السلطات المصرية تفرج عن أحد مساعدي مرسي لأسباب صحية

محكمة قضت بإحالة أوراق 4 متهمين هاربين إلى المفتي لإدانتهم بالتخابر مع «القاعدة»

السلطات المصرية تفرج عن أحد مساعدي مرسي لأسباب صحية
TT

السلطات المصرية تفرج عن أحد مساعدي مرسي لأسباب صحية

السلطات المصرية تفرج عن أحد مساعدي مرسي لأسباب صحية

قال عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط» أمس إن السلطات المصرية أطلقت سراح خالد القزاز مساعد الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة، لأسباب صحية، بعد احتجازه لمدة 18 شهرا من دون إحالته إلى القضاء، واستبعد عبد المقصود وهو من بين قادة الجماعة المفرج عنهم أخيرا، وجود دلالة سياسية للإفراج عن القزاز.
في غضون ذلك، أحالت محكمة مصرية أوراق 4 متهمين هاربين إلى مفتي البلاد تمهيدا لإصدار حكم بالإعدام لإدانتهم بالتخابر مع تنظيم القاعدة.
وألقي القبض على القزاز الذي شغل منصب سكرتير الرئيس الأسبق للشؤون الخارجية مع مرسي و8 من كبار مساعديه في يوليو (تموز) 2013 عقب إعلان عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
ويعد القزاز واحدا من قادة جماعة الإخوان القلائل الذين أفرج عنهم منذ الإطاحة بالجماعة بعد عام واحد قضوه في الحكم. واستبعد عبد المقصود وجود «دلالة سياسية» في الإفراج عن القزاز، مؤكدا أن الأمر يتعلق بسوء حالة القزاز الصحية، لافتا إلى أنه لا يزال على ذمة القضية.
وأطلق سراح القزاز مساء الأحد، من مستشفى ظل محتجزا به تحت حراسة الشرطة لمدة شهرين إثر تدهور حالته الصحية. ونفى عبد المقصود علمه بطبيعة الحالة الصحية للقزاز الذي تولى مع آخرين من قادة الإخوان ملف العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان).
وقضت محكمة القضاء الإداري بحل حزب الحرية والعدالة وتصفية أمواله في أغسطس (آب) من العام الماضي.
وقال تامر فرجاني المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا للصحافيين مساء أول من أمس إن قرار إخلاء سبيل القزاز جاء مراعاة لظروفه الصحية. وأضاف أنه كان يقضي فترة حبس احتياطي على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة لاتهامه بالتحريض على العنف والانضمام إلى جماعة إرهابية (في إشارة إلى جماعة الإخوان).
وقال عبد المقصود إن القزاز غادر المستشفى متوجها إلى منزل والديه في القاهرة، مشيرا إلى أنه لم يفصح بعد عن نيته في البقاء في مصر أم أنه يعتزم مغادرتها. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان القزاز مدرجا على قوائم الممنوعين من السفر أم لا، لكن محامي جماعة الإخوان أوضح أنه من حق القزاز التقدم بطلب إلى النائب العام للسماح له بالسفر لتلقي العلاج إن كان مدرجا على قوائم الممنوعين من السفر.
وكانت لجنة تابعة للأمم المتحدة قد طالبت العام الماضي بالإفراج عن القزاز الذي يحمل إقامة دائمة في كندا.
ونقلت وكالة «رويترز» على لسان زوجة القزاز، سارة عطية، التي تحمل الجنسية الكندية قولها: «لست سياسية، أنا فقط زوجة وأم وأنا فقط سعيدة بالإفراج عن زوجي وآمل في أن يجتمع شملنا قريبا».
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إحالة أوراق 4 من المتهمين غيابيا في قضية «تخابر لصالح تنظيم القاعدة»، إلى مفتي البلاد، تمهيدا لصدور قرار بإعدامهم. وحددت جلسة 8 فبراير (شباط) للنطق بالحكم.
وأمرت المحكمة بالقبض على المتهمين الهاربين (عمرو محمد أبو العلا عقيدة، ومحمد عبد الحليم حميدة صالح، ومحمد مصطفى محمد إبراهيم بيومي، وداود الأسدي وهو كردي)، بعد إدانتهم بارتكاب جرائم «الانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي، والتخابر لصالحه وإمداده بمعلومات بشأن تمركز وتعداد أفراد الأمن».
وقال القاضي، في جلسة بثها التلفزيون الرسمي إن المتهمين الأربعة «في غضون الفترة من 2008 حتى مايو (أيار) 2013، بدائرة قسم شرطة النزهة بمحافظة القاهرة، أسسوا وأداروا جماعة على خلاف أحكام القانون لتعطيل الدستور والعمل بالقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين».
وتابع أن المتهمين «اتفقوا مع قياديين بتنظيم القاعدة الإرهابي على التعاون معهم في تنفيذ أعمال إرهابية ضد أفراد القوات المسلحة بسيناء، والسفارتين الأميركية والفرنسية، وممثليهما الدبلوماسيين بالبلاد، وأمدوهم لهذا الغرض بمعلومات عن أفراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بسيناء وخرائط تفصيلية عنها، ونشاط الجماعات التكفيرية بها ومدى إمكانية التعامل معها لتنفيذ عمليات عدائية بالبلاد».
ويقضي القانون المصري بإعادة محاكمة المتهمين المدانين غيابيا فور القبض عليهم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.