«داعش» يتمدد في القلمون الشرقي والغربي ويجبر «النصرة» على اللجوء إلى فليطا السورية

معركة عرسال كانت أول توسع لنفوذ التنظيم نحو التلال اللبنانية الحدودية

«داعش» يتمدد في القلمون الشرقي والغربي ويجبر «النصرة» على اللجوء إلى فليطا السورية
TT

«داعش» يتمدد في القلمون الشرقي والغربي ويجبر «النصرة» على اللجوء إلى فليطا السورية

«داعش» يتمدد في القلمون الشرقي والغربي ويجبر «النصرة» على اللجوء إلى فليطا السورية

شهدت منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي، منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، معركة بسط النفوذ والإمرة بين تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» التي كانت تفرض هيمنتها على منطقة القلمون بعد أن انتزعتها من الجيش السوري الحر، أسفرت عن تبدل في الخريطة الميدانية؛ إذ باتت «النصرة» محاصرة في جرود فليطا والمناطق الموازية لها بين مسلحي «داعش» الذين سيطروا على القلمون الشرقي، وبدأوا بالتمدد في تلال بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، من جهة الغرب.
وبدأ الحديث عن تمدد «داعش» إلى القلمون الغربي، بعيد انطلاق معركة عرسال في 2 أغسطس (آب) الماضي، وتحديدا في جرود عرسال المترامية. وتمثل هذا الحضور في وجود المجموعة الأولى لـ«داعش» المعروفة بمجموعة «أبو أحمد - عماد جمعة، قائد لواء «فجر الإسلام» الذي انشق عن «جبهة النصرة» مع عناصره، وكان اعتقاله بمثابة شرارة معركة عرسال.
وبعد خطف العسكريين اللبنانيين، بدأت تلوح حرب للسيطرة على منطقة القلمون الغربي، نظرا لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية، بين «داعش» و«جبهة النصرة». وبدأت الأخيرة بخسارة نفوذها فيها، بعد أن بدأ تدفق الأموال من «داعش» الذي استقطب المقاتلين. وعمد التنظيم المتشدد إلى إغراء مقاتلي «النصرة» بالأموال؛ إذ «تراوحت الزيادة بين 400 دولار و1500 دولار للعنصر الواحد»، كما تقول مصادر مطلعة في منطقة جرود عرسال لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى «تقديم تسهيلات حياتية للعنصر المنشق من (النصرة)».
ويرى المصدر أن ازدياد قوة «داعش» في المنطقة، وتنامي قدرته «يعود إلى نجاح التنظيم في استقطاب بعض فصائل (الجيش الحر) التي أعلنت مبايعتها للتنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأبرزها (كتائب الفاروق المستقلة)، و(لواء القصير)، الأمر الذي زاد من عديد مقاتلي داعش)»، إضافة إلى وصول كوادر جديدة لقيادة «داعش في القلمون»، وعلى رأس مهام هذه الكوادر إعادة هيكلة بنية التنظيم ورسم علاقاته مع الأطراف الأخرى وفق أسس جديدة.
وبرز اسمان من بين أسماء تلك الكوادر، هما: «أبو الوليد المقدسي» و«أبو بلقيس». ويرجح أن يكون الأول الشيخ مجد الدين نفسه الذي كان يشغل منصب «الأمير الشرعي» في «جبهة النصرة في القنيطرة»، قبل أن ينشق عنها وينضم إلى «داعش» في نوفمبر الماضي. ويشير المصدر في القلمون إلى أن خلفية المقدسي «توضح أسلوبه التصادمي الذي عرف به، فهو منذ وصوله إلى القلمون، محكوم بهاجس إثبات ولائه الجديد، والانعتاق من ولائه السابق لـ(النصرة)».
أما الاسم الثاني، وهو «أبو بلقيس»، فلا معلومات كافية عنه، غير أنه، بحسب المصدر، معروف بـ«غلوه وتطرفه». ويعتقد أن «أبو بلقيس» يحمل الجنسية الفرنسية، ومن غير المستبعد أن يكون هو الشخص نفسه الذي ورد اسمه في تحقيقات القضاء اللبناني حول حادثة فندق «دو روي»، حيث أفاد أحد المدعى عليهم، ويدعى فايز بوشران، أنه كان يتلقى دروسا دينية في فرنسا على يد شيخين أحدهما يدعى «مصطفى» والثاني «أبو بلقيس». ويفسر ذلك ظهور اللغة الفرنسية للمرة الأولى في القلمون، وذلك في مقطع الفيديو الذي حمله الشيخ اللبناني وسام المصري، بوصفه رسالة موجهة من «داعش» بخصوص العسكريين اللبنانيين التسعة المحتجزين لديه.
وتثير التغييرات الجديدة في المناصب القيادية لـ«داعش» في القلمون، وتسلمها من قبل أشخاص مغالين في التطرف، مخاوف قادة الفصائل في المنطقة، بمن فيهم أولئك المعروفين بقربهم من التنظيم المتشدد، وسط مطالبات في القلمون، لقيادة «داعش» بسحب «الشرعي» أبو الوليد المقدسي من القلمون قبل أن تندلع الفتنة، ولكن لم يتم التجاوب مع دعوته.
على الرغم من أن «جبهة النصرة في القلمون» بقيادة أبو مالك التلي نأت بنفسها عن الأحداث الأخيرة، فإن مصدرا مطلعا في القلمون أفاد بأن أبو مالك شعر بازدياد الضغوط عليه، سواء من قبل «داعش»، وإن بشكل غير مباشر، أو من قبل قيادة «النصرة» التي عبرت من خلال بعض قادتها عن ثقتها بشخص أبو مالك وبطريقة معالجته للمستجدات في القلمون. وترجح المصادر أن ذلك «كان بمثابة رسالة ضغط على التلي لعدم الاستمرار في صمته على (داعش)، لا سيما في ظل تحريض أطراف عدة عليه، وأبرزها (جيش الإسلام) وبعض قادة (النصرة)، نظرا لعدم رضاهم عن موقفه القديم الرافض لقتال (إخوانه) في (داعش)، وهو (ما جرى ترجمته عمليا بالسيطرة الكاملة من قبل (داعش) على القلمون».
وتتحدث المصادر عن استدعاء المحكمة الشرعية التي أقامها تنظيم «داعش» بقيادة أبو الوليد المقدسي، لأبو مالك التلي والتحقيق معه، وجرى تحميله مسؤولية اندلاع معركة عرسال وتوريط الفصائل الإسلامية المتطرفة في معركة لم يحن موعدها ولا زمانها. وخلص التحقيق مع التلي إلى تخييره «بين التوبة وإعلان البيعة لتنظيم (داعش) أو ترك جرد عرسال»، ففضل الخروج مع ما تبقى لديه من عناصر لم يسقطوا تحت تأثير أموال «داعش».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.