الحكومة المصرية جاهزة للموجة الثانية

الحكومة المصرية جاهزة للموجة الثانية
TT

الحكومة المصرية جاهزة للموجة الثانية

الحكومة المصرية جاهزة للموجة الثانية

أكدت الحكومة المصرية، أمس (الأربعاء)، جاهزيتها لمواجهة الموجة الثانية من فيروس «كورونا المستجد»، مشيرة إلى قيامها برفع كفاءة البنية التحتية وتطوير مستشفيات الحميات والصدر ودعمها بالأجهزة والمستلزمات الطبية المطلوبة، فيما نفت اتخاذها قراراً بعدوة غلق المساجد في الوقت الراهن.
وتأتي التطمينات الحكومية، بعد تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر فيها المواطنين، من الاتكال على قرب إنتاج لقاح عالمي للفيروس، قائلاً إن «اللقاح لن يكون متوافرا إلا ابتداء من منتصف العام المقبل».
وفي آخر إحصاء لوزارة الصحة المصرية، تم تسجيل 361 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى 13 حالة وفاة، أول من أمس. وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد إن إجمالي عدد الإصابات الذي تم تسجيله في مصر حتى (الاثنين) هو 113742 حالة من ضمنهم 102103 حالات تماثلت للشفاء و6573 حالة وفاة.
وفي معرض تأكيده على الاستعدادات الحكومية، قال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، إنه تم التعاقد مع هيئة «الكوفاكس» ومنظمة الصحة العالمية لتوفير عدد كافٍ من لقاحات فيروس كورونا فور ثبوت فاعليتها، كما تم التعاون مع العديد من دول العالم في مجال توفير اللقاحات، والمشاركة في إجراء الأبحاث الإكلينيكية مع بعض الشركات تمهيداً للتصنيع، فضلاً عن المشاركة في التجارب الإكلينيكية للقاح فيروس كورونا ضمن مبادرة «من أجل الإنسانية»، إلى جانب التوصل لاتفاق مع التحالف الدولي للقاحات والأمصال «GAVI»، يضمن حصول مصر على 20 مليون جرعة من اللقاحات التي تحصل موافقة منظمة الصحة العالمية، على أن يتم منح الأولوية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، مثل الأطقم الطبية، والأشخاص الأكثر تأثراً.
ونفى المركز صحة ما انتشر بشأن صدور قرار بإغلاق جميع المساجد تحسباً للموجة الثانية لفيروس كورونا. وأوضح في بيان أمس، أنه لا صحة لصدور أي قرارات بإغلاق جميع المساجد، مُشددا على أن قرار فتح المساجد لكل الصلوات ما زال سارياً دون تغيير وتحت إشراف مديريات الأوقاف بكل محافظة، مُشيرا إلى الالتزام التام بتطبيق جميع التدابير الاحترازية والوقائية، مع استمرار حملات نظافة وتعقيم جميع المساجد.
وكان السيسي وجه كلمة متلفزة للشعب المصري، مساء أول من أمس، أكد فيها أن «الوعي هو اللقاح الحقيقي للتعامل مع فيروس كورونا»، داعياً المصريين للحذر والحيطة مع تزايد الإصابات.
ولفت الرئيس المصري إلى عرض كل السيناريوهات المختلفة الخاصة بهذا الموقف من جانب المسؤولين سواء في وزارة الصحة أو التعليم العالي أو من جانب مستشار الرئيس للشؤون الصحية أو من جانب رئيس الوزراء. وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره واحترامه للأطقم الطبية التي لا تزال تقوم بدور عظيم جدا من نهاية العام الماضي ومستمر حتى الآن في الحفاظ على الحالة الصحية للمصريين.
وأكد السيسي أن الوباء ما زال مستمرا «ولا بد من استمرار حرصنا والإجراءات الوقائية التي تحدثنا فيها خلال الشهور الماضية والحملات الإعلامية في شأنها». وقال: «اضطررنا خلال إدارة الموجة الأولى أن نتخذ إجراءات من المهم ألا نكررها مرة أخرى»، في إشارة إلى إغلاق جامعات ومدارس ومطاعم ومنشآت سياحية وغيرها، خلال الموجة الأولى.
ودعا السيسي إلى عدم الجلوس في الأماكن المغلقة واحترام التباعد الاجتماعي مع استخدام الكمامات بشكل دائم لتقليل فرص الإصابة.
كما دعا الشركات والمصانع ووسائل المواصلات إلى الاستمرار في الحرص على استخدام الكمامات، داعيا رئيس الوزراء إلى العمل على طرح كميات أكبر من الكمامات على بطاقات التموين وفي المدارس والجامعات.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.