احتجاز قطب الإعلام المؤيد للديمقراطية في هونغ كونغ

جيمي لاي مكبل اليدين أمس لدى احتجازه بتهم الفساد (إ.ب.أ)
جيمي لاي مكبل اليدين أمس لدى احتجازه بتهم الفساد (إ.ب.أ)
TT

احتجاز قطب الإعلام المؤيد للديمقراطية في هونغ كونغ

جيمي لاي مكبل اليدين أمس لدى احتجازه بتهم الفساد (إ.ب.أ)
جيمي لاي مكبل اليدين أمس لدى احتجازه بتهم الفساد (إ.ب.أ)

أصدرت إحدى المحاكم الأمنية في هونغ كونغ أمس الخميس أمرا باحتجاز قطب الإعلام جيمي لاي، المؤيد للديمقراطية في إطار تحقيق بقضايا فساد، فيما تكثف السلطات ملاحقاتها لمعارضين لبكين في المستعمرة البريطانية السابقة. وجيمي لاي هو صاحب صحيفة «آبل ديلي» الداعمة للديمقراطية أيضا ومعروف دوليا بأنه منتقد صريح للصين. ومثل لاي أمام المحكمة إلى جانب شخصين بارزين من العاملين في الصحيفة هما رويستون شاو ووونغ واي - كيونغ لاتهامهم بالفساد. وتتعلق القضية بحسب الوثائق القضائية باستخدام مقر الجريدة لأسباب غير مذكورة في عقد تأجيرها. وكان قد تم إلقاء القبض على لاي في وقت متأخر من مساء الأربعاء بتهم احتيال مزعومة تتعلق بمداهمة مقر شركته «نيكست ديجيتال» في أغسطس (آب) الماضي، ومثل أمام محكمة خاصة للأمن القومي في هونغ كونغ صباح أمس الخميس. وقال جهاز الأمن الوطني التابع للشرطة في بيان له، إنه اتهم ثلاثة رجال بتهم الاحتيال مساء الأربعاء.
وكتب النائب البرلماني، إيدي تشو هوي ديك، في تغريدة له على موقع تويتر، إن «محكمة الأمن القومي رفضت صباح اليوم الإفراج عن جيمي لاي بكفالة... وأنه سيظل محتجزا حتى 16 من أبريل (نيسان) من العام المقبل، على أقل تقدير، حيث يواجه تهمة الاحتيال هو واثنين من كبار الموظفين». وأفادت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» بأن لاي ومديرين تنفيذيين اثنين من شركته الإعلامية «نيكست ديجيتال»، يواجهون تهما بالاحتيال وسلب الأموال من أعمال تجارية مملوكة للحكومة.
ويشار إلى أن لاي، 72 عاما، اعتقل في أغسطس (آب) الماضي بسبب خرقه قانون الأمن القومي الجديد في المدينة، الذي يعمل على إحكام قبضة بكين على المدينة. ودخل قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ، حيز التنفيذ في 30 من يونيو (حزيران) الماضي، عشية الذكرى 23 لتسليم المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين مجددا. ويستهدف القانون الداعين للانفصال والمنادين بالحقوق الديمقراطية والذين تتهمهم بكين بالتواطؤ مع القوى الأجنبية. وداهم مئات من عناصر الشرطة في أغسطس (آب) مبنى صحيفة لاي. وأوقف حينها العديد من المسؤولين في الصحيفة بينهم لاي، بشبهات «تآمر مع قوى أجنبية»، في إطار القانون الجديد الذي فرضته بكين. ولم توجه التهم حتى الساعة لأي أحد بموجب هذا القانون المثير للجدل، لكن التحقيقات متواصلة. ورفضت المحكمة الخميس طلب إفراج مشروط عن لاي، وحددت أبريل (نيسان) المقبل موعداً للجلسة المقبلة. ويعني ذلك أن لاي سوف يمضي الأشهر المقبلة خلف القضبان.
وتزيد بكين في الأشهر الأخيرة إحكام قبضتها على المستعمرة البريطانية السابقة التي تعيش منذ العام 2019 أزمة سياسية هي الأخطر منذ إعادتها لسيادة بكين العام 1997. وحكم الأربعاء على ثلاث شخصيات بارزة في الحراك الديمقراطي، بينهم جوشوا يونغ، بالسجن لعلاقتهم بتظاهرات عام 2019.
ويلاحق لاي أيضاً على خلفية دوره في الحراك في ملف منفصل عن الذي تمت دراسته الخميس.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».