المدافع عن نظرية «مناعة القطيع» يستقيل من البيت الأبيض

«الغذاء والدواء» الأميركية تدرس طرح لقاح «موديرنا» للعامة خلال 3 أسابيع

سكوت أطلس يستقيل من البيت الأبيض (إ.ب.أ)
سكوت أطلس يستقيل من البيت الأبيض (إ.ب.أ)
TT

المدافع عن نظرية «مناعة القطيع» يستقيل من البيت الأبيض

سكوت أطلس يستقيل من البيت الأبيض (إ.ب.أ)
سكوت أطلس يستقيل من البيت الأبيض (إ.ب.أ)

أثارت استقالة الدكتور سكوت أطلس، اختصاصي الأشعة السابق بجامعة ستانفورد، من مهام لجنة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا في البيت الأبيض أول من أمس (الاثنين)، تساؤلات كثيرة وهو الذي كان يدافع عن نظريات مثيرة للجدل بشأن فيروس كورونا، ومن بين تلك النظريات التي دافع عنها واقترحها للرئيس ترمب «مناعة القطيع».
ولم تكن هذه الخطوة متوقعة تمامًا خلال الفترة الحالية، إذ بدت تنتشر الأقاويل والتفسيرات بوجود خلاف بين أعضاء اللجنة العلمية في البيت الأبيض. وانضم أطلس إلى البيت الأبيض في أغسطس (آب) الماضي، مستشاراً لدى لجنة الطوارئ الخاصة بفيروس كورونا لفترة محدودة، بعد أن لفت انتباه الرئيس ترمب بظهوره المتكرر على قناة «فوكس نيوز» خلال الصيف.
وداخل الإدارة، اشتبك أطلس بشكل خاص مع الدكتور أنتوني فاوتشي اختصاصي الأمراض المعدية الأعلى في الحكومة، والدكتورة ديبورا بيركس منسقة الاستجابة لفيروس كورونا، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» التي ناشدت حكام الولايات ومسؤولي الصحة العامة في الولايات التي تضررت بشدة أن يتخذوا خطوات أكثر صرامة. وبعد الانتخابات، اتهم أطلس فاوتشي بأنه «حيوان سياسي» غير تقييمه لخطر الوباء بعد أن أصبح واضحًا أن الرئيس ترمب قد خسر، وأجاب فاوتشي: «لا أريد أن أقول أي شيء ضد أطلس الشخص، لكنني لا أتفق تماماً مع الموقف الذي يتخذه».
وكتب أطلس، في رسالة نشرها ليل الاثنين على حسابه في «تويتر»: «لقد عملت بجد مع تركيز فردي لإنقاذ الأرواح ومساعدة الأميركيين خلال هذا الوباء، واعتمدت دائمًا على أحدث العلوم والأدلة، دون الأخذ بالاعتبارات السياسية أو التأثير السياسي»، وهو ما أثار الآراء حول وجود خلاف داخلي بين العلماء وأعضاء لجنة الطوارئ في البيت الأبيض.
ولطالما تحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن معارضة بعض زملاء أطلس في إدارة ترمب لتقييماته، إذ جادل أطلس على سبيل المثال بأن ارتداء الأقنعة غير مؤكدة حمايته من الإصابة بالفيروس، وأن الأطفال لا يمكنهم نشر فيروس كورونا، والأكثر إثارة للجدل كانت رؤيته الليبرتارية لدور الحكومة في الوباء، فمن وجهة نظره، لم تكن مهمة الحكومة القضاء على الفيروس، ولكن ببساطة حماية مواطنيها الأكثر ضعفاً من الإصابة به.
ونقلت بعض وسائل الإعلام بعض الحجج الدي اقترحها، من أن معظم المصابين بفيروس كورونا لن يصابوا بأمراض خطيرة، وفي مرحلة ما سيكون لدى عدد كافٍ من الناس أجسام مضادة ضد مرض «كوفيد-19»، وهو ما يسمى «مناعة القطيع» التي أثارت سخطاً وجدلاً كبيراً في فترة الصيف الماضي، مما دفع البيت الأبيض إلى إنكار التعامل بها. كما شجب الدكتور أطلس الإغلاق الكامل للحكومة والمحلات، أو التوقف عن الأعمال.
لكن في خطاب استقالته، والتغريدة المصاحبة له، دافع أطلس عن نفسه، وكتب قائلاً: «لقد حددنا أيضًا وأظهرنا في وقت مبكر أضرار عمليات الإغلاق المطولة، بما في ذلك أنها تؤدي إلى خسائر صحية جسدية هائلة، وضيقاً نفسياً، وتدمر العائلات وتضر بأطفالنا، كما أن الخطر منخفض نسبياً على الأطفال من الإصابة بأضرار جسيمة من العدوى، ووجود حماية مناعية تتجاوز ما أظهره اختبار الأجسام المضادة، والأضرار الجسيمة من إغلاق المدارس».
وعلى صعيد آخر، أعلنت شركة الأدوية «موديرنا» الأميركية عن نتائج مشجعة للغاية، قائلة إن البيانات الكاملة من دراسة كبيرة تظهر أن لقاح فيروس كورونا الخاص بها فعال بنسبة 94.1 في المائة، وهو اكتشاف يؤكد التقديرات السابقة، مشيرة إلى أنها تقدمت يوم الاثنين (أول من أمس) بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء للسماح باستخدام اللقاح في حالات الطوارئ، وأنه في حالة الموافقة يمكن أن تبدأ الحقن للأميركيين في وقت مبكر من 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وتصل الأخبار المفعمة بالأمل في لحظة قاتمة بشكل خاص في الأزمة الصحية الأميركية، إذ ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا، وأغرقت المستشفيات في بعض المناطق، كما حذر مسؤولو الصحة من أن الأرقام قد تزداد سوءاً في الأسابيع المقبلة بسبب السفر والتجمعات في عيد الشكر وإجازة الكريسماس (عيد الميلاد) ورأس السنة.
وتظهر البيانات الجديدة من «موديرنا» أن دراستها التي أجريت على 30 ألف شخص قد استوفت المعايير العلمية اللازمة لتحديد ما إذا كان اللقاح يعمل أم لا. وتتطابق النتائج المستخلصة من المجموعة الكاملة من البيانات مع تحليل البيانات المؤقتة الصادرة في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) التي وجدت أن اللقاح فعال بنسبة 94.5 في المائة.
وأظهرت الدراسة أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 100 في المائة في الوقاية من الإصابة بأمراض خطيرة بسبب فيروس كورونا، وتم تطوير المنتج بالتعاون مع باحثين حكوميين من مركز أبحاث اللقاحات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهو ما أكده ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لشركة «موديرنا»، في مقابلة تلفزيونية أمس، قائلاً إن الشركة «تسير على الطريق الصحيح لإنتاج 20 مليون جرعة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول)، ومن 500 مليون إلى مليار في عام 2021»، موضحاً أن كل شخص يحتاج إلى جرعتين، لذا فإن 20 مليون جرعة ستكون كافية لعشرة ملايين شخص.
وبدوره، قال اللفتنانت جنرال بول أوستروسكي، مدير التوريد والإنتاج والتوزيع في عملية «التشافي السريع»، المعروفة بالإنجليزية بـ«Warp Speed»، خلال لقاء تلفزيوني أمس، إن الأميركيين الراغبين بالحصول على لقاح فيروس كورونا في يونيو (حزيران) المقبل سيحصلون عليه بنسبة 100 في المائة، مؤكداً: «سيكون لدينا أكثر من 300 مليون جرعة متاحة للجمهور الأميركي قبل ذلك بوقت طويل».
وأعطت الأخبار الأخيرة العالم بصيصاً من الأمل حول نسب نجاح وفاعلية اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد-19». كما أن معدلات الفاعلية الملحوظة للقاحات من التجارب السريرية للمرحلة الثالثة تضعها في مجموعة اللقاحات الأكثر قيمة المستخدمة اليوم، وتعني أن الوباء سيتم ترويضه بسرعة عندما يتلقى عدد كافٍ من الناس هذه اللقاحات.
ومع ذلك، يجادل بعضهم بالسؤال عما إذا كانت هذه النتيجة المثيرة للإعجاب مؤكدة أم لا، بالنظر إلى حجم العينات المشاركة في أخذ اللقاح خلال الفترة الدراسية للتأكد من قياس مدى قوة النتائج، ومعدل فاعلية اللقاح عند إعطائه لملايين أو مليارات الأشخاص، بناءً على نتائج تجربة المرحلة الثالثة.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.