السعودية تعتمد شهادة المطابقة الدولية لتوحيد إجراءات فحص السلع في المنافذ

تهدف إلى مكافحة الغش التجاري وحل مشكلة تأخر فسح البضائع

عامل يقوم بتفريغ حمولة على رصيف ميناء جدة الإسلامي (تصوير: عبد الله بازهير)
عامل يقوم بتفريغ حمولة على رصيف ميناء جدة الإسلامي (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

السعودية تعتمد شهادة المطابقة الدولية لتوحيد إجراءات فحص السلع في المنافذ

عامل يقوم بتفريغ حمولة على رصيف ميناء جدة الإسلامي (تصوير: عبد الله بازهير)
عامل يقوم بتفريغ حمولة على رصيف ميناء جدة الإسلامي (تصوير: عبد الله بازهير)

كشف مسؤول في الغرفة التجارية الصناعية في السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن اتفاق مبدئي أقرته ثلاث جهات حكومية في البلاد لتوحيد إجراءاتها في الموانئ والمنافذ الجوية والبرية، من خلال الاعتراف بشهادات المطابقة المعتمدة من منظمات دولية؛ بهدف تسريع الإجراءات وحل مشكلة تأخير فسح البضائع التي تواجه الموردين.
وقالت نشوى طاهر رئيس اللجنة التجارية في غرفة جدة إن الغرفة بحثت مشكلات الموردين في الموانئ مع الجهات الحكومية المسؤولة عن إجراءات الكشف والمعاينة للبضائع، ومن بينها مشكلات التأخير في عمليات الفسح وخروج البضائع في الوقت الذي لا يعرضهم إلى خسائر، وهو الأمر الذي يتطلب تطوير آليات التعاون بين الجهات الحكومية، مشيرة إلى أن الغرفة ستدخل طرفا مساندا في الاعتراف بشهادات المطابقة، بالتعاون مع تلك الجهات بهدف مساعدة القطاع التجاري.
وأوضحت أن أعضاء الغرفة بحثوا التحديات التي تواجههم في فسح السلع مع الدكتور سعد القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة إلى جانب ممثلين من وزارة التجارة والجمارك السعودية، وجرى خلال اللقاء التعريف ببرنامج الاعتراف وإجراءات إصدار شهادات المطابقة، بالإضافة إلى شرح إجراءات الجمارك في فسح السلع والتعريف بإجراءات وزارة التجارة والصناعة في فسح السلع.
من جانبه قال مازن بترجي نائب رئيس غرفة جدة، إن السعودية تشهد على مستوى الغرف السعودية تضافر الجهود مع قطاع حكومي أوكلت إليه المرجعية في أن نكون جهازا متميزا في كل مجالات التقييس والجودة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، في إطار الرسالة التي يحملها المتمثلة في حماية المستهلك وضمان المصلحة العامة من خلال إصدار المواصفات القياسية ونظم الجودة وتطبيقها.
وأضاف أن اللقاء يهدف إلى الحد من تداول السلع المغشوشة وغير المطابقة من خلال تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص؛ من أجل تفعيل برامج الاعتراف وتأثيرها الفعال في حماية المستهلك والسوق المحلية من المنتجات غير المطابقة للمواصفات والحد من المقلدة والمغشوشة والرديئة الجودة.
وأشار إلى أن اللقاء استعرض العوائق الفنية للتجارة والتأخير في إجراءات الفسح وما يتبعها من تكاليف زائدة سواء للمصدر والمستورد، بحيث يضمن تسريع عملية قبول وفسح المنتج بناء على اختباره في بلد المنشأ عن طريق الجهات المعترف بها، وذلك من خلال التوعية وإرشاد المستوردين إلى إجراءات الحصول على شهادة المطابقة للمنتجات، وتوحيد مفهوم التطبيق للبرنامج بين الجهات ذات العلاقة وهي الجهات الحكومية وشركات المطابقة.
وأوضح أن قطاع الأعمال يتطلع إلى أن تسهم هذه اللقاءات تطبيق آليات وأهداف وبرامج من قبل الجمارك فيما يتصل بالإجراءات المتبعة لفسح السلع، وكذلك الحصول على دعم هيئة المواصفات والمقاييس في اعتماد المواصفات القياسية السعودية للسلع والمنتجات والخدمات وأجهزة القياس والمعايرة وتحديد أساليب أخذ العينات، وطرق الاختبار والتفتيش الفني وأنظمة الجودة. يذكر أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس تشهد خطوات تطوير مختبراتها وسواعدها الفنية، والارتقاء بأنشطة الجودة والقياس والمعايرة.



تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
TT

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة، بمقدار يبلغ نحو ربع المبلغ الحالي، وذلك نتيجة للتأثيرات المترتبة على السياسات التي توعد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وفقاً لما أشار إليه «معهد التمويل الدولي» يوم الأربعاء.

وأوضح «المعهد» أن التهديدات بفرض التعريفات الجمركية، وقوة الدولار الأميركي، والتباطؤ في خفض أسعار الفائدة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، بدأت بالفعل تؤثر على خطط المستثمرين في الأسواق العالمية، وفق «رويترز».

وفي تقريره نصف السنوي، قال «معهد التمويل الدولي»: «لقد أصبحت البيئة المحيطة بتدفقات رأس المال أكثر تحدياً، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية».

وأشار التقرير إلى أن هذا التحول يؤثر بشكل أكبر على الصين، بينما من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة خارج الصين تدفقاً «قوياً» للاستثمارات في السندات والأسهم، مدعوماً بشكل خاص من الاقتصادات الغنية بالموارد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد شهدت الصين في عام 2024 بالفعل أول تدفق خارجي للاستثمار المباشر الأجنبي منذ عقود، ومن المتوقع أن تتحول التدفقات الإجمالية للأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم إلى سلبية، حيث يُتوقع أن يصل حجم الخروج إلى 25 مليار دولار في عام 2025.

وأكد «المعهد» أن هذا التباين يُبرز مرونة الأسواق الناشئة غير الصينية، التي تُدعم بتحسن المشاعر تجاه المخاطر، وتحولات هيكلية مثل تنويع سلاسل الإمداد، والطلب القوي على الديون بالعملات المحلية.

وتوقع «معهد التمويل الدولي» أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.7 في المائة عام 2025، مقارنة بـ2.9 في المائة هذا العام، في حين يُتوقع أن تنمو الأسواق الناشئة بنسبة 3.8 في المائة.

ومع ذلك، فإن التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة من المتوقع أن تنخفض إلى 716 مليار دولار في عام 2025، من 944 مليار دولار هذا العام، ويرجع ذلك أساساً إلى الانخفاض الحاد في التدفقات إلى الصين.

وحذر «المعهد» بأن السيناريو الأساسي في تقريره يفترض تنفيذ التعريفات الجمركية بشكل انتقائي فقط. ومع ذلك، فإذا نُفذت التهديدات بفرض تعريفة بنسبة 60 في المائة على الصين و10 في المائة على بقية العالم، فإن الوضع سيتدهور بشكل كبير.

وأضاف «المعهد»: «تنفيذ التعريفات بشكل أسرع وأقوى من قبل الولايات المتحدة قد يفاقم المخاطر السلبية، مما يعزز الاضطرابات في التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، ويضع مزيداً من الضغط على تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة».