قلق في مناطق «الإدارة الذاتية» السورية من ارتفاع الإصابات

السلطات الصحية تخشى موجات الشتاء البارد وضعف الإمكانات

قلق في مناطق «الإدارة الذاتية» السورية من ارتفاع الإصابات
TT

قلق في مناطق «الإدارة الذاتية» السورية من ارتفاع الإصابات

قلق في مناطق «الإدارة الذاتية» السورية من ارتفاع الإصابات

قال مسؤولو «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا إن سياسة الإغلاق الكلي، في مواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، أثمرت نتائج إيجابية، بعد أن فرضت حظراً شاملاً في مناطق نفوذها استمر 10 أيام، غير أنها عادت إلى الحظر الجزئي للحد من انتشار الجائحة بسبب القلق الصحي من زيادة الأعداد جراء برودة طقس الشتاء وضعف الإمكانات.
وسجلت هيئة الصحة، أمس، إصابة 115؛ 73 رجلاً و42 سيدة، ليصل العدد الإجمالي إلى 7179. كما سجلت 3 وفيات، لترتفع الحصيلة إلى 200 حالة.
وقال رئيس الهيئة، الدكتور جوان مصطفى، إن سياسة الإغلاق على المدن والبلدات التي سُجلت فيها أعداد كبيرة من الإصابات بالفيروس؛ «كانت إيجابية من النواحي كافة، حيث انخفض معدل الإصابات من 37 في المائة إلى 22 في المائة، بسبب التزام الأهالي بقرار الحظر، وقرارات هيئة الصحة كانت إيجابية بشكل ملحوظ».
وكانت الإدارة الذاتية أصدرت قراراً بالحظر الشهر الماضي شمل مدن وبلدات الحسكة والقامشلي والطبقة والرقة، ومدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، كما شمل إغلاق المدارس والجامعات وروضات الأطفال، كما أغلقت المؤسسات والدوائر الرسمية، وأوقفت حركة الحافلات المغادرة والآتية إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
وأشار جوان مصطفى إلى أن سكان المنطقة عانوا من الناحية المادية بسبب إجراءات العزل والحظر، «لتوقف أعمالهم خلال فترة الحظر، لكن من جانب الوقاية من الفيروس فقد ساهم الحظر في خفض عدد الإصابات كثيراً، حيث بقي تحت المراقبة والتشديد الطبي».
ورغم انخفاض المؤشر البياني للإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في شمال شرقي سوريا بشكل ملحوظ، فإن الجهات المختصة لا تزال تلجأ إلى سياسية العزل للحد من تسجيل أعداد متزايدة، حيث عزلت بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي بعد تسجيل حالتي وفاة و10 إصابات في يوم واحد. وفرضت الإدارة حزمة إجراءات من شأنها منع التجمعات وإغلاق دور العبادة وإصدار تعليمات للمدارس والمجمعات التربوية لمنع انتشار الجائحة بين التلاميذ والطلاب. وقال رئيس هيئة الصحة لدى الإدارة: «سنستمر بقرار الحظر الجزئي لفترة طويلة، تشمل كامل فترة الشتاء حتى التأكد من انتهاء خطورة الفيروس. وفي حال ازدادت حالات الإصابة، فسنضطر لاتخاذ قرارات ثانية تتماشى مع مؤشرات الإصابة».
واستثنت سلطات الإدارة المؤسسات الخدمية والصحية والمشافي والنقاط الطبية، بالإضافة إلى المزارعين، لتأمين البذور والزيوت والسماد، وذلك بالتنسيق مع خلية الأزمة. وساهمت الجمعيات الخيرية والمنظمات لتحسين معاييرها في توزيع الدعم على السكان من ذوي الدخل المحدود الذين توقفت أعمالهم خلال فترة الإغلاق.
ولفت مصطفى إلى أن نتائج المسوح الطبية والعينات التي أُخذت مؤخراً «أظهرت انخفاضاً بنسبة 30 في المائة، كما انخفض عدد المراجعين والمرضى في فترة الإغلاق الكلي. وسنقيم التطورات خلال الفترة المقبلة».
ويرى مسؤولون من «الإدارة» أن الانخفاض في عدد الحالات خلال الأيام الماضية لا يعني انتهاء الخطورة، وشدد رئيس الهيئة الصحية، جوان مصطفى، على أن إهمال الأهالي وعدم إحساسهم بالمسؤولية في التعامل مع الجائحة «قد يعرض المنطقة إلى الخطر، لذلك مطلوب من الجميع أخذ الحيطة والحذر والحفاظ على الوقاية؛ لأن حمايتهم الشخصية تؤمن حماية المجتمع».
وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 10 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمر كثير من المستشفيات، وخرج كثير من النقاط الطبية والعيادات من الخدمة، حيث تعاني مناطق شرق الفرات أساساً من نقص بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية بفيتو روسي - صيني بداية العام الحالي، مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس «كورونا» المستجد. وحذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية، ومسؤولون أكراد، من العجز عن احتواء انتشار المرض.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».