مصدر عسكري ليبي: تبادل الأسرى خلال أيام

TT

مصدر عسكري ليبي: تبادل الأسرى خلال أيام

قال اللواء فرج الصوصاع، عضو وفد «الجيش الوطني» باللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، إن العمل يجري الآن لحصر الأسرى من العناصر الذين تم القبض عليهم خلال العمليات العسكرية ضد قوات حكومة «الوفاق»؛ تمهيداً لتبادلهم خلال الأيام القليلة المقبلة، بمساعدة إيجابية من بعض حكماء القبائل الليبية، ومنظمتي «الصليب الأحمر الدولي» و«الهلال الأحمر الليبي».
ورغم تركز عمله ورفقائه على الشؤون العسكرية البحتة، فإن «المشكلات المعيشية التي يعانيها المواطن الليبي لا تغيب عن جدول أعمالهم»، كما يشير الصوصاع في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن هناك اتصالات للإسراع في تنفيذ مخرجات اجتماعات (5+5) الأخيرة، لمعالجة كثير من القضايا الإنسانية التي ترتبت على الصراع العسكري بالسنوات الماضية، وفي مقدمتها الأسرى.
واستبعد الصوصاع، وهو المدعي العام العسكري بالقيادة العامة للجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أن تتضمن عملية التبادل «العناصر الإرهابية الموجودة بقبضة الجيش الوطني»، موضحاً: «الإرهابيون من العناصر المحلية أو الأجنبية موجودون بالسجون العسكرية، ويخضعون للتحقيقات والمحاكمات العسكرية، ولا نقاش حول تسليمهم. وهذا متفق عليه مع بقية الزملاء العسكريين باللجنة، فهؤلاء ارتكبوا العديد من الجرائم الموثقة التي طالت أبناء الشعب الليبي».
وأضاف: «مع ذلك نوفر لهم كامل الحقوق، من محامين للدفاع عنهم، وإمكانية الطعن أمام المحكمة العسكرية العليا، وحق الزيارة». واستدرك: «بالطبع، العناصر المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية من المنتمين لـ(داعش) و(القاعدة) و(أنصار الشريعة)، وغيرهم، لا يمكن الإفصاح عن أعدادهم أو جنسياتهم».
وحول التأخير في عملية فتح الطريق الساحلي وإعادة قوات الطرفين إلى وحداتها، قال الصوصاع: «نحن بالجيش الوطني مستعدون؛ لكننا ننتظر رد بقية الزملاء، فالأمر يتطلب وقتاً بالنسبة لهم، لوجود ميليشيات مسلحة في مناطقهم ترفض اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع برعاية أممية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبالطبع تلك الميليشيات مدعومة من أطراف أخرى إقليمية ودولية تتعارض مصالحها مع هذا الاتفاق الوطني؛ لكننا جميعاً من أعضاء اللجنة العسكرية عازمون على المضي قدماً مهما كانت الصعاب، وننتظر مساعدة الدول الراعية لمؤتمر برلين، كما نتطلع لمساعدتهم في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادنا». وأوصت اللجنة العسكرية المشتركة في اجتماعاتها الأخيرة بمدينتي غدامس وسرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتشكيل لجنة عسكرية فرعية للإشراف على عودة القوات لمقراتها، وإخلاء الطريق الساحلي (مصراتة بوقرين إلى بو نجيم الجفرة، ومن مصراتة سرت إلى المناطق الشرقية)، على أن تتولى تأمين هذه الطرق وحدات شرطية مشتركة من الطرفين.
وقلل العسكري البارز من مخاوف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، رغم استمرار تبادل الاتهامات بين الجيش الوطني وقوات «الوفاق» بالتحشيد العسكري، موضحاً: «هناك التزام كامل من قبلنا بالجيش الوطني ببنود الاتفاق؛ لكن هناك على الجانب الآخر - كما قلت سابقاً - تهديدات من بعض الميليشيات المسلحة التابعة لأطراف خارجية تتعارض مصالحها مع توافق الفرقاء الليبيين».
وأضاف: «بالطبع نحن نثق في قدرة زملائنا العسكريين بقوات (الوفاق) في السيطرة على تلك المجموعات المنفلتة، والحيلولة دون إقدامها على أي عمل قد يفجر المشهد الراهن برمته؛ لكن إلى جوار هذه الثقة، وتحسباً لأسوأ السيناريوهات، فإننا كقيادة عامة للجيش الوطني رأينا أن هذا لا يتعارض مع أن تكون قواتنا دائماً على أهبة الاستعداد».
وأشار في هذا الصدد للمناورات العسكرية التي أجراءها الجيش الوطني مؤخراً، موضحاً: «نحن جيش نظامي، ومن الضروري أن يكون لديه استعداد للدفاع في مواجهة أي تهديد، كما أن القيادة العامة لديها هدف أساسي، وهو استكمال بناء الجيش بما يتوافق والقدرة على تأمين بلد مساحته كبيرة، وله حدود صحراوية وبحرية واسعة الامتداد والعمق، ومستهدف من جماعات إرهابية وعصابات جريمة دولية».
وفيما يتعلق بتقييمه لملف الإرهاب في مناطق سيطرة الجيش الوطني (الشرق والجنوب الليبي)، أجاب: «الأمور تحت السيطرة... بالأساس الشعب متضامن مع الجيش بدرجة كبيرة جداً». ونفى الصوصاع ما يتردد عن وجود سجون سرية تابعة للشرطة والمخابرات العسكرية بالجيش الوطني، فضلاً عن سوء معاملة وتدهور الأوضاع الصحية للنزلاء بالسجون العسكرية، قائلاً: «لا توجد سجون سرية. السجون العسكرية تحت إشراف النيابة العسكرية. وأوضاع النزلاء داخلها جيدة، وهناك منظمات حقوقية تتفقد أوضاعهم... وخلال العام الحالي أفرجنا عن 250 سجيناً على ثلاث دفعات، بعد ثبوت عدم ارتكابهم جرائم إرهابية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.