شرفة جولييت... وسر الانجذاب إلى المعالم السياحية

شرفة جولييت في مدينة فيرونا الإيطالية
شرفة جولييت في مدينة فيرونا الإيطالية
TT

شرفة جولييت... وسر الانجذاب إلى المعالم السياحية

شرفة جولييت في مدينة فيرونا الإيطالية
شرفة جولييت في مدينة فيرونا الإيطالية

هل تصادف يوماً أن سرت بجوار مجموعة من السياح وتساءلت حيال ما يبهرهم؟
يحاول الباحث السياحي الألماني مارتين لوهمان الإجابة على هذا السؤال وغيره بشأن ما الذي يستحث السياح.
وفيما يتعلّق بمن يقرّر ما الشيء الذي يستحق المشاهدة، يقول لوهمان إنّه شيء يمكن للجميع تقريره بأنفسهم. ويضيف: «أتذكر سياحاً أميركيين كانوا واقفين بين كاتدرائية كولونيا - وهي موقع تراث عالمي - ومحطة القطار، وكانوا منبهرين بالمحطة. لا يوجد خطأ في هذا». ويتابع: «لكن بالطبع هناك مؤسسات لها سيادة معينة بشأن كيفية تشكيل مثل تلك الآراء، إنّها في الأساس وسائل الإعلام وأدلة السفر التي تصف الأماكن بأنّها تستحق الرؤية. وهذا بدوره يزيد الانتباه والتوقعات»، على حد قوله.
ولكن لماذا قد يود المرء زيارة برج إيفل بعدما رآه ملايين المرات في الكتب والأفلام؟ يجيب لوهمان لوكالة الأنباء الألمانية قائلاً، إن البرج ظهر كثيراً في وسائل الإعلام لدرجة أنّ هناك طلباً كثيراً على رؤيته على أرض الواقع. ويضيف: «نظراً لأنّ المرء يعلم الكثير عنه بالفعل لدرجة أنّه لديه فضول أن يراه على الواقع. الأمر عينه ينطبق على الحيوانات البرية؛ لقد رأى الجميع النمر في الصور أو في حديقة الحيوان ولكن في البرية يكون الأمر مختلفاً بالكامل».
هل يمكن أن يدفع الشغف لرؤية معالم السياح لمواقع خيالية مثل شرفة جولييت في فيرونا؟ يقول لوهمان إنّ الشرفة في فيرونا التي لا يمكن الطعن في مدى كونها خيالية، تستحق الزيارة لأنّ هناك قصة عظيمة وراءها. ويضيف أن قصة روميو وجولييت تبدو حقيقية. ومن دون القصة، لكانت الشرفة الكائنة في فيرونا ببساطة، مجرد شرفة ملحقة بمنزل قديم صغير للغاية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.