الذئاب في خط الدفاع الأول ضد مرض قاتل للحيوانات

أفاد بعض العلماء بأن الحيوانات المفترسة ضرورية للحد من انتشار «مرض الهزال المزمن» نظراً لأنها تتصيد الغزلان الضعيفة. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل يمكن اعتبار الذئاب في «حديقة يالوستون الوطنية» خط الدفاع الأول ضد مرض خطير يستهدف قطعان من الحيوانات في الحياة البرية؟ وتشير النتائج الأولية إلى أن الإجابة هي «نعم»، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
يدرس الباحثون ما يُعرف بتأثير عمليات التطهير التي تقوم بها الحيوانات المفترسة، وهو ما يحدث عندما يحافظ الحيوان المفترس على صحة فريسته بأن يقتل الحيوانات الأكثر مرضاً. وإذا ما استمرت الفكرة، فقد يعني ذلك أن الذئاب لها دور في الحد من انتشار الأمراض المزمنة، وفي مقدمتها الهزال الذي يصيب الغزلان وغيرها من الحيوانات في مختلف أنحاء البلاد وفي جميع أنحاء العالم، غير أن الخبراء يخشون أن ينتقل ذلك إلى البشر يوماً ما.
في هذا الصدد، قالت إلين براندل، طالبة الدكتوراه في علم البيئة البرية في جامعة ولاية بنسلفانيا والتي تقود المشروع بالتعاون مع «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية و«خدمة المتنزهات الوطنية»، إنه «لا يوجد إجراء إداري فعّال» للسيطرة على المرض، إذ لا يوجد لقاح. وتساءلت: «هل يمكن أن تكون الحيوانات المفترسة هي الحل؟».
يقول العديد من علماء الأحياء والمحافظة على الحياة إن المزيد من الأبحاث من شأنه أن يعزز من الاتجاه إلى السماح بعودة المزيد من الذئاب إلى أجزاء معينة من الولايات للمساعدة في إدارة أمراض الحياة البرية، على الرغم من أن الفكرة من المؤكد أنها ستواجَه بصيادي الماشية وغيرهم من المهتمين بمنافسة الذئاب.
إن مرض الهزال المزمن مرض عصبي معدٍ غير معتاد إلى الحد الذي يجعل بعض الخبراء يعده «مرضاً هبط من الفضاء الخارجي». كان أول اكتشاف للمرض بين الغزلان البرية في عام 1981. وهو ما يؤدي إلى تدهور نسيج الدماغ في عنق الرحم، ويحدث في الغالب بين الغزلان، والأيل، والمووز، والبرية، ويحدث مصحوباً بأعراض مثل الخمول والذبول، والتمايل وسيلان اللعاب ثم الموت.