البرهان: قرار إقامة علاقات مع إسرائيل تم بموافقة القوى السياسية

معلومات جديدة عن زيارة الوفد العسكري الإسرائيلي إلى الخرطوم

TT

البرهان: قرار إقامة علاقات مع إسرائيل تم بموافقة القوى السياسية

بينما قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل جاء بعد مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمجتمعية التي لم تمانع الخطوة، كشف عضو بالمجلس تفاصيل جديدة عن مهمة الوفد العسكري الإسرائيلي الذي زار البلاد الأسبوع الماضي والتقى قادة بالجيش السوداني.
وأضاف البرهان في مقابلة نشرتها صحيفة «الشروق» المصرية أمس، أن أجهزة الحكم الانتقالي حسب الوثيقة الدستورية، شركاء في خطوة إنهاء العداء مع دولة إسرائيل، ومتى ما تم تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، فهو الجهة المخولة بالتصديق على الاتفاقيات الدولية.
وتساءل البرهان في المقابلة عن الفائدة التي يجنيها السودان من خصومة إسرائيل، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة، وأصبحت مقبولة من المجتمع الدولي بغض النظر عن الظروف التي صاحبت قيامها. وأردف قائلاً: «يبقى بعد ذلك اكتشاف مساحات المصالح وآفاق التعاون كأي دولة أخرى في العالم. فما قام به السودان هو صلح مع دولة كان قائماً معها عداء في السابق وهو أمر طبيعي».
وقام وفد عسكري رفيع المستوى، الأحد الماضي، بزيارة إلى السودان أحيطت بتكتم وسرية بالغة. ونفت الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك، علمها بالزيارة والجهة التي دعت لها ومهمة الوفد، حسبما قال المتحدث باسمها، وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط».
وفيما يتعلق بما تبقى من خطوات إزالة السودان من قائمة الإرهاب، بعد وصول الديمقراطيين للبيت الأبيض، قال البرهان: «ليس هنالك ما يقلق. أميركا دولة مؤسسات تحترم العقود، وهي من الداعمين للسلام وإنهاء الصراع في الإقليم والعالم».
من جهة ثانية، قال عضو مجلس السيادة، والمتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، إن زيارة الوفد الإسرائيلي للبلاد الأسبوع الماضي «ذات طبيعة عسكرية بحتة، وليست سياسية»، مضيفاً أن الوفد التقى بشخصيات عسكرية وناقش معها قضايا محددة.
وأضاف الفكري في تصريح لصحيفة محلية، أن الوفد الإسرائيلي زار منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة، والتقى فيها بعسكريين، لكن اللقاء لم يناقش أي جانب من الجوانب السياسية المتعلقة بالتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.
وتمت زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم، بترتيب من المكون العسكري في مجلس السيادة الانتقالي، بحسب مصادر متطابقة ومقربة من دائرة صنع القرار. وأكد الفكي، بحسب الصحيفة، أن التفاوض مع إسرائيل فيما يتصل بتطبيع العلاقات بين البلدين، لن يتوقف، متعهداً بكشف كامل التفاصيل عن الملف بعد اكتمال التطبيع.
وفند الفكي ما يتردد عن أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل يقوده المكون العسكري في السلطة الانتقالية، وقال: «كل أعضاء مجلس السيادة من المدنيين والعسكريين، ووزارة الخارجية يشاركون في إدارة ملف التطبيع».
ووافقت الحكومة السودانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد ضغوط مكثفة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مقابل إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.