، والتفاوض مع الحزب الحاكم دون الرجوع إليها. وكان وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي أحمد سعد عمر قد أعلن الأسبوع الماضي أن رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني كلفه شخصيا بمساندة ومؤازرة ودعم ترشيح البشير، وهو الأمر الذي أثار بلبلة في صفوف الحزب تهدد بانشقاقه.
ولم تعلن حتى الآن أي منظمة دولية نيتها مراقبة الانتخابات السودانية، في الوقت الذي تقول فيه مفوضية الانتخابات بأن أكثر من 90 منظمة وطنية أعلنت رغبتها في مراقبة الانتخابات، إلى جانب المفوضية السياسية للاتحاد الأفريقي التي انتدبت إدريسا كمارا مسؤولا عن بعثتها لمراقبة الانتخابات السودانية. ووجهت الحركة الشعبية – الشمال نداء للمجتمع الإقليمي والدولي لرفض مراقبة الانتخابات، وحثت مركز كارتر والرئيس النيجيري السابق أليسون أباسانجو بعدم المشاركة فيها، وعدم تمويلها ومراقبتها، ودعت الحكومة النرويجية لعدم الاعتراف بنتائجها، باعتبارها امتدادا لحكم الفرد والحزب الواحد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.