محكمة فيدرالية تعيد العمل ببرنامج حماية «الحالمين»

إدارة ترمب تبحث استئناف القرار

محكمة فيدرالية تعيد العمل ببرنامج حماية «الحالمين»
TT

محكمة فيدرالية تعيد العمل ببرنامج حماية «الحالمين»

محكمة فيدرالية تعيد العمل ببرنامج حماية «الحالمين»

أمر قاضٍ فيدرالي أميركي، أول من أمس، إدارة الرئيس دونالد ترمب بأن تُعيد بالكامل العمل ببرنامج «الحالمين» المخصص لحماية الشبان الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالاً، والذي كان أطلقه الرئيس الأسبق باراك أوباما وحاول ترمب إنهاءه منذ 2017.
وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، نيكولاس غاروفيس، إنه يتعين على وزارة الأمن الداخلي استئناف الموافقة على طلبات البرنامج بحلول يوم الاثنين. وأضاف القاضي أن سياسة إدارة ترمب التي ترفض السماح بطلبات جديدة باطلة، لأن المسؤول الذي أصدرها في يوليو (تموز)، وهو تشاد وولف، يفتقر إلى السلطة للقيام بذلك.
وفي حكمه، شدد غاروفيس على إعادة شروط البرنامج الفيدرالي إلى ما كانت عليه «على الفور»، «قبل محاولة الإلغاء في سبتمبر (أيلول) 2017»، أي عندما بدأ البيت الأبيض سلسلة من المناورات لتفكيك البرنامج. أصدر غاروفيس أيضاً تعليمات إلى الإدارة بالبدء في تقديم ميزة أخرى تسمى «الإفراج المشروط المتقدم»، التي تسمح لمتلقي برنامج «الحالمين» بمغادرة البلاد لبعض الوقت دون تعريض وضعهم للخطر، وهو ما استبعدته إدارة ترمب سابقاً. ويمكن للإدارة الآن تقديم التماس إلى محكمة استئناف فيدرالية، أو التوجه إلى المحكمة العليا للحصول على إعفاء مؤقت من تنفيذ أمر القاضي.
وكانت المحكمة العليا للولايات المتحدة قد منعت ترمب في يونيو (حزيران)، من إنهاء برنامج «الحالمين»، معتبرةً قراره «تعسّفياً» و«اعتباطياً».
من جهته، وعد الرئيس المنتخب جو بايدن بإعادة العمل بهذا البرنامج بمجرد توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ويستفيد من البرنامج نحو 700 ألف شخص يتحدّر معظمهم من أميركا اللاتينية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ويتوقع مراقبون بأن تسعى إدارة بايدن لإلغاء كثير من القرارات التي أصدرها ترمب في محاولته لقلب إرث باراك أوباما.
و«الحالمون» تسمية تُطلق على المهاجرين دون الثلاثين عاماً الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في طفولتهم بطريقة غير نظامية، ومنِحوا أرقام ضمان اجتماعي ضرورية للحصول على عمل أو رخصة قيادة أو الدراسة في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس ترمب أوقف العمل بالبرنامج في عام 2017، معتبراً أنه «يضر بالاقتصاد» ويشجع الهجرة غير الشرعية. وقال ترمب حينها: «تجاوز الرئيس أوباما الكونغرس في يونيو (حزيران) عام 2012، وقام بمنح تصاريح عمل وبطاقات ضمان اجتماعي ومزايا فيدرالية لنحو 800 ألف مهاجر غير شرعي، أصبحت أعمارهم الآن بين 15 و36 عاماً، وأصبح المستفيدون من هذا العفو التنفيذي المعروف باسم داكا في العشرينات». وينقسم الجمهوريون ما بين راغب في اتخاذ قرارات فورية لإنهاء البرنامج، وداعمين لحل تشريعي يحد من البرنامج لكنه يبقي على المهاجرين الموجودين داخل الولايات المتحدة. وانتقد الديمقراطيون انهاء البرنامج ووصفوا القرار بأنه يهين من يؤمنون بالعدالة والكرامة ويعاقب أطفالاً أبرياء.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».