«ناسا» تموّل فريقاً لمساعدة الروبوتات على التحليق طيلة الليالي القمرية

مركبة بحجم صندوق أحذية (تريبيون ميديا)
مركبة بحجم صندوق أحذية (تريبيون ميديا)
TT

«ناسا» تموّل فريقاً لمساعدة الروبوتات على التحليق طيلة الليالي القمرية

مركبة بحجم صندوق أحذية (تريبيون ميديا)
مركبة بحجم صندوق أحذية (تريبيون ميديا)

لا يمكن للمرء أن يرى مركبة استكشاف قمرية كمركبة أنيقة، لأنها ببساطة تزن مئات الأرطال، ومزودة بألواح شمسية وأجهزة استشعار وكاميرات وأذرع روبوتية عديدة، وتحمل سخانات ثقيلة تعمل بالطاقة النووية لمساعدتها على البقاء طيلة الليالي القمرية التي تستمر 14 يوماً.
ولكن الآن هناك طرز جديدة من مركبات «لاند روفر» في طريقها إلى القمر. فقد منحت وكالة «ناسا» فريقاً من مهندسي الروبوتات عقداً أطلقت عليه «نقطة التحول» بقيمة 5.8 مليون دولار للقيام بمزيد من العمل في المركبة، لكي لا يتعدى مقاسها حجم صندوق أحذية يزن عشرة أرطال فقط، حسب خدمات «تريبيون ميديا».
قام الفريق بقيادة مركز «ويبوتيك» التابع لجامعة واشنطن، الذي يتخذ من مدينة بيتسبرغ مقرّاً له، بتطوير نظام شحن لاسلكي سريع لمساعدة الروبوتات الصغيرة على الاستمرار في التحليق حتى أثناء الليالي القمرية.
الجديد هو أن الروبوتات الصغيرة، التي يطلق عليها «المركبات المكعبة» أصغر من أن تحمل ألواحاً شمسية، ومن الصعب شحنها بالكابلات؛ لأن تربة القمر جيدة التوصيل للكهرباء، وقد تتسبب في تلف نقاط التلامس الكهربائية.
تأسس مركز «بيوتيك» عام 2015 على يد باحث الدكتوراه آنذاك بجامعة واشنطن، بين ووترز، ومستشاره جوشوا سميثز. يعتمد نظام الشحن في المركز على هوائيات وأجهزة استقبال لنقل الطاقة لاسلكياً، وهو مستخدم بالفعل في الطائرات دون طيار للشحن في الجو وتحت الماء، وفي شحن الروبوتات المستخدمة في المستودعات.
وفي بيان له، قال واترز: «نظراً لأن يبوتيك متخصص في الشحن اللاسلكي في جميع البيئات القاسية هنا على الأرض؛ سواء في المخازن الكبيرة أو الصحاري المغبرة أو المياه المالحة المسببة للتآكل، فهذه فرصتنا الأولى لدخول تقنيتنا إلى الفضاء».
يُذكر أنه لا يزال يتعين على الروبوتات القمرية التي تعمل بتقنية «ويبتيك» أن تقترب نسبياً من محطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية، لكي تحصل على الطاقة، لكنها لن تحتاج إلى التوصيل أو العودة إلى المكان ذاته على سطح القمر عندما تنخفض الطاقة.
تقوم مجموعة التقنيات العالمية «بوش» بتطوير برنامج الملاحة المستقل الذي يسمح لـ«ميني بوت» بأن تشق طريقها إلى محطات الشحن نظراً لأن نظام تحديد المواقع العالمي لا يعمل على القمر.
وفي النهاية، يأمل مركز «ويبوتيك» أن يكون رائداً لشبكة الطاقة القمرية اللاسلكية لتزويد المركبات المأهولة وغير المأهولة بالطاقة، بحسب ووترز في بيانه بهذا الصدد. لكن في الوقت الحالي، من غير المرجح أن يتم استخدام التكنولوجيا على القمر حتى أواخر عام 2023 على الأقل.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.