رسالة حوثية للأمم المتحدة بشأن «صافر»... وبريطانيا ترحب «رغم فوات الموعد»

TT

رسالة حوثية للأمم المتحدة بشأن «صافر»... وبريطانيا ترحب «رغم فوات الموعد»

بعد أشهر واسعة من المراوغة وعرقلة الوصول والضغط الدولي، وردت من نيويورك أنباء عن رسالة حوثية حول خزان «صافر» الذي تتعامل معه الحركة المدعومة من إيران في اليمن كرهينة، وفقاً لتحليلات مراقبين.
وأعلنت الأمم المتحدة تلقيها رسالة رسمية من «الحوثيين» بالموافقة على مقترحاتها بشأن إرسال بعثة خبراء إلى الناقلة العائمة قبالة سواحل رأس عيسى بالحديدة، وعلى متنها 1.1 مليون برميل مهددة بالتسرب وإحداث كارثة بيئية كبرى.
يأتي الإعلان الأممي تأكيداً لما نشرته «الشرق الأوسط» قبل عشرة أيام عن توصل الطرفين لاتفاق بشأن إرسال الفريق الأممي، وإن إجراءات قانونية لا تزال تخضع للنقاش في ذلك الوقت. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أول من أمس، في تصريحات إن الأمم المتحدة تلقت رسالة رسمية من الحوثيين، يوم السبت الماضي، تشير إلى موافقتهم على اقتراح الأمم المتحدة بشأن إرسال بعثة خبراء إلى ناقلة النفط «صافر» التي وصفها بـ«المتهالكة». وأكد مايكل آرون السفير البريطاني لدى اليمن أن «الاتفاق على السماح بالوصول إلى الناقلة (صافر) مرحّب به رغم فوات موعده»، وأضاف على حسابه بـ«تويتر»: «إن جعلها آمنة (صافر) في أسرع وقت ممكن، سيمنع حدوث كارثة بيئية ضخمة محتملة».
ومنذ عام 2015، ترسو قبالة ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، الناقلة «صافر» التي تحتوي على 1.1 مليون برميل من النفط الخام، يمكن أن تتسبب في أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر في حال تسربت هذه الكميات إلى البحر.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن هذه الرسالة جاءت بعد عدة أسابيع من التبادلات الفنية البناءة بشأن الأنشطة التي سيضطلع بها فريق الخبراء. وقال دوجاريك إن ذلك «يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في هذا العمل الحاسم».
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الهدف من بعثة الخبراء التي تقودها الأمم المتحدة هو «تقييم وضع السفينة وإجراء الصيانة الأولية، بالإضافة إلى صياغة توصيات بشأن الإجراءات الإضافية المطلوبة لتحييد مخاطر الانسكاب النفطي». وأضاف: «الآن بعد أن تمت الموافقة على اقتراح الأمم المتحدة بشأن بعثة الخبراء، فإن تخطيط البعثة سيتجه على الفور نحو الاستعدادات للانتشار». ويشمل ذلك شراء المعدات اللازمة، وتصاريح الدخول لجميع موظفي البعثة، والاتفاق على نظام أوامر العمل على متن السفينة والتخطيط اللوجيستي.
وبحسب دوجاريك، أكد الحوثيون الواقع للأمم المتحدة أنهم «سيوفرون كل التسهيلات اللازمة لضمان أن ينتشر فريق الخبراء في أسرع وقت ممكن».
من جانبها، شككت الحكومة اليمنية على لسان متحدثها الرسمي راجح بادي بجدية الميليشيات الحوثية والإيفاء بتنفيذ الاتفاق الأخير مع الأمم المتحدة.
وعبر بادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن «الاستغراب بأن هناك من لا يزال بعد هذه الفترة الطويلة يصدق الوعود وأساليب الخداع الحوثية والتلاعب بمبعوث الأمم المتحدة».
وتابع: «كثيراً ما التزمت هذه الميليشيات بالموافقة على استقبال أكثر من بعثة أممية من أجل تقييم الأضرار. ورغم ذلك لم يحصل أي شيء، في كل مرة يتم التراجع واختلاق الأعذار والمبررات والتسويف، نستغرب بعد كل هذا أن هنالك مما زال يثق ويقع فريسة لهذا الخداع الحوثي».
وطالب راجح بادي موقفاً أكثر حزماً من الأمم المتحدة تجاه أساليب الحوثيين المخادعة إذا ما أرادت إنهاء هذا الملف الخطير، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.