بعد أن كانت نسبة مصابي «كورونا» منخفضة بشكل لافت استدعى إجراء بحوث علمية خاصة، وبلغت في بداية انتشار الفيروس 5 في المائة فقط، قفز عدد الإصابات به بين المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48)، إلى 50 في المائة. وقد فُرض الإغلاق على عشرات البلدات العربية، وبدأ طاقم قيادة الكفاح ضد الفيروس يدرس إجراءات مشددة أكثر، بينها منع السفر إلى تركيا، وفرض منع تجول في أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
وقال الدكتور أيمن سيف، الذي يقود «دائرة مكافحة (كورونا)» في الحكومة الإسرائيلية، إن «العرب في إسرائيل، الذين يمثلون 19 في المائة من السكان كانوا ملتزمين بتعليمات وزارة الصحة أكثر من أي شريحة اجتماعية أخرى، ومع بداية انتشار الفيروس لم تتعد النسبة لديهم 5 في المائة من المصابين. وقد أثارت هذه الحقيقة الإعجاب والتقدير، وبدأ البعض يستقدم أبحاثاً علمية لتفسير هذا الاختلاف. ولكن مع قدوم الصيف وانطلاق الأعراس الجماعية، التي خُرق فيها الالتزام، وكذلك الرحلات إلى الخارج لدول مصنفة (حمراء)، خصوصاً إلى تركيا، فلتت الأمور. ورأينا أن نسبة المصابين تقفز من مرتفع إلى آخر».
وحذر «معهد وايزمان للعلوم» بأن عدد فحوصات «كورونا» لليهود يزيد على الذي لدى العرب بـ50 في المائة، «وهذا يعني أن الوضع في الواقع عند العرب قد يكون أسوأ». وأكد أنه «في حين تسفر الفحوصات عن إصابة واحد في المائة ممن يفحصون من اليهود، تبلغ نسبة المصابين بين المفحوصين عند العرب 6.5 في المائة. وعليه؛ فإن الأمر يتطلب جهداً جماعياً لتقليص الإصابات».
وقال منسق طاقم مكافحة «كورونا» القطري في الحكومة، البروفسور نحمان أش، أمس (الأربعاء)، إن «إسرائيل كلها تعدّ دولة منكوبة بـ(كورونا)، وأحد الأسباب لذلك هو عدم الالتزام، وشعور الجمهور بأن عهد (كورونا) قد ولّى، مع اكتشاف اللقاحات». وحذر: «هذا الشعور نابع من تقييمات غير صحيحة. فاللقاح سيصل إلى الناس بعد شهور طويلة قد تتعدى السنة. وحتى نصل إلى ذلك، فنحن نعيش في حالة طوارئ. حيثما نلتزم، تنخفض النسبة، وحيثما نتصرف باستخفاف ترتفع النسبة».
وحذر «مركز المعلومات والخبرات» التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، من الركون الزائد إلى اللقاحات التي تُجرب. وقال: «خبراء وزعماء في العالم يحذرون من انتشار للفيروس قد يحدث بسبب إزالة القيود وعدم مبالاة الجمهور، على خلفية التقدم في تطوير لقاحات (كورونا) بوصفه سبباً لإزالة القيود بسرعة وتراجع الحرص على الالتزام بتدابير الوقاية الشخصية، وهذا سيقود إلى موجة أخرى لانتشار الفيروس أو لتمديد الإغلاقات الحالية لأشهر أخرى».
يذكر أن معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، أفادت بتسجيل 1182 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في إسرائيل في اليوم، وبلغ عدد حالات الإصابة النشطة بالفيروس في البلاد 11.072، وهو الرقم الأعلى منذ 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويوجد بين المصابين 266 مريضاً في حالة خطيرة، يستعين منهم 94 شخصاً بأجهزة تنفس صناعي، وهناك 67 شخصاً في حالة متوسطة، في حين تظهر على بقية المصابين أعراض خفيفة أو لا تظهر أعراض. وبهذا يكون ارتفع عدد إصابات «كورونا» منذ بداية الجائحة إلى 338.591. وظلت حصيلة الوفيات، أمس، ثابتة عند 2877؛ حيث لم تسجل أي حالة وفاة ليلاً. ووصلت الفحوصات إلى أعلى مستوياتها هذا الأسبوع بعد إجراء 64.071 فحص؛ أظهرت 1.9 في المائة منها نتائج إيجابية، بانخفاض طفيف عن الأيام الأخيرة.
نصف المصابين بالفيروس في إسرائيل عرب
بسبب الأعراس والجنازات والسفر إلى تركيا
نصف المصابين بالفيروس في إسرائيل عرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة