الأرجنتين في حداد رسمي وشعبي لوفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا

رحل مارادونا معشوق جماهير الأرجنتين وأسطورتها الأبرز (إ.ب.أ)
رحل مارادونا معشوق جماهير الأرجنتين وأسطورتها الأبرز (إ.ب.أ)
TT

الأرجنتين في حداد رسمي وشعبي لوفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا

رحل مارادونا معشوق جماهير الأرجنتين وأسطورتها الأبرز (إ.ب.أ)
رحل مارادونا معشوق جماهير الأرجنتين وأسطورتها الأبرز (إ.ب.أ)

جاء خبر وفاة أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا أمس مثل الصاعقة على جموع الشعب الأرجنتيني، الذي هرول الآلاف منهم إلى محيط منزله بضواحي العاصمة بوينس آيرس، حيث كان يتعافى من آثار جراحة بالمخ، بينما أعلن رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز الحداد العام بالبلاد لثلاثة أيام.
وكان ماتياس مورلا محامي الأسطورة الأرجنتينية هو أول من أعلن أمس عن وفاة مارادونا، الذي احتفل منذ أيام بعيد ميلاده الـ60، جراء سكتة قلبية. وقبل دقائق من الإعلان عن الخبر الذي هزّ العالم بأسره، تداولت الصحافة الأرجنتينية أخبارا عن تدهور صحة لاعب برشلونة ونابولي وبوكا جونيور السابق، مشيرة إلى أن انه يتلقى العلاج من قبل الأطباء في منزله شمال العاصمة. ونقلت قناة «تي واي سي» الرياضية: «هناك أربع سيارات إسعاف أمام مكان إقامته. لقد دعوا أفراد أسرته للقدوم. الأمر خطير».
وكان مارادونا قد خضع قبل أسبوعين لجراحة طارئة لإزالة تجمع دموي على المخ، وصفه طبيبه ليوبولدو لوكي بالخطير جدا، وقال حينها: «مر دييغو بأصعب لحظة في حياته على الأرجح، وأعتقد أن اكتشاف هذا النزيف في المخ كان معجزة».
وغادر مارادونا، 60 عاما، المستشفى 11 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي رفقة بعض أفراد أسرته على أمل التعافي من آثار العملية الجراحية وكذلك التأهيل من إدمان الكحوليات، لكن على ما يبدو أن السكتة القلبية التي كلفت النجم الأرجنتيني حياته كانت من توابع هذا النزيف بالدماغ.
وكان دخول مارادونا المستشفى آخر واقعة في سلسلة من المشاكل الصحية للنجم المثير للجدل، الذي فاز بكأس العالم مع الأرجنتين عام 1986 ويعد واحدا من أفضل اللاعبين عبر العصور.
وتخللت حياة النجم الأرجنتيني العديد من المشاكل الصحية، شارف في بعضها على الموت.
وتعرض مارادونا عام 2000 لنوبة قلبية بعد جرعة زائدة من المخدرات في مدينة بونتا ديل إستي الساحلية. خضع بعدها لعلاج طويل في كوبا. وفي عام 2004، عندما كان وزنه أكثر من 100 كيلوغرام، تعرض لنوبة قلبية أخرى في بوينس آيرس، لكنه نجا، ثم خضع لعملية جراحية في المعدة سمحت له بإنقاص وزنه 50 كيلوغراماً. وفي 2007 أسفر تعاطيه المفرط للكحول عن نقله إلى المستشفى.
وكانت أسرة مارادونا وعشاقة متفائلين بقدرة النجم الأسطوري على التعافي بعد جراحة المخ الأخيرة، خاصة بعدما أشار طبيبه لوكي إلى أن مارادونا لا يعاني من أي مضاعفات عصبية، ويشهد تقدما مذهلا بعد نحو 24 ساعة من العملية.
وقال لوكي: «لقد كان يتعافى بشكل سريع، كان لديه تصميم على المضي قدما في العلاج من آثار إدمان الكحول».
ومنذ خضوعه للجراحة لم تغادر مجموعات من أنصار النجم الأرجنتيني محيط منزله، حاملين لافتات مؤيدة لنجمهم المفضل، من بينها واحدة كتبت عليها عبارة «هيا يا دييغو»، لكن هذه المرة لم يستطع الأسطورة الاستجابة لهم وأسلم روحه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».