إردوغان يقترح على إسرائيل اتفاقاً حول الغاز

إشارة لتحسين العلاقات والسباق مع الإمارات

TT

إردوغان يقترح على إسرائيل اتفاقاً حول الغاز

للمرة الثانية في غضون أربعة شهور، تلقت إسرائيل رسائل إيجابية من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ترمي إلى استئناف علاقات التعاون السياسي والاستراتيجي، والتوصل إلى تفاهمات في عدة قضايا خلافية وإنشاء مجالات تعاون. واعتبر الإسرائيليون هذه المبادرات «تعبيرا عن منهجية سياسية تأخذ بالاعتبار التطورات الإقليمية وتحاول إيجاد مكان لها فيها».
وقال مسؤول في تل أبيب، إن «أنقرة تنظر إلى العلاقات بين منافسيها اللدودين الإمارات واليونان وقبرص، وإسرائيل، وتحاول إغراء الأخيرة لتفكيك هذا التحالف. ولكن ورغم أننا نبارك كل تقدم إيجابي في العلاقات مع تركيا، إلا أننا لن نفرط بتحالفاتنا. وسنفحص إن كان ممكنا إيجاد صيغة تتيح للجميع أن يتعايشوا مع إسرائيل بسلام».
وكانت رسالة إردوغان الأخيرة قد وصلت عبر مشروع يطرحه الأدميرال جيهات يايجي، المعروف بقربه من الرئيس إردوغان ويرأس معهد أبحاث الاستراتيجية البحرية في جامعة باشهير. وقد أورد مشروعه في مقال ينشر اليوم الاثنين، في مجلة «تركيسكوب» العلمية المتخصصة في الشؤون التركية والتابعة لمعهد الأبحاث في جامعة تل أبيب، ويقول فيه، إن إسرائيل يجب أن تفضل تركيا للشراكة في مشاريع الغاز وليس دولا أخرى. ويقترح أمرين، الأول، اتفاق على الحدود الاقتصادية يكون مكملا للاتفاق الذي أجرته أنقرة مع حلفائها في حكومة الوفاق في طرابلس الليبية السنة الماضية، والثاني، اتفاق على تسويق الغاز في الغرب بواسطة تركيا بدلا من مشروع إسرائيل مده عبر اليونان وقبرص.
ويتضح من مقاله، أن تركيا تقترح صفقة توافق فيها إسرائيل على المطالب التركية في المياه الاقتصادية، وعمليا توسيع منطقتها هناك على حساب الحصة القبرصية، مقابل اعتراف تركيا بالحدود الاقتصادية الإسرائيلية، بما يتعارض والمطلب اللبناني في البلوك 9.
وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد كشفت أن تركيا تقدمت باقتراح لإجراء محادثات سرية مع إسرائيل قبل أربعة شهور، وطرحت أيضا مشروعا مشابها لتوزيع المصالح بين البلدين على حساب حلفائهما. وقد وافقت إسرائيل على ذلك وتم تعيين وزير الطاقة يوفال شتاينتس لإدارتها. ولكن ظروف جائحة كورونا منعت إجراء المحادثات على مستوى القيادة السياسية، فاستبدل بممثلين من الموساد (المخابرات الإسرائيلية الخارجية) والمخابرات التركية.
وجاء مقال الأدميرال يايجي ليضع الخطوط العريضة للمشروع التركي، الذي تريد منه جني فوائد استراتيجية. وعلق مسؤول إسرائيلي على المشروع التركي، قائلا، إنه يتناقض مع الاتفاقات التي أقامتها إسرائيل مع كل من اليونان ومصر وقبرص والإمارات، ويتوقع من هذه الدول أن تعارض بشدة المقترح التركي. ولهذا فإن فرص نجاحه ضئيلة. لكن إسرائيل لا تستطيع أن تتجاهل مبادرة إيجابية من تركيا. وأضاف: «تركيا بلد مهم لإسرائيل. العلاقات الاقتصادية بينهما تعتبر نموذجية، لأنها لم تتأثر بالخلافات السياسية بل تضاعف التبادل التجاري بينهما وبلغ 9 مليارات دولار في السنة الأخيرة. وهناك مصلحة لدى الطرفين في وجود علاقة جيدة أيضا سياسيا. لكننا لا نريد أن يكون ذلك على حساب بقية الحلفاء».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.