الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتحقيق في إصابة أطفال بجروح خطيرة

اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم الأمعري في الضفة أكتوبر الماضي (وفا)
اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم الأمعري في الضفة أكتوبر الماضي (وفا)
TT

الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتحقيق في إصابة أطفال بجروح خطيرة

اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم الأمعري في الضفة أكتوبر الماضي (وفا)
اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم الأمعري في الضفة أكتوبر الماضي (وفا)

دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إسرائيل إلى التحقيق بشكل فوري وشفاف ومستقل في جميع حالات استخدام قواتها، التي أدت إلى القتل أو الإصابة، خصوصاً الأطفال، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقال المكتب في بيان له، الأربعاء، أنه «وفقاً للقانون الدولي، فإن استخدام القوة المميتة مسموح به فقط كملاذ أخير رداً على تهديد الحياة أو التعرض لإصابة خطيرة»، مضيفاً أن «إلقاء الحجارة كما يبدو لا يشكل مثل هذا التهديد. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام القوة يجب أن يتم بطريقة تسبب أقل ضرر ممكن».
وتابع: «إن إطلاق النار على الرأس أو الجزء العلوي من الجسم، لا يبدو متوافقاً مع هذه المتطلبات، حيث يتمتع الأطفال بحماية خاصة بموجب القانون الدولي ويجب حمايتهم من العنف في جميع الأوقات، ولا ينبغي تعريضهم لخطر العنف أو تشجيعهم على المشاركة فيه».
وأشار البيان إلى أن «قوات الأمن الإسرائيلية أصابت أربعة أطفال على الأقل بجروح خطيرة بالذخيرة الحية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط في حوادث منفصلة في الضفة الغربية خلال الأسبوعين المنصرمين، حيث نتجت جميع هذه الحالات عن استخدام القوة المميتة المحتملة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية في ظروف تشير فيها المعلومات المتاحة إلى أن الأطفال لم يشكلوا تهديداً على الحياة ولم يعرضوا الجنود أو أي شخص آخر لإصابات خطيرة، وبذلك فإنه يبدو أن القوة المستخدمة لم تكن متوافقة مع القانون الدولي».
وذكر البيان عدة حالات وقال إنه «في التاسع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية الذخيرة الحية على صدر فتى يبلغ من العمر ستة عشر عاماً في مدينة البيرة.
وحسب ما ورد، فإن قوات الأمن الإسرائيلية كانت ترد على إلقاء الحجارة واستخدمت الرصاص الحي دون سابق إنذار، حيث يرقد الفتى في العناية المكثفة.
وفي الثامن والعشرين من الشهر ذاته، أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية الذخيرة الحية على صدر فتى آخر يبلغ من العمر ستة عشر عاماً في سلواد. الفتى كان يحاول عبور الشارع بينما كانت قوات الأمن الإسرائيلية ترد على إلقاء الحجارة.
ورغم محاولته إعلام الجنود بنيته، فإنه تم إطلاق النار عليه، وهو يرقد في العناية المكثفة، أما الإصابة الثالثة فوقعت في السابع والعشرين من نوفمبر أيضاً، وخلال احتجاجات في كفر قدوم، أصابت قوات الأمن الإسرائيلية فتى يبلغ من العمر ستة عشر عاماً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط برأسه، حيث سقط الفتى بعد إصابته وأدخل المشفى مع كسر في الجمجمة والإصابة الرابعة في السابع عشر من الشهر ذاته، حيث فقد فتى يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً عينه اليمنى عندما كان في طريق عودته من المدرسة، بعد أن أصابته ذخيرة مرتدة في مخيم قلنديا للاجئين.
ورغم وقوع مواجهات في المكان بين قوات الأمن الإسرائيلية وسكان المخيم، فلا تشير أي من المعلومات المتاحة على أن الفتى كان يشكل تهديداً لأي أحد لحظة إطلاق النار عليه».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».