وفاة رئيس البرلمان الجزائري سابقاً سعيد بوحجة

الحكومة تنفي قيداً دولياً على تنفيذ عقوبة الإعدام

رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) في الجزائر سابقاً سعيد بوحجة (الإذاعة الجزائرية)
رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) في الجزائر سابقاً سعيد بوحجة (الإذاعة الجزائرية)
TT

وفاة رئيس البرلمان الجزائري سابقاً سعيد بوحجة

رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) في الجزائر سابقاً سعيد بوحجة (الإذاعة الجزائرية)
رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) في الجزائر سابقاً سعيد بوحجة (الإذاعة الجزائرية)

توفي أمس رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) في الجزائر، سابقاً، سعيد بوحجة الذي أزاحه نواب الأغلبية بالقوة في 2018، بعد عام فقط من توليه المنصب، وذلك بناءً على أوامر من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق. وفي غضون ذلك، أكد وزير العدل بلقاسم زغماتي، أن مشروع قانون الوقاية من الاختطاف ومحاربته، يتضمن عقوبات صارمة «ومن شأنه ردع جريمة الخطف».
وغادر بوحجة (80 سنة) الحياة إثر إصابته بفيروس كورونا، وكان أول المعزين رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، بصفة الراحل عضواً سابقاً في «جيش التحرير الوطني»، وأحد مجاهدي ثورة الاستقلال (1954 ـ 1962).
وقال رئيس «المجلس الوطني» سليمان شنين، بخصوص وفاته «شاء الله تعالى أن نودّع واحداً من الرعـيل الذي آل على نفسه أن يجعل حياته في سبيل الله، رعـيل الشهداء الأبرار والمجاهـدين الأخيار، الذين واجهوا أعـتى قوى الظلم والدمار بقوة الإيمان بالله ثم بالوطن العزيز المفدى». مشيراً إلى «إننا نودع اليوم المجاهـد الثائر والسياسي المخضرم، والزميل الكريم ومصابنا فيه جلل، لكننا مؤمـنون بقضاء الله وقدره ومشيئته، وأن كل شيء بأجل».
ارتبط اسم بوحجة بالنضال في صفوف «جبهة التحرير الوطني»، ممثلاً لها في ولايته سكيكدة بشرق البلاد، ثم ناطقاً باسم الحزب؛ إذ عُرف بسلاسة التواصل مع الصحافيين، خاصة في فترات الصراع الداخلي الكثيرة التي عاشها الحزب الذي يعتبر إحدى ركائز النظام السياسي.
وخاض بوحجة صراعاً قوياً مع نواب حزبه ونواب «التجمع الوطني الديمقراطي» (القوتان الأولى والثانية في البرلمان)، عندما أطلقوا عريضة لسحب الثقة منه في أكتوبر (تشرين الأول) من 2018. وقد رفض التنحي وصمد طويلاً أمام محاولات لعزله بالقوة، وصلت إلى حد غلق أبواب البرلمان بسلاسل من حديد لمنعه من دخوله. وصرح للإعلام يومها أنه «ينبغي أن أقتنع بأنني ارتكبت أخطاء كبيرة حتى أستقيل، أو تأتيني رسالة أو اتصال هاتفي من الرئاسة، لإبلاغي بإنهاء مهامي». وتم عزله في النهاية بعد أن تخلت عنه رئاسة الجمهورية التي تعطي نفسها اختيار رؤساء البرلمان وتنحيتهم.
وأعاب خصوم بوحجة عليه، «سوء إدارة البرلمان»، وتحداهم هو أن يثبتوا «ادعاءاتهم». واتضح في وقت لاحق أن سعيد بوتفليقة، الرجل النافذ في الرئاسة آنذاك، هو من حرّض نواب الأغلبية ضد بوحجة، بغرض وضع مقرب منه مكانه، وهو البرلماني معاذ بوشارب الذي عينه بعدها على رأس «جبهة التحرير». ورغم مرور عامين على الأحداث لا يعرف بالتحديد السبب الذي دفع سعيد بوتفليقة (يمضي عقوبة 15 سنة سجناً حالياً) إلى إطاحته.
على صعيد آخر، قال وزير العدل بلقاسم زغماتي أمس، خلال عرض مشروع قانون خاص بتجريم الاختطاف على أعضاء «مجلس الأمة» بغرض المصادقة عليه، إن الجزائر «لم توقّع أي معاهدة دولية تمنعها من تنفيذ عقوبة الإعدام، وكل ما يقال لا أساس له، والجزائر لها مطلق السيادة في هذه القضية»، في إشارة إلى ما كُتب في صحف محلية بأن الحكومة الجزائرية «مقيدة بمعاهدة دولية تمنعها من تنفيذ الإعدام». وكان الدافع لإطلاق قانون للوقاية من الاختطاف ومحاربته تنامي ظاهرة خطف الأطفال وقتل بعضهم.
وأكد زغماتي، أنه «إذا اقتضى الأمر تطبيق الإعدام حفاظاً على النظام العام، فسنفعل».
وأوقفت الجزائر تنفيذ هذه العقوبة منذ 1993، تاريخ إعدام 3 إسلاميين بتهمة تفجير مطار العاصمة عام 1992 (40 قتيلاً). وينص القانون الجديد على إعدام الشخص أو الأشخاص، إذا تورطوا في قتل طفل بعد خطفه. والخطف في حد ذاته، يكلف السجن مدى الحياة وفق القانون.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.