نتائج الربع الأخير من 2014 تحت مجهر مستثمري الأسهم السعودية وبيوت الخبرة المالية

الأسبوع الجديد الموعد النهائي للإعلان عنها.. ومؤشر السوق يفقد 93 نقطة

2.13 مليار دولار حجم السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية يوم أمس («الشرق الأوسط»)
2.13 مليار دولار حجم السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية يوم أمس («الشرق الأوسط»)
TT

نتائج الربع الأخير من 2014 تحت مجهر مستثمري الأسهم السعودية وبيوت الخبرة المالية

2.13 مليار دولار حجم السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية يوم أمس («الشرق الأوسط»)
2.13 مليار دولار حجم السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية يوم أمس («الشرق الأوسط»)

نحو 93 نقطة، خسرتها سوق الأسهم السعودية في ختام تعاملاتها الأسبوعية، يوم أمس الخميس، وسط عمليات جني أرباح ملحوظة على معظم أسهم الشركات المدرجة، وبضغط مباشر من قطاع المصارف والخدمات المالية، رغم ارتفاع مؤشرات قطاع الصناعات البتروكيماوية بسبب التحسن الطفيف الذي طرأ على أسعار النفط.
وتأتي عمليات جني الأرباح هذه، في وقت سيكون فيه الأسبوع الجديد هو الفترة النهائية لإعلان الشركات المدرجة عن نتائجها المالية للربع الأخير من العام 2014. مما أسهم في ارتفاع معدلات الترقب والانتظار بين أوساط المتداولين، خصوصا أن الربع الأخير من العام الماضي شهد تراجعات كبيرة في أسعار النفط.
وسيرسم كثير من مستثمري سوق الأسهم السعودية وبيوت الخبرة المالية توقعاتهم للنتائج المالية في العام الحالي 2015 بناء على نتائج الربع الأخير من العام المنصرم، حيث شهد ذلك الربع انخفاض أسعار النفط بنسبة 40 في المائة، مما يعطي مؤشرات جيّدة لاستقراء النتائج المالية القادمة للشركات السعودية، بناء على مدى تأثر نتائجها في الربع الأخير من عام 2014 بتراجعات أسعار النفط.
وفي ظل هذه المستجدات، أعلنت بعض الشركات والبنوك السعودية، يوم أمس، عن نمو ملحوظ في أرباح الربع الأخير من العام 2014، وهي شركات لا علاقة مباشرة لها بتقلبات أسعار النفط، كشركة التعاونية للتأمين، والبنك العربي الوطني، وبعض شركات قطاع الإسمنت، مما يعطي مؤشرات على أن مراكز المستثمرين في السوق المالية السعودية قد تشهد تغيرات ملحوظة عقب الانتهاء من فترة الإعلان عن نتائج الربع الأخير من العام 2014.
وفي ضوء هذه التطورات، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية، يوم أمس الخميس، عند مستويات 8459 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار)، كما شهدت الجلسة تراجعا لأغلبية الأسهم، يتقدمها سهم «مصرف الراجحي» الأكبر وزنا في السوق، بأكثر من 5 في المائة عند 53.79 ريال (14.3 دولار)، بعد أن أعلن المصرف أمس عن نتائجه الفصلية للربع الرابع 2014، محققا أرباحا بقيمة 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار)، بنسبة انخفاض بلغت 2 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من العام 2013.
كما أغلقت يوم أمس، أسهم البنك «الأهلي التجاري» وشركة «معادن»، و«مصرف الإنماء» وشركة «موبايلي»، على تراجع بنسب تراوح بين 1 و3 في المائة، فيما تصدر سهم بنك «الجزيرة» تراجعات يوم أمس بنسبة 9 في المائة، بعد أن أعلن عن توصية مجلس إدارة البنك بزيادة رأس المال من خلال طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار).
وأمام هذا الأداء، عاكس اتجاه السوق يوم أمس سهم شركة «سابك» الذي ارتفع بنحو 2 في المائة، كما صعد سهم شركة «التعاونية للتأمين» بأكثر من 6 في المائة، عقب إعلان الشركة عن نتائجها المالية.
وتأتي هذه التطورات في وقت اقتربت السوق المالية السعودية من فتح أبوابها أمام المؤسسات المالية الأجنبية للشراء والبيع في أسهم شركاتها المدرجة، يأتي ذلك في وقت من المزمع فيه أن يجري فيه فتح المجال أمام المؤسسات المالية الأجنبية الراغبة في الدخول المباشر في سوق الأسهم السعودية خلال النصف الأول من العام الحالي.
وتعليقا على تداولات سوق الأسهم السعودية أمس، أكد الدكتور خالد اليحيى لـ«الشرق الأوسط»، أن مؤشر السوق من جانب التحليل الفني نجح في الحفاظ على مستويات 8450 نقطة، وقال: «الإغلاق فوق هذا الحاجز يمثل منعطفا مهما لتعاملات الأسبوع المقبل، لكن الأمر المؤثر خلال الأسبوع الجديد هو إعلانات الشركات عن نتائجها المالية للربع الأخير من 2014».
ولفت اليحيى خلال حديثه إلى أن نمو أرباح بعض البنوك، وشركات التأمين، والإسمنت، والاتصالات، ستفتح المجال أمام تغيير المستثمرين لمراكزهم المالية، مبينا أن هذا التغيير سيحدث بصورة ملحوظة في حال إعلان قطاع الصناعات البتروكيماوية عن نتائج مالية دون المستوى المطلوب، خصوصا إذا ما تأثرت بشكل مباشر بتراجعات أسعار النفط الحادة.
إلى ذلك، أكدت هيئة السوق المالية السعودية، منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، أن هناك جملة من الحقوق ضمنتها لائحة صناديق الاستثمار واللوائح التنفيذية الأخرى للمستثمرين في الصناديق الاستثمارية الموافق على طرح وحداتها من قبل الهيئة، وقالت: «في حال امتنع مدير الصندوق عن إعطاء المستثمرين أيا من هذه الحقوق التي نصت عليها لائحة صناديق الاستثمار أو اللوائح التنفيذية الأخرى، فبإمكانهم رفع شكوى لهيئة السوق المالية عن طريق موقعها الإلكتروني أو عن طريق الفاكس الموضح رقمه في موقعها، أو بتسليم الشكوى مباشرة إلى موظفي استقبال الشكاوى في مقر الهيئة».
وأصدرت هيئة السوق المالية في السعودية حينها، نشرة توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، تهدف إلى تعزيز الوعي الاستثماري والحقوقي للمستثمرين بصناديق الاستثمار، إذ جددت الهيئة من خلال هذه النشرة التأكيد على ضرورة قراءة الشروط والأحكام الخاصة بالصندوق قبل اتخاذ القرار الاستثماري بشراء وحدات أي صندوق استثمار، باعتبارها تمثل العقد بين المستثمر ومدير الصندوق وتوضح حقوق ومسؤوليات كلا الطرفين.
وتشمل حقوق المستثمرين في صناديق الاستثمار، الحصول على نسخة حديثة من شروط وأحكام الصندوق باللغة العربية دون مقابل، وتزويد المستثمر في الصندوق من قبل مدير الصندوق بتقرير كل 3 أشهر كحد أقصى، يحتوي على صافي قيمة أصول وحدات الصندوق وعدد الوحدات التي يمتلكها وصافي قيمتها، وسجل بجميع صفقات المشترك، بما في ذلك أي توزيعات مدفوعة لاحقة لآخر تقرير جرى تقديمه.
كما تتضمن الحقوق، بحسب هيئة السوق المالية السعودية، تزويد المستثمر من قبل مدير الصندوق بالقوائم المالية المراجعة للصندوق دون مقابل عند طلبها، وإشعاره من قبل المدير بأي تغيير جوهري في شروط وأحكام الصندوق، وإرسال ملخص بهذا التغيير قبل سريانه بـ60 يوما تقويميا على الأقل.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).