مصر تُسرّع تعديل نُظم الري وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة»

وزير خارجية السودان: استمرار إثيوبيا في الملء الأحادي يدخل الأزمة في نفق يصعب الخروج منه

TT

مصر تُسرّع تعديل نُظم الري وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة»

مع استمرار تجمد مفاوضات «سد النهضة»، وتباعد المواقف التفاوضية بين الدول الثلاث، كشفت وزارة الخارجية السودانية، عن بدء تحركات دبلوماسية لإحداث اختراق على المستوى الإقليمي، للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق عادل وملزم بشأن تشغيل وملء «سد النهضة»، يحافظ على مصالح الدول الأطراف الثلاثة، وألمحت إلى أن دولاً أخرى يمكنها أن تلعب دوراً أكبر من الاتحاد الأفريقي؛ في إشارة منها إلى أميركا.
ويرهن السودان عودته إلى المفاوضات بتغيير منهجية التفاوض المتعبة في الجولات السابقة، وإعطاء الخبراء الأفارقة دوراً أكبر لتقريب وجهات النظر بين المواقف التفاوضية للدول الثلاث.
وقال وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، إن «الوقت ليس في صالح بلادنا، وإذا لم نصل إلى اتفاق، مع استمرار إصرار إثيوبيا على الملء الأحادي الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار يوليو (تموز) المقبل، ستدخل الأزمة في نفق يصعب الخروج منه».
وتوقع قمر الدين في مقابلة مع التلفزيون القومي، ليل الأول من أمس، أن يتزايد الاهتمام الأميركي، بوصول الديمقراطيين إلى الحكم، بملف سد النهضة، لعلاقته الوثيقة بالقضايا الجيوسياسية بمنطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر.
وفي الوقت الذي لا تزال تتعثر فيه مفاوضات «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا، واصلت الحكومة المصرية أمس، مساعيها لتعديل نظم الري في الأراضي الزراعية بغية «تحسين عملية الاستخدام الأمثل للموارد المائية».
ودعا وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي، أمس، إلى «الإسراع في الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع التحول من نظم الري بالغمر إلى نظم الري الحديث».
وتعتمد مصر بشكل أساسي على مياه نهر النيل في تلبية 95 في المائة من حاجاتها المائية. وترى إثيوبيا أن السد ضرورة وجودية إذا جرى تشغيله بكل طاقته، فسيكون المحطة الكبرى أفريقياً لتوليد الكهرباء وسيُوفر الكهرباء لـ65 مليون إثيوبي.
وأوضح وزير الري المصري، أمس، أن «النظم الحديثة في الري ستسهم في تعظيم إنتاجية المحاصيل (الزراعية) وخفض تكاليف التشغيل من خلال الاستخدام الفعال للعمالة والطاقة والمياه، وهو ما سيؤدي لزيادة ربحية المزارع».
وكانت مفاوضات قد انطلقت منذ بدء بناء سد النهضة عام 2011 بين الدول مصر والسودان وإثيوبيا الثلاث في محاولة للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، غير أنها لم تحقق أي نتائج.
وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم يشمل النص على قواعد أمان السد، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات.
ورأى عبد العاطي أمس، أن «نظم الري الحديثة» ستنعكس إيجابياً على عملية إدارة وتوزيع المياه في مصر بدرجة عالية من الكفاءة.
كما شدد على «ضرورة مواصلة حملات إزالة التعديات وإحالة المخالفات الخاصة بالتعدي على نهر النيل والترع والمصارف ومنافع الري والصرف إلى النيابة العسكرية، وذلك للحفاظ على المجاري المائية وضمان حسن إدارة وتشغيل وصيانة المنظومة المائية وتحسين الخدمات المقدمة لجموع المنتفعين وحماية أملاك الدولة على المجاري المائية.
وفي سياق قريب، أكد وزير الري السوداني، الدكتور ياسر عباس، على «ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم ووضع قواعد لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، حتى لا تتحول كل إيجابيات السد إلى مخاطر، مؤكداً رفض بلاده آلية التفاوض حول سد النهضة وليس وساطة الاتحاد الأفريقي.
وقال عباس، خلال لقاء لبرنامج «حوار البناء الوطني»، عبر فضائية «السودان»، مساء أول من أمس السبت، إن «الفوائد الكبيرة للسودان من السد الإثيوبي لا يُمكن تحقيقها بدون توقيع اتفاق قانوني مُلزم».
وأضاف، أن أعمال استكمال تشييد سد النهضة مُستمرة حسب تصريحات المسؤولين الإثيوبيين.
وأعلنت الحكومة السودانية، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انسحابها من مفاوضات سد النهضة، معلنة عدم مشاركتها في الاجتماعات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.