تنظيم تعاقد العاملين في القطاع الخاص السعودي قريباً

تطبيق اللائحة الجديدة في مارس المقبل لتعزيز التنافسية

المبادرة تهدف في الأساس إلى تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل
المبادرة تهدف في الأساس إلى تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل
TT

تنظيم تعاقد العاملين في القطاع الخاص السعودي قريباً

المبادرة تهدف في الأساس إلى تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل
المبادرة تهدف في الأساس إلى تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل

أفصحت وزارة الموارد البشرية والتنمية السعودية عن قرب الإعلان عن اللائحة التنظيمية لمبادرة تحسين العلاقة التعاقدية للعاملين في منشآت القطاع الخاص، التي ستدخل حيز التنفيذ في مارس (آذار) المقبل، متوقعة إحداث نتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي من حيث مرونة سوق العمل وتطوره، والمساهمة في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» من حيث تنمية الكفاءات البشرية وتطوير بيئة العمل. وقال سطام الحربي، وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للتفتيش وتطوير بيئة العمل، إن المبادرة تتضمن 3 خدمات رئيسية، هي النقل الوظيفي، والخروج والعودة، والخروج النهائي، والتي تشمل العاملين الوافدين في منشآت القطاع الخاص ضمن ضوابط محددة تراعي حقوق طرفي العلاقة التعاقدية.
جاء ذلك في ورشة العمل التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة في لجنة الموارد البشرية وسوق العمل «من بعد» للتعريف بالمبادرة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مساء الاثنين، واستعرض خلالها المشاركون آليات تنفيذ الخدمات الثلاث وما يترتب عليها من آثار بالنسبة لأصحاب العمل، خصوصاً في الجانب المتعلق بدفع التعويضات.
وناقشت الورشة السماح بانتقال العامل، إضافة إلى الحاجة إلى وضع معايير لتحقيق مزيد من الضبط بالنسبة لخدمة تأشيرة الخروج والعودة، وحفظ أسرار المنشأة، مؤكدين أن المادة «83» من نظام العمل اهتمت بذلك، مع الإشارة إلى عدد العمالة التي يحق لها الانتقال وعلاقة ذلك بمدة العقد وآلية منح التأشيرات من الوزارة بديلاً للعمالة التي تترك المنشاة.
وقال الحربي إن المبادرة تأتي استكمالاً لجهود الوزارة السابقة لتطوير سوق العمل بما يتواكب مع ما تشهده السعودية من تطور اقتصادي، مؤكداً أن المبادرة تسعي لرفع جاذبية سوق العمل، ومبيناً أنه تمت الاستفادة من التجارب الدولية في إعداد المبادرة، إضافة إلى مناقشتها عبر لقاءات مختلفة مع أكثر من 700 صاحب عمل لأخذ مرئياتهم حولها.
وأكد وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للتفتيش وتطوير بيئة العمل أن المبادرة تهدف في الأساس إلى تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل، وذلك وفقاً لعقد العمل الموثق بينهما.
واستعرض الحربي آلية تطبيق وشروط الخدمات الثلاث التي تضمنتها المبادرة، مبيناً أنها تتيح خدمة التنقل الوظيفي للعامل الوافد والانتقال لعملٍ آخر عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل، كما تحدد المبادرة آليات الانتقال خلال سريان العقد شريطة الالتزام بفترة الإشعار والضوابط المحددة.
وأضاف الحربي: «خدمة الخروج والعودة تسمح للعامل الوافد بالسفر خارج السعودية وذلك عند تقديم الطلب مع إشعار صاحب العمل إلكترونياً، فيما تُمكن خدمة الخروج النهائي العامل الوافد من المغادرة خلال سريان عقد العمل أو بعد انتهائه مباشرة، إضافة إلى إمكانية مغادرة البلاد مع تحمل العامل جميع ما يترتب من تبعات فسخ العقد».
من جهته، أوضح المهندس هاني المعجل، وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لسياسات العمل، أن المبادرة تهدف لرفع تنافسية سوق العمل، مشيداً بالتعاون بين الوزارة والقطاع الخاص لتحقيق هذه الأهداف، وموضحاً في الوقت نفسه أن الوزارة أطلقت كثيراً من المبادرات لتطوير سوق العمل.
وقال إن «مراجعات ستجرى على نظام العمل، حيث سيتم عقد لقاءات مع أصحاب المنشآت لمعرفة مرئياتهم»، مضيفاً أن «المبادرة أعدت بعد عقد كثير من اللقاءات مع القطاع الخاص، واستناداً إلى دراسات وأبحاث شملت أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال».
وفي هذا السياق، قال المهندس منصور الشثري، رئيس لجنة الموارد البشرية وسوق العمل بغرفة الرياض، لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون القطاع الخاص حريصاً على تطوير بيئة العمل لديه ليتمكن من استقطاب واستقرار العمالة الماهرة، والتي لديها خبرات كبيرة، وستؤدي المبادرة إلى تحسين مستويات الأجور، حيث ستؤدي هذه العوامل إلى دفع عملية التوطين بتمكين العامل السعودي من المنافسة العادلة في سوق العمل، كما ستؤدي إلى رفع الإنتاجية عبر الاعتماد على العمالة الماهرة والمكننة بشكل يؤدي إلى ترشيد استخدام العمالة غير الماهرة منخفضة الأجور».


مقالات ذات صلة

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

الاقتصاد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي أن ما حققته المملكة بمحطات إنتاج المياه المحلاة خلال 8 أعوام يعادل ما تم تحقيقه في 4 عقود ماضية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخريف: نتوقع إصدار 1100 رخصة صناعية في السعودية بنهاية 2024

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، إنه خلال العام الحالي، من المتوقع أن يتم إصدار 1100 رخصة صناعية، فيما دخل 900 مصنع حيز الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط) play-circle 01:31

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية عام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي على المشروعات التنموية وفق الاستراتيجيات القطاعية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الوزيران الجدعان والإبراهيم في جلسة حوارية ضمن ملتقى «ميزانية 2025» (واس) play-circle 00:28

الجدعان في ملتقى الميزانية: «رؤية 2030» هدفت إلى المحافظة على مالية مستدامة

قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن النمو المستدام يعتمد على مالية مستدامة، وإن «رؤية 2030» هدفت إلى المحافظة على مالية عامة مستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
TT

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تراجعت ثقة المستهلك الفرنسي في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر؛ إذ عبّرت الأسر عن قلقها إزاء آفاق الاقتصاد وسوق العمل، في ظل اقتراب أزمة سياسية، وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.

وأظهرت البيانات أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض إلى 90 نقطة، مقارنة بـ93 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يقل كثيراً عن المتوسط طويل الأجل، البالغ 100 نقطة، وأدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران)، عندما شهدت المعنويات تراجعاً بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عن انتخابات تشريعية مبكرة.

وكان خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا أن تصل ثقة الأسر في نوفمبر إلى 93 نقطة.

وفي سياق متصل، شدد حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف من تهديداته بدعم اقتراح حجب الثقة للإطاحة بالحكومة الفرنسية التي يقودها ائتلاف الأقلية، في حال لم تُنفذ مطالبه في النسخة النهائية لمشروع قانون الموازنة الجاري مناقشته في البرلمان.

وقد أحدثت هذه الأزمة السياسية اضطراباً في الأسواق المالية، ما دفع بتكلفة المخاطر على السندات الفرنسية إلى الارتفاع.

وأشار الاستطلاع إلى أن قلق المستهلكين بشأن الوضع الاقتصادي العام بلغ مستويات لم تشهدها البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما كانت الأسر لا تزال تعاني تأثيرات صدمة التضخم.

وارتفعت مخاوف البطالة أيضاً إلى أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2021، عندما ضربت جائحة «كورونا» ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا.

على صعيد آخر، هبطت الأسهم الفرنسية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 3 أشهر، الأربعاء، تحت ضغط مخاوف المستثمرين بشأن الحكومة الجديدة وموازنتها المقبلة، في حين أبقت المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على السيارات الأوروبية أسهم القطاع تحت الضغط.

وانخفض المؤشر القياسي الفرنسي بأكثر من 1 في المائة، ما يجعله من بين الأسوأ أداءً في المنطقة. وهبطت أسهم البنوك الكبرى مثل «بي إن بي باريبا» و«سوسيتيه جنرال» و«كريدي أغريكول» بنسب تتراوح بين 2 و3.4 في المائة.

كما تعرّضت السندات الفرنسية لضغوط، ما دفع علاوة الاقتراض طويلة الأجل التي يتعيّن على الحكومة دفعها إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012.

وفي تحليلها، كتبت شركة «دي دبليو إس» لإدارة الأصول: «من المتوقع أن تستمر المخاطر العالية المحيطة بالموازنة الفرنسية لعام 2025 خلال الأسابيع المقبلة».