رفض كردي لاستجواب رئيس حكومة كردستان في بغداد

رئيس البرلمان العراقي يشكِّل لجنة لإجراء مفاوضات بين المركز والإقليم

TT

رفض كردي لاستجواب رئيس حكومة كردستان في بغداد

في الوقت الذي تستعد فيه أربيل لإرسال وفد جديد إلى بغداد لبحث الخلافات بين الطرفين خصوصاً بعد تشريع قانون الاقتراض في غياب الكرد، أعلن نواب في البرلمان الاتحادي جمع تواقيع لاستجواب رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني، ووزير الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم. وكان مسرور بارزاني قد بحث مع وفد الإقليم التفاوضي مع بغداد، الملفات العالقة مع الحكومة الاتحادية، وسبل حلها.
وقال بيان لرئاسة حكومة كردستان إن بارزاني «أشاد بالجهود التي يبذلها وفد حكومة إقليم كردستان المفاوض في محادثاته مع الحكومة الاتحادية والدفاع عن المستحقات المالية لمواطني إقليم كردستان وبالأخص مسألة الرواتب». وأضاف البيان أنه جرى «التأكيد خلال الاجتماع، أن وفد الإقليم المفاوض هو الطرف التفاوضي الرسمي لحل الخلافات مع الحكومة الاتحادية، وأن حكومة إقليم كردستان لن تساوم، بأي شكل من الأشكال، على الحقوق الدستورية والمستحقات المالية لشعب إقليم كردستان». وتابع: «تم التأكيد أيضاً أن الوفد الحكومي المفاوض قد بذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الاتحادية، ودافع دائماً عن حقوق شعب إقليم كردستان»، مبيناً أنه «تم تسليط الضوء على مسار عملية المفاوضات التي تُجريها حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية وتمت الإشارة إلى أن وفد حكومة إقليم كردستان مستعد لزيارة بغداد كلما وجد ذلك ضرورياً».
إلى ذلك أعلن عدد من نواب البرلمان العراقي أنه تم جمع أكثر من 100 توقيع جرى تقديمها لرئاسة مجلس النواب لاستضافة رئيس حكومة إقليم كردستان ووزيري النفط بالإقليم والاتحادي، ومدير شركة «سومو». وبيّنت وثائق طلب الاستجواب أن الطلب قُدِّم على أثر وجود شبهات في كميات صادرت الإقليم النفطية، وعدم وجود شفافية في ملف الصناعات الاستخراجية بالإقليم، وكذلك للتوضيح بشأن عقد اتفاقية مع تركيا أمدها 50 عاماً بخصوص الملف ذاته.
ورفض الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي إليه مسرور بارزاني (نجل زعيم الحزب مسعود بارزاني) عملية الاستجواب. وقال القيادي في الحزب ريبين سلام، في تصريح له، إن «قضية استجواب بارزاني ومسؤولين كرداً في البرلمان الاتحادي، فيها تجاوز على صلاحيات برلمان الإقليم، كونه الجهة الوحيدة المختصة باستضافة المسؤولين في الإقليم». ويرى أن حملة التواقيع غير قانونية، وقد تبنتها مجموعة من النواب الكرد «الفاشلين»، على حد وصفه، متهماً إياهم بأنهم «ينفّذون أجندات خارجية». وأوضح أن «الدستور حدد أن المحافظات المنتظمة بإقليم، لديها برلمان يقوم بواجب الاستجواب والاستضافة».
إلى ذلك، شكّل رئيس البرلمان العراقي لجنة مهمتها إجراء حوارات مع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بهدف إيجاد الحلول المناسبة وبما ينسجم مع الدستور والقانون بشأن القضايا الخلافية. وأضاف البيان أن الهدف من «الحوارات بين الطرفين هو تحقيق العدالة في توزيع الثروات بين أبناء الشعب العراقي».
وتضم اللجنة عدداً من أعضاء البرلمان العراقي وهم: محمد شياع السوداني، وعدنان الزرفي، ومحمد صاحب الدراجي، ومزاحم التميمي، وعبود العيساوي، وهشام السهيل، وحسن خضير شويريد، وفيصل العيساوي. وبشأن أهمية هذه اللجنة، أكد عبد الحكيم خسرو، رئيس دائرة التنسيق والمتابعة في حكومة كردستان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحوار مهم على المستويات كافة من خلال اللجان الفنية والحكومية والبرلمانية والسياسية بل حتى على المستوى الشعبي»، مبيناً أنه «لا بد من ذلك من أجل تذليل العقبات والخلافات». وأضاف خسرو أن «مهمة اللجنة التي شكَّلها البرلمان، وهي لجنة مؤقتة، هي القيام بالحوار بين الطرفين لتحديد النصوص المتعلقة بموازنة 2021». وأوضح أنها «لجنة حوارية مهمة وهي ذات رأي استشاري لكنها سوف تسهم في تحديد أطر قانونية قابلة للتنفيذ والالتزام من أجل عبور هذه المرحلة، لذلك فإننا نعدها خطوة مهمة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».