معلومات عن استئناف تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا

صعدت تركيا تحركاتها العسكرية بليبيا في الفترة الأخيرة، وكشفت مواقع رصد عن تسارع حركة طيران الشحن العسكري إلى غرب ليبيا، في الوقت الذي نشرت فيه وزارة الدفاع التركية أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي صوراً لتدريبات عناصر قوات حكومة «الوفاق» الليبية الموالية لأنقرة داخل معسكرات في تركيا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (السبت)، بوجود معلومات حول نية تركيا إرسال دفعة جديدة من المرتزقة من عناصر الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أنها أوقفت، منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عودة من تم إرسالهم سابقاً، وذلك رغم استمرار مفاوضات الحل السياسي بعد الاتفاق الليبي - الليبي على وقف إطلاق النار.
وذكر المرصد أن عدد المسلحين المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا بلغ، حتى الآن، نحو 18 ألفاً، بينهم 350 دون سن الثامنة عشرة، وعاد منهم نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم والحصول على مستحقاتهم المالية، في حين تم إرسال مقاتلين متشددين من جنسيات أخرى، بلغ عددهم نحو 10 آلاف بينهم من حملة الجنسية التونسية، لدعم حكومة «الوفاق» التي يرأسها فائز السراج.
وأشار «المرصد» إلى أن عدد القتلى من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا بلغ 496 قتيلاً.
في الوقت ذاته، تصاعدت حركة طيران الشحن العسكري التركي إلى غرب ليبيا. وكشف موقع «فلايت رادار» السويدي، المتخصص في تتبع حركة الطيران العسكري، عن وصول 3 طائرات شحن عسكرية تركية من طراز «إيرباص إيه 400 إم» إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا أقلعت من كونيا (وسط تركيا) وأماسيا (غرب)، ليصل عدد طائرات الشحن العسكرية التركية التي توجهت إلى الوطية التي اتخذتها تركيا قاعدة لها في غرب ليبيا 10 طائرات خلال أسبوع واحد.
وقبل ذلك أكد موقع «إيتاميل رادرا» الإيطالي المتخصص في رصد حركة الطيران العسكري فوق البحر المتوسط وإيطاليا، وصول طائرتي شحن تركيتين من كونيا إلى غرب ليبيا، بالتزامن مع تفتيش بعثة «إيريني» الأوروبية لمراقبة حظر السلاح على ليبيا سفينة تجارية تركية بشبهة نقلها أسلحة إلى ميناء مصراتة الليبي.
في الإطار ذاته، اعتبرت حكومة «الوفاق» مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة مع أنقرة في 27 نوفمبر 2019 «شرعية وتتوافق مع القوانين الدولية»، ولا يمكن مساواتها بالدعم الذي يتلقاه «الجيش الوطني الليبي» بقيادة خليفة حفتر. وصدر هذا الموقف في تصريح للمتحدث باسم وزارة خارجية الوفاق، محمد القبلاوي، لوكالة أنباء «الأناضول» التركية، تعليقاً على تصريحات للمبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، قبل يومين، بشأن الوجود الأجنبي، دون تسمية جهة معينة. وكانت ويليامز أشارت، خلال الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي، إلى وجود «20 ألفاً من القوات الأجنبية أو المرتزقة في ليبيا، فيما يعد انتهاكاً مروعاً للسيادة» الليبية، مشيرة إلى أنهم الآن يحتلون منازل الليبيين.
ورفض القبلاوي ما سماه بـ«الإيهام وعدم ذكر الحقائق كما هي»، في إشارة إلى تصريحات ويليامز التي لم تسمِ فيها طرفاً محدداً. وأضاف أنه «لا يمكن مساواة مذكرة التفاهم الموقعة مع تركيا بالدعم الذي يتلقاه حفتر من دول عديدة» لم يحددها.
وعن مسألة جلب المرتزقة وتدفق السلاح، قال إن «الجميع يعلم، وأولهم ويليامز، أن حفتر، وبدعم دول، هو من بدأ بهذا العمل اللاقانوني والمخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي». وجدد التأكيد في هذا السياق على أن «الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول صديقة كالتي وقعت مع تركيا، شأن ليبي وشرعي».