البيت الأبيض يوافق على اطلاع بايدن على الإحاطات السرية الأمنية والاستخباراتية

سيناتور ديمقراطي يحذّر من ترشيح مايكل موريل لمنصب مدير الـ«سي آي إيه» بسبب ممارسات التعذيب

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (رويترز)
TT

البيت الأبيض يوافق على اطلاع بايدن على الإحاطات السرية الأمنية والاستخباراتية

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (رويترز)

في خطوة تلت الموافقة الرسمية على ترتيب الانتقال السلمي للسلطة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفريق جو بايدن، أعلن مكتب الرئيس المنتخب أنه سيبدأ من الإثنين المقبل تلقي الإحاطات والأمنية والموجز الاستخباراتي اليومي الذي يقدم للرئيس، ومن المتوقع أن يركز بشكل خاص على أحدث المستجدات والاستعدادات لمواجهة جائحة كورونا.
وقالت جين بساكي مساعدة جو بايدن ضمن الفريق الانتقالي في مؤتمر صحافي مساء أمس، إن كلاً من بايدن ونائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس سيبدأ تلقي المذكرة اليومية للرئيس، منوهة إلى أن البيت الأبيض وافق رسمياً على السماح لإدارات المخابرات الحكومية بمنح بايدن الإحاطة اليومية، والتي تتضمن بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية حساسية للحكومة.
وكانت إدارة ترمب قد منعت نائب الرئيس الديمقراطي السابق من تسلمها، مما أثار انتقادات بين الحزبين من جانب المشترعين الذين عبّروا عن قلقهم من أنه أمر بالغ الأهمية للأمن القومي، وهو ما أدّى إلى تأخير إدارة الخدمات العامة لأسابيع طويلة وحرمان جو بايدن وفريقه من الوصول إلى الإحاطات السرية، والوكالات الفيدرالية.
وأوضحت بساكي أنه مع بدء إجراءات نقل السلطة رسمياً الآن، فإن فرق مراجعة الوكالات التي أنشأها جو بايدن قد أجرت اتصالات أو اجتمعت مع أكثر من 50 وكالة ولجنة ابتداء من ليلة الثلاثاء الماضية، بما في ذلك كل من المكاتب الرئيسية داخل السلطة التنفيذية في مكتب الرئيس، مضيفة: «رغم التأخير لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً في القدرة على الاتصال بهذه الوكالات، فإن الاستقبال من موظفي الخدمة المدنية المهنية كان مهنياً ومرحباً، والعديد منهم كانوا يستعدون لهذه اللحظة منذ أشهر».
ولفتت إلى أن من خطوات الانتقال أيضاً العمل مع جهات الأمن السيبراني لتوفير حسابات البريد الإلكتروني الموقتة، وأجهزة الكومبيوتر المحمولة الصادرة عن الحكومة، بالإضافة إلى توفير آلية الوصول إلى المعلومات بشكل آمن في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاور حيث يقيم جو بايدن.
وأفاد الفريق الانتقالي لبايدن بأن معالجة جائحة كورونا تمثل أولوية قصوى، وقد التقوا المسؤولين الانتقاليين في إدارة الصحة والخدمات البشرية يوم الثلاثاء لمناقشة توزيع اللقاح، وتطورات كوفيد - 19، كما أنهم كانوا على اتصال بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، والتواصل مع الدكتور أنتوني فاوتشي، أكبر خبراء الأمراض المعدية في البلاد.
وأشارت كيت بيدنغفيلد كبيرة مستشاري جو بايدن، خلال حديثها إلى الصحافيين، إلى أن «الرئيس المنتخب لا يحتاج إلى التحدث مع الرئيس ترمب من أجل المضي قدماً في إجراءات انتقال السلطة، لكنه سيكون على استعداد للقيام بذلك إذا طُلب منه ذلك»، مضيفة: «بالتأكيد، إذا أراد الرئيس ترمب التحدث مع الرئيس المنتخب بايدن، فهذا شيء سنعمل على تحقيقه في المستقبل».
بدوره، قال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الموظفين يعملون بنشاط مع فريق بايدن وهاريس الانتقالي لتنسيق الانتقال السلس ومواصلة عرض سلسلة من الإحاطات الأسبوع المقبل، حول مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالاستجابة لفيروس كورونا.
وفي سياق متصل، حذّر أحد الديمقراطيين الرئيسيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ جو بايدن من ترشيح مايك موريل لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية «السي آي إيه»، متهماً موريل بأنه صاحب سجل طويل في الدفاع عن التعذيب والطرق العنيفة في التحقيقات التي تجريها وكالة الاستخبارات، قائلاً إن ذلك يجعله بالتأكيد «غير ناجح».
ويعد موريل، الذي كان نائب مدير الـ «سي آي اي» في عهد الرئيس باراك أوباما وخدم مرتين كمدير بالنيابة للوكالة، هو مرشح محتمل بشكل قوي لتولي منصب مدير الاستخبارات في إدارة بايدن، وذلك بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية، بيد أن هذا الاحتمال أثار انتقادات شديدة من أعضاء حزب بايدن نفسه، وبالتحديد السيناتور رون وايدن من ولاية أوريغون، وهو عضو في لجنة الاستخبارات التي سيصوت في النهاية على ما إذا كان قد تم تأكيد أي مرشح لهذا المنصب.
وقال وايدن لشبكة «سي إن إن»: «لا يمكن تأكيد أن أي مدافع عن التعذيب هو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إنه أمر غير ناجح»، مشيراً إلى قول موريل سابقاً إن ما يسمى «الاستجواب المعزز» للوكالة للإرهابيين كان فعالاً وأخلاقياً على حد سواء.
ورفض نك شابيرو، الذي عمل سابقاً في وكالة الاستخبارات ويعمل حالياً متحدثاً رسمياً باسم مايك موريل، ادعاءات السيناتور وايدن، قائلاً لشبكة السي إن إن: «عمل مايكل موريل لخدمة البلاد عقوداً طويلة، وهو أحد أذكى ضباط الاستخبارات وأكثرهم تفانياً لدينا. وخدم تحت إدارة كل من الفريقين الديمقراطيين والجمهوريين، وكان إلى جانب الرئيس بوش في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول)، ومع الرئيس أوباما عندما أطحنا بأسامة بن لادن»، مؤكداً أن موريل لم يشارك بأي شكل من الأشكال في إنشاء برنامج التحقيقات تحت التعذيب، والمعروفة اختصاراً ببرنامج «EIT».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».