حركة النهضة التونسية تضع شرطين أساسيين للمشاركة في وزارة الحبيب الصيد

تحييد وزارات السيادة.. وتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة

حركة النهضة التونسية تضع شرطين أساسيين للمشاركة في وزارة الحبيب الصيد
TT

حركة النهضة التونسية تضع شرطين أساسيين للمشاركة في وزارة الحبيب الصيد

حركة النهضة التونسية تضع شرطين أساسيين للمشاركة في وزارة الحبيب الصيد

حددت حركة النهضة التونسية شرطين أساسيين للمشاركة في حكومة الحبيب الصيد، وتمسكت بمبدأ تحييد وزارات السيادة (العدل والداخلية والدفاع والخارجية) وتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة. ووضعت هذه الشروط رئيس الحكومة المكلف في مأزق الاختيار بين إشراك حركة النهضة وضمان مشاركة سياسية أوسع أو تحييدها وإمكانية تأثير ذلك على الحكومة المقبلة عند تقدمها لنيل الثقة من البرلمان.
ووفق محللين سياسيين، بدت شروط النهضة بسيطة في الوهلة الأولى بيد أنها تبقى «تعجيزية»، وفق تصريحات لقيادات من حزب حركة نداء تونس الطامحة للفوز بأكبر نصيب من الحقائب الوزارية.
وتعيد حركة النهضة بشرطيها القويين، الصراع مع بقية الأطراف السياسية التونسية إلى نقطة الصفر إذ إن جبهة المعارضة طالبت بدورها خلال سنة 2013 وبعد اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البرأهمي بضرورة تحييد وزارات السيادة، وهو ما أدى إلى تعيين تكنوقراط على رأس الوزارات الـ4 المعنية.
ولئن أبدى رئيس الحكومة المكلف «تفهما حذرا» إزاء هذين الشرطين، فإن قيادات حركة نداء تونس رفضتهما رفضا قاطعا متسائلة: «إن كانت حركة النهضة في موقف من يفرض شروطا على شركائها السياسيين». وأشار أكثر من قيادي في حركة نداء تونس إلى أن تولي الحركة وزارات السيادة من الحقوق التي تعود إليها وإلى حلفائها السياسيين كما أعلنت الكتلة البرلمانية (86 نائبا) رفضها تشكيل حكومة وطنية موسعة تجمع كل الأطراف السياسية سواء الممثلة في البرلمان أو غير الممثلة.
والتقت عدة تحاليل سياسية حول وصف شروط حركة النهضة بـ«محاولة مقصودة للضغط على رئيس الحكومة المكلف»، فيما أبدت بعض قيادات النداء في خطوة تصعيدية استعدادها لـ«سحب الثقة من الحبيب الصيد إن واصل ما وصفوه بمجاملة حركة النهضة».
ورغم إقرار مجلس شورى الحركة المنعقد يومي السبت والأحد الماضيين مبدأ المشاركة في الحكومة المقبلة، فقد ذكرت مصادر مقربة من راشد الغنوشي رئيس الحركة أن هذا الأخير أصر على عدم إشراك وزراء سابقين من حركة النهضة في حكومة الصيد مقابل الدفع بوجوه سياسية جديدة تحظى بالقبول من قبل الطيف السياسي والمجتمع المدني.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الغنوشي يقيم المرحلة المقبلة بكونها «مرحلة صعبة على كل الأحزاب السياسية المشاركة في الحكم، ويضع في حسابه أن الباجي قائد السبسي مؤسس حركة نداء تونس، وغريمه السياسي الأول قرر عدم ترشيح قيادي من النداء لرئاسة الحكومة المقبلة»، اعتبارا لإمكانية تحميلها لوحدها وزر الفشل الأمني والاجتماعي في حال حدوثه.
وتعيش حركة النهضة منذ نحو سنتين على وقع بعض الخلافات الداخلية التي انطلقت خاصة على إثر خروجها من السلطة في يناير (كانون الثاني) 2013. وأدت تلك الخلافات إلى استقالة عدة وجوه قيادية أهمها حمادي الجبالي الأمين العام للحركة، والرئيس السابق للحكومة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.