ترمب يستعرض قوته في جورجيا ويختبر الجمهوريين

سعى الرئيس دونالد ترمب، لدى زيارته ولاية جورجيا، مساء أمس، للمشاركة في حملة انتخابية تدعم المرشحين الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لاستعراض قدرته على تحريك قاعدة انتخابية واسعة، واختبار الجمهوريين ومدى استعدادهم لقبول فكرة ترشحه لسباق الرئاسة الأميركية في عام 2024. وكان ترمب قد تحدث بصراحة قبل أيام عن إمكانية ترشحه بعد أربع سنوات في حال لم ينجح في تحدي نتيجة الانتخابات الحالية.
وفيما يواصل الرئيس توجيه اتهامات للديمقراطيين بسرقة انتخابات الرئاسة، وتزوير واسع للأصوات، يصب الجمهوريون تركيزهم على جولتي الإعادة على مقعدي في مجلس الشيوخ، اللتين ستحددان ما إذا كان الحزب سيحتفظ بغالبيته في السنتين الأوليين من إدارة بايدن. ويتنافس في الخامس من يناير (كانون الثاني) السيناتوران الجمهوريان ديفيد بيردو وكيلي لوفلر، مع المرشحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك.
ويخشى الجمهوريون أن تضر مشاركة ترمب بحظوظ المرشحين، خصوصاً مع تمسكه برفض خسارته، واستمراره في ادعاءات التزوير، ما يشكك في نزاهة الانتخابات. وقد هاجم ترمب مسؤولي ولاية جورجيا بعد نفيهم حصول تزوير واسع النطاق، فيما منيت القضايا التي رفعها فريق محاميه بالفشل لعدم وجود أدلة على الغش.
وهاجم ترمب ومؤيدوه كبار المسؤولين الجمهوريين في جورجيا، في مقدمتهم حاكم الولاية المقرب سابقاً من الرئيس، براين كيمب، ووزير خارجيتها براد رافنسبرغر. فيما انتقد غابرييل ستيرلنغ، مدير أنظمة التصويت في الولاية، الرئيس وخطابه الذي ساهم في تأجيج التوتر وتصاعد تهديدات بالعنف ضد موظفي الانتخابات.
ويسير المرشحان الجمهوريان لمجلس الشيوخ على خط رفيع، ويحاولان تحقيق توازن بين الدفاع عن نزاهة الانتخابات وأهمية المشاركة في اقتراع يناير، وبين الحفاظ على دعم قاعدة ترمب الشعبية التي تنتقد «صمتهما» على «سرقة» الانتخابات من طرف الديمقراطيين.
وحذر مراقبون من أن ادعاءات ترمب بالتزوير قد تؤدي إلى تقويض ثقة الناخبين في العملية الانتخابية برمتها. ويقول آلن إبرامويتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيموري بأتلانتا، إن ادعاءات ترمب قد تضر المرشحين الجمهوريين من خلال إصراره على التزوير، بما يعطي انطباعاً لدى الناخبين أنه لا جدوى من الإدلاء بأصواتهم. من جهته، يرى السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث داكوتا، مايك راونذز، أن نتيجة الانتخابات التشريعية في جورجيا ستعلب دوراً كبيراً في تحديد «إرث ترمب»، وستدفع الجمهوريين لمواصلة العمل معه إذا نجح في دعم المرشحين الجمهوريين للفوز بمقعدي «الشيوخ». وأضاف: «عليه أن يشجع الناخبين على الخروج والتصويت، وأن يتحدث عن الأهمية المطلقة للاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ. أما إذا أصر ترمب على ادعاءاته بالتزوير، فسوف يؤدي ذلك إلى موجة من الرسائل المختلطة التي قد تعصف بفوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ».
من جانب آخر، فإن «مغازلة» ترمب لأنصاره في جورجيا، واختباره موقف الجمهوريين من فكرة ترشح جديد، قد تتسبب في استياء بين الطامحين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويراقب الجمهوريون تحركات ترمب عن كثب، وهم يدركون تماماً النفوذ الذي يملكه داخل صفوف مؤيديه الذين يقدر عددهم بعشرات الملايين، وميله لمهاجمة أي شخص يعتبره منافساً سياسياً.
ووصف أليكس كونانت الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، قدرة ترمب على تحطيم منافسيه، بأنه مثل الغوريلا القادر على الإطاحة بمنافسيه.
وتشير توقعات إلى بحث عدة أسماء جمهورية بارزة فكرة خوض السباق الرئاسي في عام 2024، في مقدمتهم السيناتور ماركو وربيو، والسيناتور ريك سكون توم كوتون. كما يورد مراقبون مرشحين محتملين آخرين، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، وسفيرة أميركا السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. وإذا تأكدت رغبة ترمب في الترشح لعام 2024، فقد ينسحب الكثيرون لإتاحة المجال له، وخوفاً من تداعيات منافسته، وهو ما يثير الكثير من التوتر بين أعضاء الحزب الذين يخشون أن يصبح منصة لدعم مصالح ترمب.