ليبيا: مناشدات لفتح ممر آمن لإخراج الجرحى إثر اشتباكات في سبها

رتل تابع لقوات «الوفاق» ضمن دورية استطلاع في محوري سرت والجفرة (عملية بركان الغضب)
رتل تابع لقوات «الوفاق» ضمن دورية استطلاع في محوري سرت والجفرة (عملية بركان الغضب)
TT

ليبيا: مناشدات لفتح ممر آمن لإخراج الجرحى إثر اشتباكات في سبها

رتل تابع لقوات «الوفاق» ضمن دورية استطلاع في محوري سرت والجفرة (عملية بركان الغضب)
رتل تابع لقوات «الوفاق» ضمن دورية استطلاع في محوري سرت والجفرة (عملية بركان الغضب)

اندلعت اشتباكات عنيفة بين عائلتين من قبيلة القذاذفة بحي المهدية بمدينة سبها جنوب ليبيا، وسط مناشدات المواطنين ومنظمات حقوقية لفتح ممر آمن بغية إخراج الجرحى، وإدخال الإمدادات العاجلة، في ظل ما تعانيه المدينة من تردٍّ للوضع الصحي.
وقبل يومين، ناشد الشيخ علي مصباح أبو سبيحة، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب، الأجهزة المعنية في البلاد التدخل السريع لإخراج العائلات العالقة في منطقة الاشتباكات بحي المهدية، واصفاً الوضع هناك بـ«الخطير، نظراً لوجود النساء والأطفال في وضع حرج».
وتنحصر الاشتباكات الثأرية التي تدور رحاها لليوم الثالث بين عائلتي الدواقل والجيطلاوي، وهما من قبيلة القذاذفة. وسبق أن تسببت اشتباكات مماثلة بينهما في مقتل 15 شخصاً قبل نحو عامين. لكن رغم جهود النافذين من رجال المصالحة في ليبيا، وخصوصاً في الجنوب، تجددت الاشتباكات، وسط مخاوف من تصاعدها، في ظل استخدام مدافع الهاون و«آر بي جي».
وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، إنها تتابع بقلق بالغ المعارك القبلية التي يشهدها حي المهدية (الفاتح سابقاً) بين أبناء عائلتي الدواقل والجيطلاوي، وتطالب بوقفها فوراً. ونوهت المنظمة إلى أن هذا النزاع القبلي يتجدد من فترة إلى أخرى منذ نحو عامين، دون تسوية جذرية للخلاف بين الطرفين، رغم أنه سبق أن أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 15 ضحية وعدد من الجرحى، وأدى إلى نزوح عائلات كثيرة، مشيرة إلى أن أغلب المقاتلين من الطرفين يتبعون ميليشيات مسلحة، ولافتة إلى أن الاشتباكات تجددت منتصف الأسبوع، رغم المساعي الحميدة التي بذلها ممثلو القبائل من المنطقة وخارجها.
ورصد شهود عيان استخدام الطرفين منذ 3 أيام قذائف «آر بي جي» والرشاشات المتوسطة المضادة للطائرات والهاون، على نحو أدى إلى وقوع إصابات كثيرة وإغلاق عدة طرق.
ووفقاً لمكتب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في جنوب ليبيا تحتاج المنطقة لتدخل السلطات الليبية لوقف الاقتتال واستعادة الأمن، بعد فشل المساعي التي حاول بعض القبائل القيام بها، إضافة إلى أن الوضع على الأرض يحتم توفير الإمدادات الطبية لإسعاف الجرحى، وضرورة نقل بعضهم إلى المستشفيات الكبرى في ليبيا وخارجها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.