مصر: أدوات بناء ذهبية توثّق للمشروعات الكبرى في عصر الأسر العلوية

قطع متنوعة لأدوات البناء الملكية في معرض «بناة مصر الحديثة»
قطع متنوعة لأدوات البناء الملكية في معرض «بناة مصر الحديثة»
TT

مصر: أدوات بناء ذهبية توثّق للمشروعات الكبرى في عصر الأسر العلوية

قطع متنوعة لأدوات البناء الملكية في معرض «بناة مصر الحديثة»
قطع متنوعة لأدوات البناء الملكية في معرض «بناة مصر الحديثة»

مطرقة من الذهب الخالص، و«مسطرين» مطعم بالياقوت، من بين القطع النادرة التي شكلت مفاجأة لزوار متحف المجوهرات الملكية بمدينة الإسكندرية، واصطدمت بالاعتقاد السائد لدى الكثيرين بأنّ المعادن النفيسة تُستخدم فقط في صناعة الأقراط والحلي وأدوات الزينة خلال تجولهم بالمعرض المؤقت الذي ضمّ مجموعة من أدوات البناء تعرض للمرة الأولى، بعدما استخدمت في وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الكبرى في عهد كل من الملك فاروق والملك فؤاد الأول، في النصف الأول من القرن العشرين.
يُشكل المعرض المؤقت «بناة مصر الحديثة»، الذي يستمر حتى مارس (آذار) المقبل، توثيقاً لمراسم وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الكبرى في عهد الملكين فاروق وفؤاد الأول، والتي ما يزال بعضها قائماً حتى العصر الحالي، عبر 10 قطع نادرة من مُقْتنيات متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية تعرض للمرة الأولى على الجمهور، وفق صفاء فاروق، مدير عام المتحف، والتي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «القطع المعروضة توثّق لتدشين عدد من المشروعات الكبرى في عهد أسرة محمد علي، وما تزال بعض هذه المشروعات قائمة وتشكل شواهد حية على دور حكام الأسرة العلوية في بناء مصر الحديثة في مجالات مختلفة».
القطع المعروضة عبارة عن مجموعة من أدوات البناء التي تستخدم في وضع حجر الأساس، منها «مسطرين» البناء وعدد من المطارق «الشاكوش» مصنوعة جميعها من المعادن النفيسة، بينها الذهب والفضة والياقوت والألماس والعاج، وكانت تصنع خصيصاً ليستخدمها الملك في وضع حجر الأساس للمشروعات الكبرى، وتحوي نقوشاً توضح اسم المشروع وتاريخ تدشينه.
وحسب النقوش التذكارية استخدمت المُقْتنيات المشاركة في وضع حجر الأساس لمشروعات كبرى ما يزال بعضها موجود حتى الآن، منها مجموعة من قطعتين شاكوش «مطرقة» ومسطرين، استخدمها الملك فاروق في وضع حجر الأساس لتدشين نادي الصيد المصري في 26 أبريل (نيسان) عام 1948، ويوثق أحد النقوش الموجودة على مسطرين ذهبي لتدشين مستشفى القصر العيني وكلية الطب بعبارة تذكارية منقوشة عليه نصها «مسطرين تذكار لوضع حجر الأساس لمستشفى القصر العيني الجديد وكلية الطب بيد صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول ملك مصر القاهرة في 16 ديسمبر (كانون الأول) 1928.
وتقول ريهام شعبان، مديرة متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية لـ«الشرق الأوسط» إنّ «أهمية المعرض تكمن في أنّ القطع تعرض للمرة الأولى على الجمهور، وتوثق للعديد من المشروعات الكبرى التي تسلط الضوء على الإنجازات التي تحققت خلال حكم أسرة محمد علي، والذي يعد بداية بناء مصر الحديثة، ونحاول دائماً إقامة معارض لمقتنياتنا تسلط الضوء على هذه الإنجازات».
وتوثق بعض القطع لتدشين عدد من المساجد الشهيرة في عهد الملك فاروق، منها مسجد عبد الرحيم القناني الشهير بالإسكندرية، الذي وضع الملك حجر أساسه في 2 مارس عام 1948، ومسجد فاروق الأول بحي المتنزه بالإسكندرية في 12 مايو (أيار) 1945. ومن بين المشروعات التي توثّق لها القطع بمحافظات مصرية مختلفة، تدشين مبنى مجلس مديرية بني سويف (جنوب القاهرة) في 15 فبراير (شباط) عام 1928 الذي وضع حجر أساسه الملك فؤاد الأول، وقطعة أخرى عبارة عن مسطرين ذهبي وثقت لافتتاح دار الإسعاف بمدينة دمنهور «دلتا مصر» من خلال نقش تذكاري نصه «مسطرين تذكار لوضع الحجر الأساسي لدار الإسعاف في دمنهور باليد الكريمة لجلالة فؤاد الأول ملك مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1930 (الملك فؤاد)».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.