رئيس الوزراء الباكستاني السابق: الإصلاحات التي تشهدها السعودية «فاقت الخيال»

شوكت عزيز في البرنامج الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية في منصة «يوتيوب»
شوكت عزيز في البرنامج الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية في منصة «يوتيوب»
TT
20

رئيس الوزراء الباكستاني السابق: الإصلاحات التي تشهدها السعودية «فاقت الخيال»

شوكت عزيز في البرنامج الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية في منصة «يوتيوب»
شوكت عزيز في البرنامج الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية في منصة «يوتيوب»

اعتبر شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، أن الإصلاحات التي عاشتها السعودية خلال السنوات القليلة الماضية «فاقت الخيال»، وأشاد كذلك بتعامل السعودية مع تداعيات جائحة كورونا، معتبرا أنها أدت أكثر مما كان مطلوبا.
وفي حوار مسجل مع أولى حلقات برنامج «فرانكلي سبيكنيغ» التلفزيوني الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية، قال عزيز: «لو سألتني عن أفضل ما حدث في السعودية خلال السنوات القليلة الماضية فهي الإصلاحات التي أجراها صاحب السمو ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين والقيادة في البلد، حيث أجروا إصلاحات لم يكن يمكن تخيلها حين كنت أعيش هناك في المملكة».
وأضاف عزيز الذي سبق أن عمل رئيسا تنفيذيا لبنك «سامبا» في المملكة «حين يتعلق الأمر بأجندة الإصلاحات الهيكلية، فأنا أصنف السعودية من بين أفضل دول العالم».
كما أشاد شوكت عزيز بالعاملين في البنك المركزي السعودي (ساما) والعاملين في القطاع المصرفي السعودي بشكل عام، وقال: «أظن بصراحة أن موظفي مؤسسة النقد (التي تغير اسمها إلى البنك المركزي السعودي رسميا قبل أيام) على سبيل المثال كانوا أفضل من نظرائهم في كثير من الأماكن الأخرى، لذلك يجب ألا يكون لدينا أبدا اعتقاد بأن الكفاءات في المملكة ليست بمستوى غيرها».
واعتبر عزيز أن خطوات اندماج البنوك في السعودية، مثلما حصل مؤخرا بين مصرفي «سامبا» و«البنك الأهلي»، هي أمر إيجابي وضروري. ورأى أن متانة القطاع المصرفي في أي مكان في العالم تشكل صمام أمان أمام الأزمات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الباكستانية - السعودية، أوضح رئيس الوزراء الأسبق الفرق - من وجهة نظره - فيما يتعلق بنظرة إسلام آباد تجاه الرياض مقارنة بنظرتها تجاه طهران، قال: «السعودية تشكل جزءا مهما جدا من علاقاتنا وسياستنا الخارجية».
وأوضح شوكت عزيز قائلا: «مع إيران لدينا حدود طويلة، لذلك إذا استطعنا أن نبقيهم صامتين ونحتفظ بعلاقة جيدة معهم فهذه دبلوماسية جيدة، أما مع السعودية، فالوضع مختلف، فكنت أعتبر (حين كنت رئيسا للوزراء) المملكة الشقيق الأكبر».
ويعد «فرانكلي سبيكنيغ» (Frankly Speaking) هو البرنامج الحواري الأول الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز»، وهي إحدى مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. ويقدم البرنامج الصحافي البريطاني المخضرم والحائز على جوائز دولية فرانك كين، ويمكن مشاهدة الحوار كاملا على موقع الصحيفة على الإنترنت أو عبر قناتها على منصة «يوتيوب».



كيف أضاف «وزاري جدة» زخماً للخطة العربية لإعادة إعمار غزة؟

جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي في جدة (الخارجية السعودية)
جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي في جدة (الخارجية السعودية)
TT
20

كيف أضاف «وزاري جدة» زخماً للخطة العربية لإعادة إعمار غزة؟

جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي في جدة (الخارجية السعودية)
جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي في جدة (الخارجية السعودية)

أضاف الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي، الجمعة، في جدة غربي السعودية، وفقاً لمراقبين، زخماً إلى الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها «قمة فلسطين» في القاهرة، بعد تأكيد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لـ«الشرق الأوسط»، أن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، واعتماد البيان الختامي للخطة المقدمة من «مصر بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية» خلال أعمال القمة العربية غير العادية «قمة فلسطين».

وكان القرار الصادر عن الاجتماع الوزاري الإسلامي أشار إلى مخرجات القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض، ورحب في الإطار ذاته بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، «وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه»، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كل الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار، وكلّف «المجموعة الإسلامية في نيويورك» بمواصلة الجهود لحشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها.

الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)

وجدَّد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الرفض التام لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولأي محاولات لفرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره، مؤكداً ضرورة تدارك التداعيات الخطيرة لذلك على صعيد المِنطَقة والعالم.

وشدّد وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي، على أهمية استدامة وتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، ووقف هذه الجرائم، مؤكداً استمرار السعودية في عملها مع الدول الشريكة والصديقة من خلال «تحالف حل الدولتين» للدفع بمسار تنفيذه.

ووسط تطورات متسارعة في المنطقة، كان جدول أعمال الاجتماع الوزاري الإسلامي، الذي انعقد بطلب من السعودية وفلسطين وإيران وباكستان، يتضمّن ملفات أخرى لبحثها، وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن دمشق طلبت اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستئناف عضويتها في المنظمة، وقرر مجلس وزراء خارجية المنظمة استئناف عضوية سوريا طالباً من الأمين العام اتخاذ اللازم لتنفيذ القرار.

وحول ذلك أكد لـ«الشرق الأوسط»، عبيدة نحاس، رئيس حركة التجديد الوطني السورية، أن أمام دمشق تحديات كثيرة على صعيد ترميم العلاقات العربية والإسلامية، مضيفاً: «نقترب من ذلك أكثر فأكثر، إذ سبقت هذه العودة مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة فلسطين العربية الطارئة بالقاهرة».

الوزاري الإسلامي قرّر عودة سوريا لشغل مقعدها في منظمة التعاون الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي)
الوزاري الإسلامي قرّر عودة سوريا لشغل مقعدها في منظمة التعاون الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي)

ورحب نحاس بعودة سوريا «إلى مكانها الطبيعي في منظمة التعاون الإسلامي، التي أعربت الحكومة السورية الجديدة عن التزام سوريا الثابت بمبادئها»، مشيراً إلى أن ذلك يعكس توجه «سوريا الجديدة» نحو تكريس دورها الإيجابي والمتعاون مع الأشقاء العرب وفي الدول الإسلامية، وسط ترحيب عربي وإسلامي واضح ومقدر، على حد وصفه.

من جانبه عدَّ المحلل السياسي هاني الجمل أن تبنّي «وزاري جدة الإسلامي» لمخرجات قمة القاهرة العربية الطارئة «قمة فلسطين» يتّسق مع «الثوابت العربية والإسلامية في رفض التهجير القسري للفلسطينيين ورفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تحول الفلسطينيين إلى وطن بديل والعمل على توفير الدعم المالي لخطة إعمار غزة».

وأشار الجمل إلى رغبة الدول العربية ومصر بأن تكون الخطة العربية الإسلامية ذات صبغة عالمية عبر إشراك لاعبين جدد من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والقارة الأفريقية، منوّها خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» بتأكيد اجتماع جدة على ما أعلنته الدول العربية من أن السلام العادل والشامل هو خيارها الاستراتيجي، لافتاً إلى أن ذلك يلبّي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، على أساس حل الدولتين دون التخلي عن «اتفاق أوسلو» والاتفاق الأمني لعام 2005 وحق السلطة الفلسطينية في مباشرة حقوقها السياسية علي كامل الأراضي التاريخية فضلاً عن مجابهة محاولات تهويد القدس وإحداث تغييرات زمنية ومكانية على المواقع التاريخية، على حد تعبيره.

من جهته قال المتخصص في الشؤون الدولية، أحمد آل إبراهيم، إن الزخم الذي أضفاه الاجتماع الوزاري الإسلامي في جدة يعزّز من الخطة العربية في مواجهة أي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكّداً أنه بعدما كانت الخطة تتمثّل في 22 دولة عربية، أصبحت تتمثّل بالعالمين العربي والإسلامي مما يمنحها ثقلاً أكبر في الميزان الدولي الاستراتيجي.

وشدّد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» على أن المساعي العربية تحظى بحيوية فاعلة مع الزيارات المرتقبة للجنة المنبثقة من «قمة الرياض العربية الإسلامية المشتركة»، مضيفاً أن من شأن تأكيد قمة فلسطين في القاهرة واجتماع جدة الإسلامي على الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، أن يقوّي من موقف اللجنة بعد ما حقّقته من تقدّم على الصعيد الدولي خلال العام الماضي على وجه الخصوص.