الحياة في لبنان «شبه عادية» بعد تخفيف القيود

المدارس تفتح أبوابها مع مراعاة الإجراءات الوقائية

الالتزام بارتداء الكمامات في بيروت أمس حتى بعد تخفيف القيود (رويترز)
الالتزام بارتداء الكمامات في بيروت أمس حتى بعد تخفيف القيود (رويترز)
TT

الحياة في لبنان «شبه عادية» بعد تخفيف القيود

الالتزام بارتداء الكمامات في بيروت أمس حتى بعد تخفيف القيود (رويترز)
الالتزام بارتداء الكمامات في بيروت أمس حتى بعد تخفيف القيود (رويترز)

عادت الحياة أمس في لبنان إلى شبه طبيعتها بعد إعادة فتح البلاد ورفع قرار الإقفال التام الذي دام أسبوعين، وذلك رغم استمرار عداد كورونا اليومي بتسجيل أرقام مرتفعة للإصابات، إذ لا تزال نسبة الفحوصات الإيجابيّة تتجاوز الـ15 في المائة من نسبة مجمل الفحوصات.
وفي هذا الإطار، قدّر مدير مستشفى بيروت الحكومي الجامعي فراس أبيض أن 1.5 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً في لبنان مصابون حالياً بالعدوى، لافتاً في تغريدة له على «تويتر» إلى أنّه في أي لقاء جماعي مكون من 50 فرداً أو ما فوق، هناك احتمال يتعدى 50 في المائة أن يكون أحدهم مصاباً.
وفي حين أوضح أبيض أنّ معظم المصابين لا تظهر عليهم أعراض أو تكون أعراضهم خفيفة، ويتعافون بشكل جيد، لفت إلى أنّ البعض الآخر سوف يحتاج إلى دخول المستشفى. مضيفاً: «لقد تم أخيراً تجهيز أسرّة إضافية، ولكن حتى في أفضل المستشفيات، سيموت ثلث الأشخاص الذين دخلوا إلى العناية المركزة، وقد يعاني الناجون لفترة طويلة».
وكانت المدارس أعادت فتحت أبوابها أمس تنفيذاً لقرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب الذي أشار إلى أنّه «سيتم تتبع حالات (كورونا) في المدارس ويتم إعلان عدد الإصابات في كل مدرسة انطلاقاً من مبدأ الشفافية». وأعلن المجذوب في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أنّ وزارة الصحة ستؤمن الفحص السريع لمن لديه أعراض، واعداً بتأمين فحص «بي سي آر» مجاناً لمن يحتاجه من المعلمين مع الإشارة إلى أنّه «ليس لدى وزارة الصحة الأموال».
من جهته، طمأن وزير الصحة المواطنين بأن «الأعراض عند الأطفال أقل شدة وخفيفة باستثناء الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية، إذ على الأهالي عدم المجازفة بإرسالهم إلى المدرسة إلى حين تأمين اللقاح اللازم». وأشار حسن إلى أن عدد الإصابات عند الأطفال دون 10 سنوات لا يتجاوز 3 في المائة من عدد الإصابات والوفيات كان عددها حالتين فقط لولدين يعانيان من أمراض مزمنة وتشوه خلقي». وكانت اللجنة الوزارية لمتابعة ملف وباء «كورونا» سمحت بإعادة فتح القطاعات الاقتصادية والإنتاجية، باستثناء الحانات والملاهي الليلية.
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة السياحة أنها تكلّف الشرطة السياحية والضابطة السياحية بالتشدّد في مراقبة المطاعم والمقاهي، وأنّه سيتم إقفال كل مؤسسة مخالفة لشروط السلامة العامة والتدابير الوقائية المعلن عنها في تعاميم سابقة بالشمع الأحمر. وتجاوز عدد إصابات كورونا الإجمالي في لبنان 126900 حالة فيما تجاوز عدد الوفيات الألف.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».